المعارضة الإسرائيلية أصبحت أكثر جرأة ضد نتانياهو (رويترز)
المعارضة الإسرائيلية أصبحت أكثر جرأة ضد نتانياهو (رويترز)
الجمعة 29 مارس 2024 / 11:59

"الساحر" نتانياهو يواجه أصعب اختبار في 3 عقود

على مدى 3 عقود في الحياة العامة، بات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يُعرف بـ"الساحر"، لقدرته على الإفلات من المعضلات السياسية، لكن الحرب في غزة والمفاوضات لتحرير الرهائن تختبران هذه القدرة الآن بطريقة غير مسبوقة.

يخاطر نتانياهو بالإخفاق في تحقيق الهدف الذي حدده مراراً


تتراجع الآمال بالتوصل إلى صفقة لتحرير الرهائن، بعدما سحب نتانياهو الفريق الإسرائيلي المفاوض من محادثات قطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، بينما رفضت حماس اقتراحاً جديداً للتسوية.
ويتوقع أن تنتقل المفاوضات إلى القاهرة الأسبوع المقبل، في وقت يواجه نتانياهو انقسامات في حكومته، وقلقاً إسرائيلياً من حرب متواصلة دون تحقيق أي من هدفيها، وهما: تدمير حماس وإطلاق الرهائن.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عائلات الرهائن باتت أكثر جرأة في انتقاداتها لرئيس الوزراء، ودعت هذا الأسبوع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دفع نتانياهو شخصياً للقبول باتفاق. وفيما تتدنى شعبية نتانياهو، فإن الحركة التي نشأت قبل الحرب وملأت الشوارع بتظاهرات ضد الحكومة، عادت لتظهر مجدداً، من أجل الدفع نحو التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن، والدعوة إلى انتخابات.

فرصة لعزله


كما يواجه نتانياهو ضغوطاً من داخل ائتلافه الحاكم بإسقاط الحكومة في حال وافق على اتفاق يحرر بموجبه أسرى فلسطينيين مدانين بقتل إسرائيليين، وفق ما تطالب حماس، كما أنه يواجه صراعاً داخل مجلس الحرب، بوجود أعضاء ينتظرون الفرصة لعزله.

 


وتحدى نتانياهو المشاكل من قبل، في وقت وسّع فيه علاقات إسرائيل، وساعد في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، ونأى ببلاده عن القبول بدولة فلسطينية. لكن مخاطر بقائه سياسياً ومستقبل بلده، لم يكونا بمثل هذه الخطورة.
وقال الأستاذ الفخري في جامعة القدس العبرية إبراهام ديسكين عن نتانياهو: "يحاول أن يكون متشدداً في المفاوضات من جهة، وأن يرضي المعارضين له ولحكومته".

تفكيك حماس


وفي أي اتفاق محتمل، يخاطر نتانياهو بالإخفاق في تحقيق الهدف، الذي حدده مراراً للحرب، ألا وهو "النصر الكامل" على حماس، بما في ذلك تفكيك السلطة العسكرية والسياسية للحركة.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون وأمريكيون استخباراتيون، إن هذا الهدف يبدو بعيداً عن المتناول، بصرف النظر عن استمرار الحرب. ورغم أن حماس تلقت ضربة بواسطة الهجوم الإسرائيلي في غزة، فإنها قد تنجو كحركة اجتماعية وكتمرد عسكري.

 


ويقول الجنرال الإسرائيلي المتقاعد نعوم تبون: "نعلم أن هناك غالبية في مجلس الحرب يقودها بيني غانتس وغادي آيزنكوت وآرييه درعي تؤيد التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن، لكن الرجل الذي يصعّب الأمور هو نتانياهو".
وبينما يقول المسؤولون المقربون من نتانياهو إنه يريد اتفاقاً، فإنه يحتاج أيضاً إلى اتفاق يبقي حكومته متماسكة، ولا ينفّر منه قاعدته المحافظة قبل أية انتخابات محتملة في أواخر هذه السنة. ويلقي المسؤولون الإسرائيليون المنخرطون في المفاوضات بالمأزق الحالي على حماس لتشبثها بموقفها.
كما أن هؤلاء المحيطين بنتانياهو يجادلون أيضاً بأن الضغط الأمريكي على إسرائيل لوقف الحرب والتوصل إلى تسوية مع حماس، يقوضان الموقع التفاوضي لإسرائيل.
وفي داخل إسرائيل، يتعرض نتانياهو للضغط من مفاوضين سابقين ومسؤولين أمنيين، لأنه فوض فريقه التفاوضي صلاحيات محدودة خلال جولة الدوحة من المفاوضات. ورفض مسؤولون قريبون منه هذه الانتقادات. وقال مسؤول إسرائيلي بارز إن الوفد كانت لديه صلاحية التفاوض بجدية.