جانب من اللقاء (إكس)
جانب من اللقاء (إكس)
الإثنين 8 أبريل 2024 / 15:40

لبنان وقبرص: نسعى للحفاظ على أمن شرق البحر المتوسط

أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس الحكومة  اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين، "سعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط".

وشدد الطرفان، عقب محادثات موسعة عقدت  بين الرئيس القبرصي وميقاتي في بيروت اليوم، على "أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لازمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص".

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنه بنتيجة المحادثات تم التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع "إطار عملي" مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح حكومة لبنان المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلدهم .

وأكد ميقاتي حرصه على الدخول في حوار مثمر وبناء خلال فترة وجود الرئيس القبرصي  في لبنان من أجل توثيق العلاقات المشتركة وإيجاد حل مستدام لملف النازحين من لبنان واليه.

وأضاف: "لدى لبنان وقبرص مصلحة مشتركة في معالجة التحديات التي يواجهانها بفعل الهجرة غير الشرعية، وهناك إمكانية للتعاون في تمكين المؤسسات المختصة من ضبط الحدود البحرية".

وأشار إلى أن لبنان باعتباره أحد أكبر البلدان المضيفة للاجئين من حيث عدد السكان، يتحمل أعباء متعددة ليس لها تأثير فوري على أمنه واستقراره فحسب، بل على وجوده المستقبلي، لافتاً إلى أن "الواقع الديموغرافي اللبناني  فريد من نوعه، ولبنان لا يستطيع تحمل أي تغيير في هذا الواقع".

ودعا ميقاتي الاتحاد الأوروبي وسائر  المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا، لأن معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة لعودة النازحين اليها.

ولفت إلى أن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية يبذلون قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة أولئك الذين يبحثون عن الأمان إلى المناطق الآمنة في سوريا أو  تأمين إقامتهم في بلد ثالث، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين.

وشدد الرئيس القبرصي على "أن بلاده تدعم لبنان في كافة المحافل الدولية عبر زيادة الدعم التقني والمادي لمؤسسات الدولة اللبنانية بما فيها الجيش اللبناني".

وقال إن زيارته للبنان هي الأولى بعد توليه رئاسة الجمهوربة، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة من جراء الإعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل السورية أو عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية إلى دولة قبرص.

وأضاف "إن قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة إلى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لعرض التحديات التي يواجهها لبنان".

وأشار إلى أن بلاده تتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم إلا عبر عودتهم إلى أراضيهم، خصوصاً أن هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون بدوافع اقتصادية، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم إلى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط".

وكان الرئيس القبرصي وصل إلى  بيروت في وقت سابق اليوم حيث كان في استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.