الإثنين 18 أغسطس 2014 / 17:16

بالصور: ما العلاقة بين حرب غزة وأحداث فيرغسون الأمريكية؟

24 - ميسون خالد

شكلت الصور والتغريدات المتداولة في قطاع غزة دعماً للتظاهرات في ولاية "فيرغسون" الأمريكية، نوعاً من الدهشة بالنسبة للعديد من المراقبين.

نصيحة فلسطيني لأمريكي: لا تترك مسافة كبيرة بينك وبين رجال الشرطة لأنهم لا يستطيعون استهدافك بالغاز إلا عن بعد

فعلى سبيل المثال، قدّم الغزيون، عبر حساباتهم على تويتر ومدوناتهم الشخصية، "نصائح" للأمريكيين الذين تظاهروا في ولاية ميزوري، احتجاجاً على قتل عناصر شرطة "ذوي بشرة بيضاء"، للفتى الأمريكي أسود البشرة، مايكل براون( 18 عاماً)، في مدينة فيرغسون، الأربعاء الماضي، وانتشر عدد من الهاشتاقات أبرزها #Ferguson و#HandsUpDontShoot.

نصائح وتعليمات
وتضمنت نصائح الغزيين تعليمات للمتظاهرين الأمريكيين حول كيفية مواجهة الغاز المسيل للدموع الذي تقذفهم به الشرطة، فكتبت مريم البرغوثي: "تأكد دائماً من أنك تجري عكس اتجاه الرياح، وأن تبقى هادئاً عندما يتم استخدام الغاز المسيل للدموع ضدّك، فالألم سوف يزول، لا تلمس عينيك"، مضيفة: "تذكر ألا تغسل وجهك بالماء، بل بالحليب أو الكولا".

وكتب مغرّد آخر: "لا تترك مسافة كبيرة بينك وبين رجال الشرطة، لأنهم لا يستطيعون استهدافك بالغاز إلا عن بعد".

وسرعان ما تناقل المغردون الأمريكيون هذه النصائح، حيث نشر مغردون صوراً متشابهة لعبوات الغاز المسيل للدموع، وعلق أحدهم: "الغاز الذي أطلق على الفلسطينيين قبل أيام صنع في أمريكا، وهو يطلق على المتظاهرين في مدينة فيرغسون".





 وكتب آخر: "الغاز المسيل للدموع الذي يستخدم ضدك ربما تم اختباره علينا أولاً من قبل إسرائيل، لا تقلق، كن قوياً".

وعلق مغرد: "الفلسطينيون يعرفون تماماً معنى أن تستهدف بسبب عرقك".

أوجه شبه
وتشير هذه التغريدات إلى تشابهات بين المتظاهرين "العزَّل"، في مدينة فيرغسون - والتي يشكل السود أكثر من ثلثيها - في مواجهة الشرطة المسلحة (ومعظمها من ذوي البشرة البيضاء)، وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي قتلت فيها القوات المسلحة الإسرائيلية أكثر من 2000 شخص، معظمهم من المدنيين العزل، منذ بدء عملية "الجرف الصامد" في 8 يوليو(تموز) الماضي.

وكان من الصعب، بحسب موقع "برس تي في"، تجاهل المقارنة، في ظل المساعدات العسكرية الضخمة التي توفرها الحكومة الأمريكية للحزب الفيدرالي الديموقراطي، باسم "مكافحة الإرهاب"، وهو الأمر الذي يطلق على ما يقوم به الفلسطينيون، من وجهة نظر أمريكية نمطية، ومن السخرية أيضاً أن رئيس شرطة فيرغسون درس "مكافحة الإرهاب" في إسرائيل في 2011.



ويشير "برس تي في" إلى أنه، رغم عدم حدوث شيء في الولايات المتحدة اليوم مماثل تماماً لما هو حاصل في غزة، إلا أنه بالنسبة للأمريكيين السود في فيرغسون، لا يختلف الأمر كثيراً عن غزة المحاصرة، وليست هذه الاختلافات بمحض الصدفة، من ناحية التوقيت والأحداث الجارية.

فنجد مثلاً أن أغلبية سكان فيرغسون سود البشرة، بينما يشغل معظم المناصب القيادية رجال بيض البشرة، وكل ممثلي المدينة السياسيين، وهم 53 شخصاً، من البيض، فيما عدا 3 أشخاص.

تماماً كإسرائيل
ومن المثير للغرابة، أن السلطات الأمريكية منعت الطيران فوق فيرغسون، تماماً كما أغلقت الطرق لـ "حفظ سلام مواطنيها"، بصورة تذكرنا بالحصار الذي أجرته إسرائيل ضد الفلسطينيين في عملية "الرصاص المصبوب"، ناهيك عن إعلان حظر التجول في المدينة، وغيرها من إجراءات.

وبينما يعد الصراع في فلسطين أيدولوجياً وإثنياً ودينياً، فإنه غير مختلف كثيراً عما تشهده الولايات المتحدة، لاسيما نظراً للفروق الطبقية بين البيض الأغنياء والسود الفقراء.



وبينما تتزايد أعداد الأحياء الإسرائيلية المتمدنة، التي يأتي إليها اليهود من مختلف أنحاء العالم، وفيما تستمر "محادثات التهدئة" بين السلطات الفلسطينية وإسرائيل، دون جدوى، فلربما نرى فلسطين ـ أو ما تبقى منها ـ تتحول إلى مدن لا تختلف كثيراً عن أحياء الفقراء السود في الولايات المتحدة، على حد تعبير "برس تي في".

وربما يتساءل الناس: ترى ما هي مشكلة الفلسطينيين؟ لماذا لا يستطيعون الابتعاد عن المشاكل مع السلطات؟ لماذا يملأ رجالهم السجون؟ لماذا لا يتعلمون التوقف عن أن يكونوا عنصريين ويحبون أولئك الذين يقمعونهم؟ لماذا يتظاهرون ويحتجون؟ هذا، في واقع الأمر، ما تسعى إليه إسرائيل في الضفة الغربية، أي الفصل العنصري الممنهج، الذي يصبح مموهاً جيداً ومقبولاً مع مرور الوقت، حتى يبدو نسخة عما تفعله الولايات المتحدة اليوم بصورة مخفية: مجرد بقايا "مؤسفة" من الماضي القابل للتفسير دائماً، والذي يلقي اللوم على الضحية باستمرار، والثابت على موقفه، دون أي نجاح يذكر، بحسب الموقع.