قاذفة صواريخ إيرانية
قاذفة صواريخ إيرانية
الأحد 21 أبريل 2024 / 18:33

هل لعبت كوريا الشمالية دوراً في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

شنَّت إيران نهاية الأسبوع الماضي غارةً جوية واسعة النطاق استهدفت إسرائيل، مع ما يربو على 300 طائرة مسيرة وصاروخ كروز وصاروخ باليستي.

إذا رأيت صاروخاً اليوم في كوريا الشمالية، فستراه غداً في إيران

ولكن رغم ضخامة الهجوم، فإنه لم يكن فعالاً إلى حدٍ كبير. وبحسب المتحدثين باسم الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، فإن 99% من المقذوفات التي أُطْلِقَت على إسرائيل لم تتمكن من اختراق دفاعاتها الجوية.
عمل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي والأمريكي بفعاليةٍ كبيرة، إلى جانب الدعم المُقدَّم من حلفاء آخرين. وقد يكون نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الإسرائيلي الأفضل في العالم أجمع. لكن من بين نحو 120 صاروخاً باليستياً استخدمتها إيران، أخفقَ نحو 50% منها في الانطلاق، أو تحطم في أثناء الطيران.

 من أين حصل الإيرانيون على هذه التكنولوجيا؟

وأدّت نصف الصواريخ البالستية الإيرانية فقط عملها على النحو المنشود، مما يدل على أن هذه المنظومات بعيدة كل البُعد عن الإتقان. ولكن، من أين حصل الإيرانيون على تكنولوجيا تجميع أنظمة الصواريخ الباليستية طويلة المدى، بغض النظر عن مدى نجاحها أو فشلها؟.
الجواب، بلا شك، هو كوريا الشمالية، حسب ما أفاد د. بروس بشتول جونيور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية أنجيلو، ورئيس المجلس الدولي للدراسات الكورية.

 

 


وقال بشتول جونيور، وهو زميل في معهد الدراسات الأمريكية-الكورية، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست": استناداً إلى الصور والوصف الواردين من المنطقة، فإن كثيراً من الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت من النوع الذي تُطلَق عليه طهران اسم "العماد". وهذا صاروخ باليستي متوسط المدى يعتمد على الصاروخ "شهاب-3"، الذي يُعدُّ نسخةً طبق الأصل عن صاروخ "نودونغ" الكوري الشمالي. ويبلغ مدى الصاروخ "شهاب-3" (نودونغ) نحو 1300-1500 كيلومتر. لكن يُزعم أنّ صاروخ "العماد" يبلغ مداه نحو 1700 كيلومتر، وهذا المدى الأطول يسمح له باستهداف إسرائيل.
وأجرى الكوريون الشماليون اختباراً حيّاً للصاروخ "نودونغ" لصالح إيران وباكستان عام 1993. وبعد الاختبار، طلبت كلُّ من طهران وإسلام آباد العشرات من هذه الصواريخ وقاذفاتها. وفي وقتٍ لاحق، ونزولاً عند طلب طهران، أنشأت كوريا الشمالية منشأة تصنيع لصواريخ "نودونغ" - التي تُسمى الآن "شهاب-3" - داخل إيران. لكنّ الإيرانيين ما زالوا بحاجة إلى الدعم الفني وقطع الغيار للصواريخ، التي أمسوا ينتجونها الآن محلياً.
وبعد دمج الصاروخ "شهاب-3" في القوة الصاروخية البالستية الإيرانية، شرعَ الإيرانيون على الفور تقريباً في تصنيع صاروخ متطور يعتمد على التصميم نفسه، ولكن بمدى أطول. وهكذا وُلدَ صاروخ "العماد" الذي قدمته إيران علناً بوصفه صاروخاً جديداً بعيد المدى، في عام 2015.

 


وتجزم إيران بأن صاروخ "العماد" خضع للاختبار بنجاح على مدى 1700 كيلومتر، وقد يُعدُّ إسقاط الدفاعات الجوية الإسرائيلية لأحد هذه الصواريخ قرب البحر الميت دليلاً على صحة هذا الادعاء. وتزعم إيران أيضاً أن صاروخ "العماد" يتمتع بدقةٍ أعلى بكثير من الصواريخ الأخرى الموجودة في ترسانتها. ومع ذلك، لم تثبت صحة هذا الادعاء بشكلٍ مستقل.
وبينما يُعدّ نظام صاروخ "العماد" إيرانياً خالصاً، يكاد يكون من المؤكد أن كوريا الشمالية قدَّمت المساعدة في زيادة مداه الصاروخي. لكن حتى لو لم تفعل ذلك، فإن صاروخ "العماد" ليس سوى نسخة مُعدَّلَة من الصاروخ "شهاب-3".
ونظراً لأن الصاروخ "شهاب-3" نسخة طبق الأصل عن صواريخ "نودونغ" الأصلية التي نشرتها كوريا الشمالية في إيران، فهذا يعني أنّ الإيرانيين نفذوا هجومهم في أبريل (نيسان) باستخدام صواريخ، يمكنها استهداف إسرائيل بفضل مساعدة كوريا الشمالية.   
ويقول الكاتب إن  كوريا الشمالية كانت تتعاون مع إيران خلال السنوات الأخيرة على مُعزِّز صاروخي بقوة دفع تبلغ 80 طناً. وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على إيران بسبب هذا النشاط في عام 2016، في حين وثَّقَت لجنة خبراء الأمم المتحدة استمرار التعاون بين كوريا الشمالية وإيران في عام 2021. يمتلك الصاروخ هواسونغ-15 هذه القدرة.

كوريا الشمالية تدعم إيران منذ الثمانينات

يقول خبير الصواريخ الإسرائيلي البارز تال إنبار: "إذا رأيت صاروخاً اليوم في كوريا الشمالية، فستراه غداً في إيران".
ويشير الكاتب إلى أن كوريا الشمالية تعكف منذ الثمانينات على بيع أنظمة صاروخية لإيران. وهذا النشاط لم يتوقف، ومن المستبعد أن يتوقف. وفي ظِل عدم اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة ضد الدعم الذي تقدمه كوريا الشمالية لإيران ووكلائها، فمن المرجح أن نرى المزيد من الأمثلة على انتشار التكنولوجيا الكورية الشمالية في إيران مستقبلاً.