لبنانية تشتري المعمول من أحد المحلات في بيروت (موقع 24)
لبنانية تشتري المعمول من أحد المحلات في بيروت (موقع 24)
الخميس 11 أبريل 2024 / 11:01

الأزمة الاقتصادية تغيّر طعم وحجم "معمول العيد" في لبنان

24 - ألين الخولي

ما بين التخفيف على الجيب والمعدة في آنِ واحد.. لجأ اللبنانيون، المعروفون بكرم الضيافة والاستقبال، إلى تقليص حجم حبّات "معمول العيد"، بسبب غلاء أسعار المكسرات من جهة، وبيعها في محلات الحلويات حصراً بالعملة الصعبة من جهة أخرى.

معمول بالجوز والفستق والتمر.. أصناف تقاوم لتبقى حاضرة خلال عيد الفطر في لبنان، لكن البعض لجأ إلى إدخال تغييرات على أحجامها ومكوناتها، بما يتناسب مع حجم الأزمة الاقتصادية، التي ضربت البلاد منذ نحو 5 أعوام.

وقد جرت العادة أن يزين المعمول مائدة بيوت اللبنانيين في عيد الفطر، إكراماً للضيوف والمعايدين لإضفاء على العيد مزيداً من الحلاوة.

معمول البيت "بركة"

اعتادت وداد حنون (52 عاماً) تحضير معمول العيد في منزلها، لكنها أجبرت هذا العام إلى تغيير عاداتها وتقليص حبات المعمول.
وفي حديثها لموقع 24، تقول إنها غيّرت هذا العام قوالب المعمول لتكون بالحجم الصغير، لأنها لا تشعر ببهجة العيد إلا برائحة هذه الحلوى التي تفوح من فرن مطبخها، وتشهر بالبهجة خلال تحضيرها في المنزل، قائلة إنها توزع المهام بين أبنائها لتحضيرها في المنزل، فيتولى ابنها الأكبر تحضير العجينة وعكها، بينما تشرف ابنتها على مرحلة الشواء، أما ابنتها الأصغر فتتولى العملية الأسهل، وهي  رشّ السكر الناعم فوق حبّات المعمول.
هذه السيدة التي أمضت ثلاثين عاماً من حياتها تعدّ المعمول لأسرتها في العيد، ترفض شراء "الجاهز والمحضّر في المحلات"، حتى لو كانت الكلفة قريبة عمّا ستتكبده. وتكشف عن أنها "قللت هذا العام الكمية، واكتفت بالجوز والتمر دون فستق".

بالمقابل، استبعدت عائلات أخرى بند المعمول من مائدة حلويات العيد، واستبدلته بحلوى شعبية تحتاج مكونات رخيصة مثل المغلي، الذي يعتمد على الكراوية والقشطلية، التي تعتمد على حليب البودرة.
 وفيما تعددت الخيارات في المنزل لحلوى العيد، كان لافتاً أن جميح محلات الحلويات في العاصمة بيروت تبيع حصراً معمول العيد بالعملة الصعبة، وفقاً  جولة ميدانية لموقع 24 في اليوم الأول من عيد الفطر.

من منطقة الكولا في بيروت، تحدث صاحب أحد محلات الحلويات وسيم إزمرلي (24 عاماً) عن لجوئه إلى تصغير حجم حبات المعمول، كي يتناسب السعر مع الزبائن في منطقته، التي تعتبر غالبيتها من أصحاب الدخل المحدود.

ولم يخف لجوءه إلى شراء مواد أولية "من الدرجة الثانية" ليتمكن من مواكبة المنافسة بين المحلات التجارية، وجذب المزيد من الزبائن بأسعاره المنخفضة مقارنة بالمحلات الأخرى.

وقال: "إنه الحل الوحيد لمسايرة الزبائن وتوفير لهم معمول العيد بسعر يتناسب مع قدرتهم الشرائية، ومنع حرمانهم من هذه الحلوى في العيد".

الحفاظ على النوعية والجودة

وإلى أحد أشهر محلات الحلويات الشرقية في منطقة كورنيش المزرعة، كان الزحام كبير جداً. وأكد مدير المحل أكد أنّ زبائنه محددون ويقصدونه في جميع مناسباتهم، لأن "النوعية والجودة لم تختلف رغم ارتفاع الأسعار".
ولفت إلى أنّه للعام الثاني على التوالي يوفر خدمة حبّات المعمول الصغيرة، لأنه يشكل خياراً لكل من يبحث عن سعر أقل، وكذلك على سعرات حرارية أقل.


خيار مناسب للدايت

وبعيداً عن تقليص حجم حبات المعمول بسبب الأزمة الاقتصادية، غير أنه كان خياراً مثالياً لمن يحرص على التمسك بالدايت خلال العيد  مثل الفتاة سعاد لطفي (27 عاماً)، التي تلعب يومياً الرياضة بعد الإفطار خلال رمضانن لتحافظ على رشاقتها.

وتقول: "المعمول الميني هو الحل الأنسب لتناول 3 صنف الجوز والفستق والتمر، ولكن بمقدار "لقمة لقمة" من كل نوع ما يعادل حبة معمول كبيرة واحدة.