مواطنون لبنانيون ينتظرون دورهم لشراء الحلويات قبل الإفطار في بيروت (موقع 24)
مواطنون لبنانيون ينتظرون دورهم لشراء الحلويات قبل الإفطار في بيروت (موقع 24)
الأحد 17 مارس 2024 / 15:40

رغم الغلاء.. إقبال كثيف من اللبنانيين على الحلويات الرمضانية

هذا العام، لم تبق الحلويات الرمضانية في خانة "الكماليات" على مائدة إفطار المواطن اللبناني كما في السنوات السابقة، إذ تشهد محلات بيع الحلويات العربية في لبنان منذ بدء رمضان حركة ناشطة، لاسيما خلال الساعة الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار.

وفي جولة ميدانية لموقع 24 على أشهر محلات الحلويات في بيروت، كان لافتاً مشهد وقوف الزبائن بالطوابير بانتظار دورهم أمام المحلات لشراء أنواع كثيرة من الحلويات لتُزين موائد إفطاراتهم مثل الشعيبيات والمدلوقة والمفروكة وحلاوة الجبن وزنود الست.

هذا المشهد يدل على أن اللبنانيين بدأوا يتأقلمون على واقعهم الجديد بعد انهيار عملتهم الوطنية مقابل الدولار منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019، وأصبحوا يتقبلون الأسعار النارية للحلويات الرمضانية التي تباع حصراً بالدولار، مع استقرار سعر صرف الدولار لأكثر من سنة واقفاً على عتبة 90 ألفاً مقابل الدولار.

أبرز الحلويات الرمضانية

في الساعات الأخيرة من الصيام، أصبحت الشوارع اللبنانية يومياً تعبق بروائح الحلويات الرمضانية المقلية المنبعثة من الأكشاك الخارجية للمحلات التي قدمت هذا العام خيارات متنوعة أمام الزبائن لتكون الأسعار بمتناول الجميع مهما اختلفت إمكاناتهم المادية.
واستعادت الحلويات بالقشطة والمكسرات مكانتها عند اللبنانيين الذين تمسكوا بشرائها سواء بالكيلو أو بالقطعة مثل الداعوقية والمدلوقة وزنود الست والشعيبيات.

حلويات متوافرة فقط في رمضان

أما الكلاج فكان نجم الحلويات، خاصة أنه لا يتوافر في المحلات إلا في شهر رمضان فقط. وقال أبو أحمد (51 عاماً) وهو ينتظر دوره في أحد محلات بمنطقة الملا إنه يحرص يومياً على شراء دزينة كلاج لعائلته للاستمتاع بطعمه الطازج بعد الإفطار. وأضاف "هذا الشهر هو ضيف كريم يأتي مرة في السنة ولا يكتمل رونقه إلا بحلوياته التي تقدم حصراً في رمضان".

وفي الوقت الذي يقبل الزبائن خلال هذا الشهر على شراء حلويات متنوعة متوافرة خارج رمضان مثل الكنافة ومعمول المد، غير أن كثيرين يفضلون شراء الحلويات التي تقدمها المحلات إلا خلال شهر رمضان مثل العثملية والقطايف المقلية والمدلوقة وزنود الست مثل المواطن اللبناني مصطفى الأمين (38 عاماً) الذي يعمل موظفاً في شركة تجارية.

ورغم أن راتبه ما زال بالليرة اللبنانية، غير أنه لا يستطيع الاستغناء عن حلوى العثملية التي يحبها أبناؤه وأصبحت بنظرهم متلازمة بذاكرتهم بشهر رمضان، خاصة أنها لا تتوافر في محلات الحلويات إلا في شهر رمضان.

ومن أجل التوفير، أشار إلى أنه يشتريها من أحد المحلات الشعبية في منطقة طريق الملا، التي تبيع الكيلو بـ 7 دولارات في الوقت الذي يصل سعرها في المحلات الأخرى بسعر يتراوح بين 12 و15 دولاراً.

سبب التسعير بالدولار حصراً

يشير محمد الأحمد صاحب محل حلويات رمضانية شعبيّة في منطقة طريق الجديدة، إلى أن الأسعار المرتفعة تعود إلى ارتفاع سعر صرف ​الدولار​، حيث إننا "نشتري المواد الأولية بالعملة الصعبة"، ويلفت إلى أن "غالون الزيت (7 لترات) لقلي القطايف ثمنه مليون ونصف المليون ليرة، وكيس السكر بـ40 دولاراً، فضلاً عن ارتفاع أسعار الحليب".

وأكد صاحب مصنع حلويات في منطقة الملا أنه تفاجأ هذا العام بنسبة الإقبال على شراء الحلويات سواء بالقطعة أو بالكيلو رغم تسعيرها بالدولار. واستعرض أسعار بعض أصناف الحلويات التي يقدمها قائلاً: "ثمن 12 حبة من "قطايف القشطة" وصل إلى 10 دولارات (حوالي مليون ليرة حالياً) بينما بلغ سعر قطعة حلوى "الكلاج" المكون من رقاقات بالسمن والسكر والقشطة دولارين (حوالي 200 ألف ليرة).




سواء كان اللبناني فقيراً أم غنياً، غير أنه ما كان واضحاً هذا العام تمسكه بتزيين مائدته الرمضانية بالحلويات ليحافظ على إحدى أبرز العادات التي انتزعت منه خلال الأعوام الماضية بسبب الغلاء.