لبنانية خلال تسوقها لزينة رمضان في بيروت (موقع 24)
لبنانية خلال تسوقها لزينة رمضان في بيروت (موقع 24)
الخميس 7 مارس 2024 / 22:02

خاص 24.. زينة رمضان تتحدى الأزمة المالية في لبنان

على عكس المتوقع.. تشهد الأسواق التجارية في العاصمة اللبنانية بيروت إقبالاً استثنائياً هذا العام على شراء الزينة الرمضانية، حيث تمسّك اللبنانيون بالحفاظ على واحدة من أبرز طقوس استقبال الشهر الفضيل.

ورغم أن الشوارع بالمناطق الشعبية كانت شبه مقفرة من الزينة المرحبة باستقبال رمضان، لم يستسلم اللبنانيون في منازلهم للإحباط من الوضع المعيشي المتردي، وحرصوا على التمسك بالعادات المتبعة لاستقبال هذا الشهر، متهافتين على شراء الزينة الرمضانية، التي كانت تسعيرتها بالدولار حصراً، من خلال ما تبيّن لنا عبر جولة ميدانية لموقع 24، على محلات بيع الزينة في بيروت.
للوهلة الأولى يمكن أن يصاب الزبون بحالة من الارتباك عند الدخول للتسوق في محلات بيع الزينة، يعود ذلك إلى التنوع الكبير في البضائع المعروضة، من هلال وفانوس وشرائط إنارة، ومجسمات كرتونية للمسحراتي، وأخرى من عبارات مكتوبة بأحرف فضية وذهبية.

تنوع كبير في البضائع

كانت سناء نعماني مصابة بالحيرة خلال اختيارها للفوانيس، التي ستزين بها مائدة الإفطار، وتشير إلى أنها تحرص كل عام على التزيين بطريقة مختلفة، قائلة: "أنا متمسكة بهذا التقليد، وعلينا أن نشعر بنبض الحياة مهما كانت الظروف صعبة".
وبين شرائط العيد الملونة والآيات القرآنية المحفورة على القماش، كان لافتاً بعض الفوانيس الضخمة التي يفوق سعرها 50 دولاراً. ويشير أحمد أمين، صاحب أحد المتاجر، إلى أن هذه البضائع تحظى بإقبال من فئة معينة، قائلاً: "هناك من يختارونها كزينة يستخدموها في رمضان كل عام".

الزينة بالدولار حصراً

ورغم أن أسعار الزينة كانت جميعها بالدولار حصراً، غير أن المواطنين كانوا يصطفون بالعشرات لشراء الفوانيس، ولو بمبالغ قليلة تناسب ميزانيتهم الخجولة.
وكان اللبناني يونس علامة يحاول إخفاء حزنه خلف ابتسامة يصنعها، أثناء انتظار دوره في طابور طويل ليسدد فاتورة مشترياته من الزينة المتواضعة، التي اشتراها لمنزله.
وقال في حديث لموقع 24: "اشتريت فانوساً صغيراً بـ 4 دولارات لأزين به المائدة الرمضانية، كما اشتريت عيدان البخور، التي تحب زوجتي أن يعبق المنزل برائحتها طيلة الشهر الكريم، فسعرها دولار واحد فقط".
أما أم خالد فكانت تتأمل واجهة أحد محلات الزينة بحسرة، وقالت لموقع 24 إنها ستكتفي هذه السنة باستخدام الزينة القديمة الموجودة لديها، حاملة شعار "جود من الموجود".

إقبال استثنائي في رمضان

"إنه موسم الخير".. بهذه العبارة رد محمد علي سعيدون على سؤال لموقع 24، حول الإقبال على الزينة الرمضانية في متجره.
وأشار إلى أنه فوجئ بحجم الطلب الكبير الاستثنائي على الزينة الرمضانية هذا العام، بعكس السنوات السابقة. وأكد أن هذا العام بدأ باستقطاب الزبائن مبكراً، لأن أسعار بضائعه تبدأ من نصف دولار، ولا تزيد عن 10 دولارات.
كذلك لجأ منير أحمد، مدير متجر، إلى الترويج لبضاعة الموسم الرمضاني باكراً بأسعار تنافسية، لأنه اشترى شحنة كبيرة من الصين بسعر مغر. وكشف أنه استطاع بفضل هذا الموسم تحقيق أرباح كبيرة، عوّضت عن مواسم الخسارة التي ألمت به في الأشهر السابقة، نتيجة الشلل الاقتصادي الذي ضرب البلاد.