الإثنين 18 أغسطس 2014 / 22:17

مؤرخ أمريكي يرصد أكبر 10 أخطاء ارتكبها نوري المالكي

24- طارق عليان

نشر المدون وأستاذ التاريخ الأمريكي المهتم بشؤون الشرق الأوسط جوان كول مقالا على مدونته يتناول فيه بالتحليل الفترتين اللتين قضاهما نوري المالكي كرئيس للوزراء (2006-2010، 2010-2014) وتأثيرهما على حال العراق الآن.

تعهد المالكي بعدم الترشح لولاية ثالثة كرئيس للوزراء ونكث بالعهد، لكنه استقال تحت الضغط بعد أن ترك أهل السنّة في أحضان "الدولة الإسلامية (داعش)"

1. كان المالكي حزبياً متشدداً في عام 2006 عندما تولى السلطة ولم ينكر أن الميليشيات الشيعية كانت تمثل مشكلة أمنية. وعندما أتاه الجنرال ديفيد بترايوس في أواخر عام 2006 بخطة لنزع سلاح الميليشيات السنية والشيعية في بغداد، أصر المالكي البدء بالجماعات المسلحة السنيّة.

وأذعنت الولايات المتحدة وكانت النتيجة تطهير عرقي لأهل السنّة لاحقاً. انخفضت نسبة أهل السنة في العاصمة بغداد من 45٪ في سنة 2003 إلى 25٪ فقط بنهاية 2007. أدت طائفية المالكي إلى تحول بغداد إلى مدينة شيعية إلى حد كبير.

2. قام الجنرال بترايوس بزرع المتعاونين من أهل السنّة القلقين من تصاعد القاعدة (المؤسسة الأم لداعش الآن) في العراق وأسس "مجالس الصحوة" لأهل السنّة المسلحين المستعدين لمحاربة المتطرفين. عارض المالكي هذا البرنامج خشية أن يمثلون مشكلة لحكومته الشيعية بعد هزيمة القاعدة. وعندما انسحبت القوات الأمريكية في عام 2009، طلبت الولايات المتحدة من المالكي توظيف حوالي 100 ألف مقاتل من مجالس الصحوة لإمكانية دمجهم في الشرطة في مدن مثل الموصل أو الفلوجة. عيّن المالكي 17 ألف منهم وترك الآخرين في مهب الريح، دون أي رواتب أو معاشات تقاعد. وتعرض البعض منهم للذبح على أيدي إرهابيي القاعدة انتقاماً أو للمحاكمة أمام محاكم المالكي بزعم مناهضة الحكومة قبل الانضمام للصحوة. تنكّر المالكي لما يقارب 1.6 مليون (من أصل نحو 5 ملايين في ذلك الوقت) من العرب السنّة.

3. على الرغم من أن حملة المالكي في البصرة ضد جيش المهدي في ربيع 2008 انتهت بانتصار الجيش العراقي الجديد، فقد كان ذلك يرجع فقط إلى انضمام فيلق بدر الموالي لإيران للجيش، وبسبب الدعم الجوي الأمريكي. وانتهى جيش المالكي ليصطبغ بالصبغة الشيعية، وهذا ما جعله غير مرحب به في الموصل التي تقطنها أغلبية سنيّة (2 مليون سنّي) ولهذا تحالف الموصليون مع "داعش" ضد المالكي.

4. تشير تقارير إلى أن المالكي أبقى الجيش ضعيفاً خوفاً من قيام ضابط قوي بالانقلاب ضده.

5. حابى المالكي شيعة الجنوب الذين يمثلون قاعدة سلطته، وأهمل توفير الخدمات الأساسية للمدن العربية السنيّة، بما في ذلك الكهرباء الكافية.

6. في أواخر عام 2011، أعلن المالكي فجأة أن نائبه السني طارق الهاشمي إرهابيّاً، من دون أي إجراءات تقاضي سليمة، فأدى القرار لنفور كثير من السنّة.

7. عانت ميزانيات المالكي من التضخم، ولم تهتم بالاستثمار، أو خلق فرص عمل، أو دعم الصناعة المحلية، أو تنويع الاقتصاد بعيداً عن اعتمادها شبه الكامل على النفط.
8. في عام 2010، عندما انضم السنّة بحماس للعملية السياسية وصوتوا في جماعات حاشدة لحزب العراقية، جمده المالكي خارج السلطة لصالح ائتلاف شيعي يقع تحت ضغط إيران الشيعية.

9. عندما اندلع الربيع العربي في أوائل عام 2011 كانت له أصداء احتجاجية ضد المالكي من السنّة والشيعة على حد سواء، وتعهد المالكي بعدم الترشح لولاية ثالثة كرئيس للوزراء ونكث بالعهد، لكنه استقال تحت الضغط بعد أن ترك أهل السنّة في أحضان "الدولة الإسلامية (داعش)".

10. قمع المالكي بوحشية مظاهرات أهل السنّة عام 2013 في أماكن مثل الفلوجة والحويجة.

وأكد الكاتب أن العرب السنّة تأكدوا تماماً من أن إضعاف المالكي لتأثيرهم في البرلمان سيحرمهم من أي تكتيك سياسي، فتحالفوا في النهاية مع مجاهدي داعش، مشيراً إلى أن أكثر شيء فقده المالكي هو عدم احتوائه للعرب السنّة وحَمْلهم على اللجوء إلى أحضان داعش بسبب سياساته المنهجية في تهميشهم، وبات الأمل معقود حالياً على دمج أهل السنّة في المسار السياسي لإنقاذ ما تبقى من العراق.