الأربعاء 20 أغسطس 2014 / 10:31

ناجون من داعش يروون: خطف واغتصاب وبيع ألفي إيزيدية

لم تكن قصة النساء الإيزيديات اللواتي اختطفن من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في قضاء سنجار محض خيال، بل هي جزء من حقيقة وقصص تركت ملامح رعبها في وجوه ونفوس بنات في عمر الطفولة، وفتيات وشابات لم يصدقن أنهن تخلصن من كابوس داعش، ووصلن إلى ملجأ آمن يحميهن من مصير أسود كدن يقعن فيه، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.

وفي مجمع خانك الذي يقع على مشارف مدينة دهوك، الذي يعد أكبر مخيمات النازحين من قضاء سنجار، خيام تحتل مساحات كبيرة خارج المجمع، تفتقر للكثير من الشروط الصحية على الرغم من سعي حكومة إقليم كردستان والمتمثلة في محافظة دهوك لتوفير احتياجات ما يقرب من سبعين ألف إيزيدي، غالبيتهم من الأطفال والنساء، تركوا بيوتهم وكل ما يملكون ونجوا بأنفسهم.

تقسيم النساء حسب الأعمار
وأكد أحد سكان المجمع والمشرفين عليه، علي إيزيدي، أن هناك أكثر من ألفي إيزيدية معتقلة، قسم منهن في سجن بادوش في الموصل، وقسم آخر وهو الأكبر في مدينة تلعفر، مستنداً في معلوماته إلى "اتصالات هاتفية تمت بينه وبين اثنتين من المعتقلات اللواتي استطعن تمرير جهازي جوال معهن إلى مكان الاعتقال".

وأضاف أن "إحدى الإيزيديات المعتقلات بعثت برسالة عبر الجوال إلى عمها الذي يقطن في هذا المجمع، وقمت بالاتصال بها فقالت إنها مع 500 إيزيدية من سنجار تم نقلهن إلى سجن بادوش في الموصل، موضحة أن داعش قام بتقسيم المعتقلات حسب أعمارهن، وحجز الأطفال في مكان والفتيات في مكان والنساء في مكان ثالث، مشيرة إلى عدم معرفتها بمكان الأخريات".

وأوضح إيزيدي أن "الاتصال انقطع مع هذه المرأة بعد خمسة أيام"، منوهاً بأن "شابة إيزيدية أخرى تم الاتصال بها في تلعفر بعد أن مررت رقم هاتفها عبر رسالة إلى أحد أقاربها في دهوك، وقالت إن هناك 1310 سجينات في تلعفر، وكانت مرعوبة من مصير مجهول لا تعرفه، وانقطع الاتصال مباشرة بعد تسريبها لهذه المعلومات".

جهاد النكاح
بدوره، قال شيخ إيزيدي على اتصال مع أصدقاء له في مدينة الموصل "أكد لي صديق لا أريد أن أذكر اسمه أن داعش خصص بيتاً لشابات إيزيديات وتتم فيه ممارسة الدعارة أو ما يسمونه بجهاد النكاح"، مشيراً إلى أن صديقه أوضح له أن داعش نقل إلى هذا البيت الإيزيديات ويتم تبديلهن كل ثلاثة أيام.

وأضاف أن داعش باع بالفعل إيزيديات في مدينة الموصل، وأن هناك شيوخ عشائر عربية اشتروهن لغرض تحريرهن من داعش وليس لأغراض أخرى.

سعاد (22 عاماً)، متزوجة، أسرّت بأن "مجموعة من الداعشيين اغتصبوا ابنة عمي خلال ساعات، كنت أختبئ في إحدى الغرف المظلمة، وتركوا ابنة عمي وهي تعاني من النزيف وخرجوا، قبل أن يساعدنا بعض العرب في المنطقة لنهرب بصعوبة"، مشيرة إلى أن "ابنة عمي اليوم في المستشفى لمعالجتها من آثار الاغتصاب الوحشي".

نائب محافظ هوك بهزاد علي آدم، قال إن "المحافظة، بل الإقليم كله فوجئ بهذه الأعداد من النازحين، فما يقرب من 300 ألف نازح من الإيزيديين والمسيحيين دخلوا إلى دهوك، ونحن نعمل بأقصى طاقاتنا البشرية والمادية لمساعدتهم، ناهيك عن وجود أكثر من 200 ألف لاجئ سوري في دهوك".