جانب من معرض أبوظبي الدولي للكتاب (أرشيف)
جانب من معرض أبوظبي الدولي للكتاب (أرشيف)
الإثنين 29 أبريل 2024 / 19:15

أبوظبي .. عاصمة ثقافيَّة بامتيازُ

تسعى الإمارات نحو ثقافة وطنيَّة وعربيَّة وإسلاميَّة تتَّسم بالزخم المعرفي والأدبي والفكري، وتصب في محور العمل من أجل ثقافة التسامح والسلام، مما أهَّلها لأن تتبوَّأ هذه المكانة، والثقافة لا تنمو إلا بالتعايش السلمي والانفتاح، وهذا ما أضفى على الإمارات تفردًا وتميزًا يشار إليهما بالبنان.

 والعمل الثقافي هو فعل المستقبل، وفعل المستقبل ينبغي أن يكون فعلًا حضاريًّا بالمعنى الشامل؛ لأن الثقافة المنشغلة بالمستقبل والمتجهة إليه هي الثقافة القادرة على البقاء والاستمرار، الباحثة عن التغيير، والساعية إلى الإنجاز والتقدُّم، وهي التي تتواءم مع عصر العولمة والتواصل الاجتماعي. وإن الإمارات تسيطر في الوقت الحالي  على المشهد الثقافي في العالم العربي بطريقة حديثة، وتردم الفجوة الحاصلة، خصوصًا بعد أن أصبح هذا الإنتاج أكثر تنوُّعًا وتأثيرًا، وتمَّت إعادة صياغة الساحة الثقافيَّة، كما أن هناك الكثير من الظواهر السياسيَّة المثقَّفة، ومحاولة تلوين مفردات الثقافة في عصر الرقمنة، من أجل فضاء ثقافي يقود لواقع أفضل، بوصف الثقافة سلاحًا فعالًا في مواجهة المخاطر والأزمات.وتسعى الإمارات إلى إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية، والمبادرات الأدبية والفنية وإحياء المناسبات التراثية والدينية ... إلخ، كما تسعى إلى حلِّ الكثير من القضايا الشائكة للغة العربية بحزمةٍ من الحلول الواقعيَّة، وهذا يُمثِّل تأكيدًا للدور الريادي الإماراتي فيما يخصُّ الثقافة المسؤولة.ولا يختلف أحد حول أن العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي تمثل أبرز المدن الثقافيَّة في العالم، وقد تصدرت أفضل الوجهات الجاذبة التي تسهم في إثراء آفاق الفكر والإبداع، وإنه لولا دعم القادة وجهود الحكومة في الترويج للإمارة كوجهة ثقافية فريدة من نوعها ما تحقَّق ذلك، ولما كانت الإمارات جديرة بهذا الشرف؛ لأن أهداف حكومة المستقبل هي بناء مجتمع فاضل وبيئة متسامحة وأسر متماسكة وأجيال مثقفة وفرص اقتصادية متساوية للجميع.وهناك إنجازات ثقافيَّة حدثت بالفعل وصنعت الفارق، وأخرى ستحدث في المستقبل المنظور؛ من أجل الحفاظ على مكانة لغتنا العربية، في محاولة خلق "إرادة عربية حقيقية"، وتفعيل دور الهوية العربية، وإن هذه الإنجازات تبرز مدى  قدرة الإمارات على إدارة هذه الاستحقاقات الحضارية الكبرى، ونجاحها المشهود من خلال "مركز أبوظبي اللغة العربية"، ذلك المركز الذي يحمل في أعطافه العديد من الحلول وضمان حماية اللغة العربية وتطويرها، بتفعيلها بالمبادرات المجتمعية والتوعوية، وتوزيع الجوائز للمؤسسات التعليمية والثقافية، ودعم الأكاديميات الدولية التي تُعنى باللغة العربية، وما هذه إلا بداية مرحلة عنوانها تطوير اللغة العربية، وجعلها لغة المستقبل، وإعادة ألقها الحضاري، والانطلاق إلى المستقبل بكل تغيراته وتحدياته وتنافسيته.إن الذي يجعل أمةً ما عظيمة هو روح قادتها وكتابها ومفكريها، ولعلَّ مبادرة "جائزة الشيخ زايد" التي ستتزامن مع معرض الكتاب 2024، مزيج رائع من تطلعات القيادة الرشيدة وقطاع الكتاب والنشر، والذي اختار في دورته عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، كما ستنظم مجموعة من المناظرات على مستوى مناظرات أكسفورد وغيرها من الفعاليات الثقافية التي تعدُّ مثالًا ملهمًا مكملًا لغيره، ومنسجمًا مع العديد من المبادرات الخلّاقة التي أطلقتها الدولة للنهوض باللغة العربيّة وبالثقافة والتراث، مما يدل على أننا نحيا فترة حضارية ناهضة، تستند إلى الأفكار العظيمة، وإلى قيادات فكرية استثنائية، يدركون جيدًا أن المثقفين والمفكرين هم الأبطال الحقيقيون لأوطانهم.كما أن الإعلام الإماراتي مؤهَّل أن يكون القاطرة التي تحرك المشهد الثقافي، وهي تبرز دوره في دعم العقول المبدعة والكتّاب المتميّزين، والأقلام المخضرمة والواعدة والمؤثرة، التي تسعى إلى خلق مثقفين على مستوى التدفق الثقافي والفكري الذي تحياه الإمارات. 

 لا يخلو قطر عربي من نافذة ثقافية إماراتية تدعم الكتاب والأدباء والمثقفين، وتنقل إبداعهم وتحتفل بهم في أرقى المحافل الدولية، وتلك هي الإمارات وذلك هو قدْرُها وقدَرُها.