الأربعاء 20 أغسطس 2014 / 01:14

تقرير: الأحزاب الدينية في مصر تواجه شبه الحل

24- القاهرة- محمد فتحي يونس

قال تقرير صادر في القاهرة الثلاثاء إن الأحزاب الدينية باتت تواجه خطر الحل، خاصة بعد حكم القضاء المصري بحل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وتصفية أمواله، وصدور حيثيات الحل التي قال خبراء إنها تنطبق على أحزاب كثيرة منها الأغلبية المشكّلة لتحالف الشرعية الداعم للإخوان.

توقع التقرير ألا يؤدي حل أحزاب تحالف دعم الشرعیة إلى إنھاء تأثیرھا السلبي على استقرار الداخل المصري

وبحسب التقرير الصادر عن "المركز الإقليمي للدراسات" فإن أصواتاً كثيرة دفعت بوجوب حل الأحزاب الموصوفة بـ"الدینیة "، تطبیقاً لنص المادة ۷٤ من الدستور، التي تنص على "أنه لا یجوز مباشرة أي نشاط سیاسي، أو قیام أحزاب سیاسیة على أساس دیني، أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل أو على أساس طائفي أو جغرافي" ، لكن مستقبل الأحزاب الدینیة الفاعلة في الشارع المصري قد لا یرتبط فقط بتطبیق ھذه المادة، وذلك لأن برامج ھذه الأحزاب لا تنطوي بالضرورة على خلط الدین بالسیاسة، ولا یوجد ما یثبت أن أياً منھا تم تأسیسه على أساس دیني، ولذلك فھناك اختلاف بین الأحزاب فیما یتعلق باحتمالات الحل.

أحزاب خارج دائرة الحل:
وكشف التقرير أن مضمون حیثیات حكم حل الحریة والعدالة، استند إلى أن "الحزب خرج عن المبادئ والأھداف التي یجب أن یلتزم بھا كتنظیم وطني شعبي دیمقراطي، وأن المنتمین له خرجوا عن وحدة الوطن والعمل على انقسامه وعدم استقراره، فنشروا الفوضى، وأشاعوا العنف بدیلاً عن الحوار الدیمقراطي"، وهو ما سیخرج أحزاب النور ومصر القویة والوطن والوسط من دائرة الحل، ذلك لأن بعض ھذه الأحزاب لم یرتكب العنف، وبعضھا الآخر قرر منذ شھور الخروج من سفینة تحالف دعم مرسي، ویرغب في خوض الانتخابات البرلمانیة المقبلة.

أحزاب تنطبق علیھا حیثیات الحل:
وقال التقرير إن دائرة تطبيق حیثیات ھذا الحكم تضم أحزاب الإصلاح، والفضیلة السلفي، والرایة السلفي، والحزب الإسلامي، الذراع السیاسي لتنظیم الجھاد، والاستقلال، والتوحید العربي، والعمل الجدید، والبناء والتنمیة، وھي الأحزاب التي تشكل تحالف مرسي، والتي تتبنى حتى الآن نفس الرؤیة التي شكلت حیثیات حل حزب الحریة والعدالة.

وأعلنت أحزاب تحالف دعم مرسي عن وحدة المصیر مع الحریة والعدالة بعد حله، حیث تضمن نص بیان التحالف الذي صدر اعتراضاً على حل المحكمة لحزب الإخوان "إن موقفنا مبني على وحدة المصیر"، وبالتالي یمثل ھذا البیان اعترافاً من جانب أحزاب التحالف على مشاركة حزب الحریة والعدالة في كل ما قام به أعضاؤه من إرھاب وحرق وفوضى في البلاد، وھذا یعني حدوث تطابق في رؤیة التحالف مع حیثیات حكم المحكمة.

ولفت التقرير إلى أن لجنة شؤون الأحزاب أصيبت بحرج بعد ارتكاب أنصار أحزاب تحالف دعم الشرعیة لعملیات خارجة عن القانون مثل حرق بعض المقار الحكومیة وحرق بعض حافلات النقل العام وترویع المواطنین في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنھضة، وذلك باعتبارھا الجھة الوحیدة ذات الصفة التي تحرك الدعاوى الخاصة بخروج الأحزاب عن السلمیة لمحكمة القضاء الإداري، بالتالي قد تتقدم لجنة شؤون الأحزاب بدعوة قضائیة تتضمن حیثیات حل حزب الحریة والعدالة إلى المحكمة لحل تلك الأحزاب، باعتبارھا فقدت شروط استمرارھا وفقاً لقانون الأحزاب السیاسیة.

تداعیات الحل المحتمل للأحزاب الدينية:
وقال التقرير إنه إذا ما تم حل الأحزاب الدینیة التي أعلنت عن وحدة المصیر مع حزب الحریة والعدالة، فستحدث عدة تداعیات ترتبط بالمرحلة الثالثة لخریطة الطریق أو بمدي استمراریة تحالف دعم مرسي ككیان یدعم العنف والفوضى في البلاد خلال الفترة المقبلة، وتتمثل تلك التداعیات في، احتمال حدوث تحول تكتیكي لدى بعض الأحزاب الدینیة، كأن یوفق بعضها أوضاعه من خلال حل نفسھا وإعادة التأسیس من جدید كأحزاب مدنیة ذات مرجعیة دینیة، لتتفادى التوصیف بأنھا أحزاب قامت على أساس دیني.

وبحسب التقرير فإن انتھاء الشخصیة القانونیة الحزبیة للأحزاب التي تخضع للحل، وبالتالي عودة كل مقراتھا وأموالھا العینیة والمنقولة إلى الدولة، سيمنعها من خوض الانتخابات المقبلة، لكن لن یمنعها من محاولة التسلل للبرلمان من أبواب خلفیة، وقد توزع ھذه الأحزاب مرشحیھا على تحالفات غیر واضحة للعیان، لأن حل تلك الأحزاب لا یعني حرمان أعضائھا من مباشرة الحقوق السیاسیة، فمن حقھم وفقاً للدستور والقانون الترشح كمستقلین، باستثناء من صدرت بحقه أحكام جنائیة.

وتوقع التقرير ألا يؤدي حل أحزاب تحالف دعم الشرعیة إلى إنھاء تأثیرھا السلبي على استقرار الداخل المصري، "بل إن إقصاءھا من الحیاة السیاسیة قد یدفع بعض أعضائھا إلى المزید من التطرف أو أعمال العنف، خاصة أن الكثیر منھا یمثل أذرعا سیاسیة لتنظیمات جھادیة".