الخميس 28 مارس 2024 / 16:32

الشاعر السوري أكرم قنبس لـ24: الأدب مُقصَر في الإضاءة على جماليات رمضان

مضان بكل ما فيه من جماليات وروحانيات يختلف تماماً في عيون الناس عن بقية الأشهر، وتظل له مكانة غالية على نفوس البشر صغيرهم وكبيرهم، فالجميع يجل ويعظم هذا الشهر الكريم، وخاصة المبدعين الذين يتصفون بشفافية عالية تجاه الأحداث والمناسبات، فماذا يمثل رمضان بالنسبة للمبدع، وماذا يقرأ خلاله، وماذا يكتب، وكيف يقضي أوقاته؟ 

يقول الشّاعر السوري الدّكتور أكرم جميل قُنبس: "كشاعرٍ وباحث وأديب وناقد فإنّ شهر رمضان المُبارك يُلقي بظلاله على كلّ أعمالي وحياتي ومشاعري ومتابعاتي الإبداعيّة والإنسانيّة والرّوحانيّة، وهو شهر عظيمٌ نجدّد به طاقتنا الإيمانيّة الّتي تُضفي على حياتنا بإشراقاتها العالية نقاءً وصفاءً وبِرّاً وتواصلاً يجعل حياتنا أكثر سعادة لنعيش حياة اجتماعيّة متزنة ومشرقةً أمناً وإيماناً وعطاءً".

ويضيف:" قراءتي تتركّز على كتاب الله – القُرآن الكريم – وتدبّر آياته ومقاصده ولغته وأسلوبه ونحوه وبلاغته وما فيه من الدّلائل الكونيّة والمعجزات الّتي تتطلّب من كلّ مسلم أن يلتفت إليها التفاتاً يزيد حياته عِلماً وبحثاً وإبداعاً وبناء مجتمعيّاً، وأن يشعل في طريق الآخَرين شمعة أخلاقه العالية الّتي تعكس روحانيّات شهر رمضان المُبارك". 
ويتابع الدكتور قنبس: "أيّام شهر رمضان المُبارك فيها بَركة، وفيها ما يجعل الإنسان يحرص كثيراً على دقّة توزيع ساعات اليوم واللّيلة، فأنا يبدأ وقتي اليومي منذ السّحور، ثمّ صلاة الفجر، وبعد ذلك أُرسل رسالتي الشّعريّة لمتابعيها منذ 6 سنوات، وكذلك حرصت على إفادة الآخرين بنصائح صحيّة وطبيّة حول الطّعام والشّراب والغذاء الّذي يمكن أن يتناوله الإنسان الصّحيح أو المريض حتّى لا يتعرّض إلى ما يُنغّص عليه صحّته أو حياته أو متابعة صيامه وقيامه، وكذلك أحرص على قراءة ما لا يقلّ عن جزءين أو 3 من القُرآن الكريم يوميّاً، وأتابع أعمالي الأُخرى بكلّ دقّة وجودة عالية دون تأخير أو تأجيل؛ لأنّني هكذا اعتدت في حياتي منذ أن كنت في العشرينات من عمري، وأكتب ما أستطيع من تراتيل قلب وحكمة عندما تبرق فكرتها في القلب والمشاعر."

ويذكر: "أمّا الإبداع الشِّعري المتعلّق بالشّهر الفضيل فهو كثير، سواء أكان على شكل قصائد شعريّة أم على شكل مقطوعات ونفحات، ولعلّنا نذكر بهذا المقام ديواناً شعريّاً شارك في إعداد مادّته الشّعريّة عدد من شعراء الوطن العربي، وهو بعنوان "رُباعيّات من وَحي رَمضان" صدر عن "منتدى شهاب غانم الأدبي" عام 2022م".
وعن أكثر ما يستوقفه ويستحوذ على تفكيره في هذا الشّهر، يوضح: "تستوقفني المشاعر الإنسانيّة، خاصّة عندما أجلس لتناول الإفطار، فأحمد لله الّذي أطعمنا، وسقانا، وسترنا، ولم يحرمنا، وكم على هذه الأرض ممّن تقطّعت به السُّبل فقراً وجوعاً وعطشاً، أو غير ذلك ولم يجد حبّة تمرٍ أو كوب ماء نظيف، أو لُقمة خُبز يُفطِر عليها".

ويتابع: "أرى أن الأدب العربيّ نقداً وبحثاً ومتابعة في الإضاءة على طقوس رمضان وما فيها من جماليّات وروحانيّات مُقَصِّر جدّاً جدّاً، إلّا ما ندر، مع العِلم أنّ ما يكتبه الشُّعراء والأدباء والكُتّاب بطقوس هذا الشّهر كثير، ليس فقط من باب التعبّد، ولكن للشّهر طقوس أخرى حول عادات وتقاليد الشّعوب والأُمم حديثاً وكلاماً ومأكلاً ومشرباً وتواصلاً، وإنّ لي أمل كبير أن يلتفت أبطال الأدب العربيّ إلى الدّرر النّفيسة في جماليّات شهر رمضان لتكون أكثر حفظاً للمكتبة وللذّاكرة والأجيال".

ويختم: "أفضل كتاب أُرشّحه إلى القُرّاء هو كتاب الله "القُرآن الكريم"، فهو بالدّرجة الأولى كتاب عقيدتنا وديننا السّمح وشريعتنا الغرّاء، ومنهاجٌ حياتيٌّ لصحّتنا قلباً ونفساً وروحاً وجسداً وتواصلاً إنسانيّاً به يعمر الكون دون حروب ودمار وظُلمٍ وسلبٍ للحقوق، وتوجد كثير من الآيات الّتي تحتاج عقلاً يُبصِر، وروحاً تنبض بمحبّة الله الّذي جعل لنا شهر رمضان مدرسة للحفاظ على عقيدتنا وصحّتنا، ولنزداد إيمانا بمن خلقنا، ولنكون رُحماء نصل أرحامنا وأيتامنا وفقراءنا بكل محبّة تزيد حياة مجتمعنا الكوني إشراقاً وتسامحاً، وكثيرون من عُلماء العربيّة طبعاً كانوا في شهر رمضان ينقطعون عن كلّ عِلْم إلّا ما يخصّ هذا الشّهر الفضيل."
يشار إلى أن الدّكتور أكرم جميل قُنبس، شاعر وأديب وباحث وناقد وتربويّ من سّوريّا، مُقيم في الإمارات، وقد عمل فيها موجّهاً للّغة العربيّة، واختصاصيّاً أوّل لتأليف مناهج اللّغة العربيّة للمرحلة الثّانويّة في إدارة المناهج.