الإيبولا.. المخاطر واللقاحات
الإيبولا.. المخاطر واللقاحات
الأربعاء 20 أغسطس 2014 / 20:29

"جلوب آند ميل": تعامل العالم مع إيبولا لا يتناسب مع خطره الفعلي

24 - إعداد: فاطمة غنيم

قالت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية في افتتاحيتها أن تعامل العالم مع انتشار فيروس إيبولا القاتل في غرب أفريقيا لا يتناسب مع خطره الفعلي، حيث تشير أحدث تقديرات صدرت عن منظمة الصحة العالمية إلى أن إيبولا أدت إلى مقتل أكثر من 1.100 شخصاً.

وأضحت الصحيفة أن هذه المعدلات منخفضة مقارنة بوفيات مرض إيدز الذي يودي بحياة الملايين في أفريقيا بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى كل عام، كما أن معدلات الإصابة بالإيبولا ما تزال أقل بكثير من فيروس سارس.

وذكرت الصحيفة أن نسبة الإصابة القليلة نسبياً تفسّر لنا لماذا لا يوجد هناك علاج للإيبولا حتى الآن؛ فلا يوجد حافز كبير يجبر شركات البحث والتطوير على تقديم علاج، ولكن اقتربت بعض الشركات، بما في ذلك شركة "تِكميرا" الكندية، على ابتكار علاج للفيروس.

ونوهت الصحيفة إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت على صواب في موافقتها على استخدام لقاحات فيروس إيبولا التجريبية على المصابين. وكانت صعوبة القرار، الذي اتخذته لجنة أخلاقية، تكمن في القلق من أن يكون اختبار عقاقير جديدة في خضم وباء في أفريقيا أمراً مسيئاً من الناحية الأخلاقية. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تردد في إعطاء دواء تجريبي لاثنين من عمال الإغاثة البيض الأمريكيين بعد إصابتهم، وهم على قيد الحياة حتى الآن.

ورأت الافتتاحية أن منع هذه الفرصة على الأفارقة ينطوي على نوع من عدم العدالة.

وأنه ينبغي تمكين البلدان الأفريقية من اتخاذ قرارات مستنيرة حول اللقاحات التجريبية. وقد مهدت منظمة الصحة العالمية بقرارها هذا الطريق الآن.

وشددت الصحيفة على أن العلاجات التجريبية يجب دائما أن تستند على موافقة مسبقة.

وكانت منظمة الصحة العالمية على صواب في تأكيدها على أن اللقاحات التجريبية لا يمكن أن تذهب إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها على أمل إنقاذهم، وإنما يجب أيضاً أن نسعى جاهدين لكسب أكبر قدر ممكن من المعلومات عن إدارة تلك اللقاحات، بهدف إتقانها.

وتأسفت الصحيفة لكون اللقاحات التجريبية المعروضة شحيحة للغاية، وبذلك يبقى الكثير من الجدل حول قدرة الأفارقة على الوصول إلى تلك اللقاحات مجرد افتراضات.

لقد أثبت لقاح "تكميرا" فعاليته على الكائنات الحيوانية، ولكن لم يتم اختباره على البشر، وليس هناك ضمان على نجاحه أو نجاح أي لقاح آخر، وفقاً للافتتاحية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول بأن الخطوة الأولى لمكافحة فيروس إيبولا تتجاوز كل هذا النقاش، حيث أنها تتمثل في احتوائه عن طريق الحدّ من انتشاره.