الثلاثاء 19 أغسطس 2014 / 21:19

ديلي بيست: حرب أوباما في العراق عودة للحرب العالمية على الإرهاب

24 - فاطمة غنيم

نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي مقالاً للكاتب السياسي، المهتم بالشؤون الأمنية والاستخباراتية، إيلي ليك، قال فيه إن أوباما أمضى معظم رئاسته محاولاً تضييق الحرب التي شنها بوش على الإرهاب، ولكن حملته الجديدة في العراق تعيد الأذهان إلى الحرب الكبرى على الإرهاب.

إن الطائرات الأمريكية التي تقصف مواقع داعش خارج الموصل في قاعدة سنجار وعلى مشارف أربيل تعني أن أوباما يقاتل في نفس النوع من الحرب الأيديولوجية الطويلة التي قضى معظم فترة رئاسته محاولاً إنهائها

وأشار الكاتب إلى أن البيت الأبيض لم يكد يهزم تنظيم القاعدة ويركز اهتمامه في آسيا حتى صعد نجم مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، يمحون الحدود المعروفة للشرق الأوسط ويمارسون حرباً تطهيرية ضد الأقليات.

العلم الأسود والبيت الأبيض
وأعرب الكاتب عن دهشته إزاء تردد أوباما في محاربة داعش، مشيراً إلى أنها جزء من الحرب على الإرهاب.

ويكفي المرء أن يشاهد ما ينشره مقاتلوها على وسائل الإعلام الاجتماعي، من صور مفزعة ورسائل تهديد، ليفهم أن هؤلاء المقاتلين يهددون أمريكا والغرب، حيث يقول أحد مقاتليهم(14 عاماً) إنه يأمل يوماً ما في أن "يرفع العلم الأسود للجهاد على البيت الأبيض"!

وأوضح الكاتب أن أوباما جاهد كثيراً للحد من الحرب على الإرهاب ضد تنظيم القاعدة الذي هاجم أمريكا في 9/11، والتي بدأت رسميا في 14 سبتمبر(أيلول) 2001 عندما أصدر الكونغرس قرارا بإعلان الحرب على تنظيم القاعدة وغيرهم ممن خططوا لشن هجمات مروّعة.

أيدولوجية واحدة
ولفت الكاتب إلى أن القاعدة وداعش، برغم العلاقة غير الجيدة بينهما هذه الأيام، يتشاركان في الأيديولوجية الأساسية التي تحرك موجة التهديد الجهادي كله نحو الغرب.

ورأى الكاتب أن الطائرات الأمريكية التي تقصف مواقع داعش خارج الموصل، في قاعدة سنجار وعلى مشارف أربيل، تعني أن أوباما يقاتل في نفس النوع من الحرب الأيديولوجية الطويلة التي قضى معظم فترة رئاسته محاولاً إنهائها، حيث أصدر هذا الشهر قراراً على مضض يقضي بتوجيه ضربات جوية في العراق للمرة الأولى، منذ أن انسحبت القوات الأمريكية في نهاية عام 2011، واضعاً أهدافاً محدودة النطاق للحملة الجديدة.

وكان أوباما هو من أعطى الإذن بالتخلص من أسامة بن لادن، ثم استخدام الطائرات بدون طيار في باكستان للتخلص من كبار مساعديه، وتأكد لكبار مستشاري أوباما تضاؤل تنظيم القاعدة وقدرته على الضرب داخل الولايات المتحدة.

ثم جاء حادث بنغازي، وقيام مجموعة إرهابية بمهاجمة البعثة الدبلوماسية الأمريكية، ومحطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بنغازي، في الذكرى الحادية عشرة لأحداث 9/11.

وعندما قصف إخوان تسارنيف ماراثون بوسطن في العام الماضي، وُجد لديهم وسائل دعاية لتنظيم القاعدة.

تعهد بالهجوم
وفي الآونة الأخيرة، تعهد قادة ومقاتلو الدولة الإسلامية بمهاجمة الغرب.

ورأى الكاتب أن كل تلك الأحداث ترتبط ببعضها بعضاً، حتى في ظل تضاؤل نفوذ القاعدة، فابن لادن وإخوان تسارنيف ومقاتلو داعش والغوغاء الذين هاجموا مقر البعثة الأمريكية في بنغازي، تربطهم أيديولوجية ممتلئة بالفكر الجهادي والكراهية للغرب.

وفي ختام مقاله، أكد الكاتب أن "أوباما اختار أن يفعل شيئاً حيال داعش، وهي المنظمة التي لم تهاجمنا في 9/11، لكنها تعتنق نفس الأيديولوجية المتعصبة للجماعة التي نفذت تلك العملية".