جنود فرنسيون في افريقيا الوسطى (فايس)
جنود فرنسيون في افريقيا الوسطى (فايس)
الخميس 21 أغسطس 2014 / 19:22

تظاهرة ضد الجيش الفرنسي في أفريقيا الوسطى غداة سقوط 5 قتلى

تظاهر مئات الاشخاص اليوم الخميس في بانغي ضد الوجود العسكري الفرنسي في جمهورية افريقيا الوسطى بعد صدامات في اليومين الماضيين في أحد أحياء المسلمين في العاصمة، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

وشارك في التظاهرة رجال ونساء وأطفال ساروا عدة كيلومترات على الرغم من الأمطار من حي "بي كا-5" المسلم إلى مقر بعثة الامم المتحدة.

وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بينها "هولاند مجرم" معبرين بذلك عن استيائهم من الجيش الفرنسي الذي يتهمونه بمضايقة المسلمين.

ورفع المحتجون لافتات من الورق المقوى تدين العملية العسكرية الفرنسية سانغاريس والقوة الأوروبية (يوفور التي تضم في عديدها عدداً كبيراً من الفرنسيين). وكتب على واحدة من اللافتات "نحن دائماً ضحايا فرنسا".

وأسفرت مواجهات جرت الثلاثاء والاربعاء بين جنود فرنسيين وأفراد مسلحين من حي "بي كا-5" عن سقوط خمسة قتلى على الأقل ونحو أربعين جريحاً كما ذكر مصدر طبي.

وبعدما ساروا في جادة كودوكو ثم جادة بوغاندا توقف المتظاهرون أمام مقر بعثة الأمم المتحدة حيث سلموا مذكرة تتضمن شكواهم ومطالبهم.

وقال أحد وجهاء الحي أبو بكر مصطفى "لا نعرف سبب غضب الفرنسيين على مسلمي بي كا-5 ولا نعرف لماذا لم ترفع أي سلطة صوتها امام كل هؤلاء القتلى والجرحى"، وأضاف "لم نعد بحاجة للفرنسيين هنا. فليرحلوا أنهم سبب كل مصائبنا".

ولا تزال جمهورية أفريقيا الوسطى تعاني منذ أكثر من عام من أعمال عنف طائفية خلفت آلاف القتلى وفظاعات لا حصر لها نفذتها حركات مسلحة.

وتضم القوة الاوروبية (يوفور) التي نشرت بعد جهود دبلوماسية شاقة وضغط من باريس على شركائها حوالى ألف رجل من جنود ورجال أمن من فرنسا واسبانيا واستونيا وجورجيا وفنلندا ولاتفيا ولوكسمبروغ وهولندا وبولندا ورومانيا.

وبلغت يوفور التي تدخلت لدعم القوة الأفريقية (ستة آلاف رجل) وعملية سنغاريس (ألفارجل) "قدرتها العملانية" في 15 يونيو (حزيران) الماضي.

وقتل خمسة أشخاص بينهم متطوع في الصليب الأحمر لأفريقيا الوسطى، وجرح ثلاثون آخرون في مواجهات شهدتها بانغي الثلاثاء بين جنود فرنسيين من القوة الاوروبية (يفورو) ومسلحين وفق ما أفادت مصادر طبية الخميس.

وأعلن موريس بندا العامل في أكبر مستشفى في العاصمة لوكالة فرانس برس "سجلنا خمس جثث (...) وفضلاً عن عامل انساني أصيب في الرأس وتوفي متأثراً بجروحه توفي أربعة اشخاص في تلك الأحداث ونقلت جثثهم إلى المشرحة".

وقال بندا "أنها حصيلة مؤقتة لأن بعض الأشخاص يقولون أن مسلمين أصيبوا بالرصاص ولا نعرف شيئاً عن حالتهم". وأضاف أن "حوالى أربعين" جريحاً نقلوا أيضاً إلى المستشفى "بعضهم في حالة خطيرة".

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الأربعاء أن متطوعاً من الصليب الأحمر في أفريقيا الوسطى قتل "برصاصة عندما كان ينقل الجرحى من منطقة الكيلومتر خمسة" (بي كا 5) آخر حي يقطنه مسلمون في العاصمة.

واندلعت مواجهات مساء الثلاثاء في بانغي بين جنود فرنسيين و"مسلحين" وتواصلت صباح يوم أمس الأربعاء وفق مصادر متطابقة، في عاصمة افريقيا الوسطى. وتعرض الجنود لهجوم عندما كانوا يقومون بدورية في "بي كا 5" وردوا "بشدة" وفق مصدر من يوفور.

وعاد الهدوء الخميس لا سيما في حي بي كا 5 وفق ما لاحظ مراسل فرانس برس.

ووقعت تلك الأعمال في حين بدأت بانغي التي اجتاحتها أعمال عنف فظيعة وتجاوزات وعمليات نهب، وخلت من معظم سكانها المسلمين المطاردين من مليشيات الانتي بالاكا المسيحية، تستعيد شيئاً من حياتها العادية منذ عدة اسابيع.

وأسفرت أعمال العنف عن سقوط آلاف القتلى ومئات آلاف المهجرين منذ مارس (آذار) 2013.

وقبل تحالف سيليكا ومليشيات انتي بالاكا المسيحية في اللحظة الأخيرة من اجتماعهم بالعاصمة الكونغولية في 23 يوليو (تموز)، وتحت ضغط دولي، توقيع اتفاق هش لوقف اطلاق النار من شأنه أن يطلق مجدداً عملية الإنتقال السياسي المعطلة منذ أشهر.

وكانت حكومة رئيس الوزراء أندري نزابايكي المكونة أساساً من تكنوقراط، استقالت في خضم ذلك بطلب من الرئيسة التي أجرت منذ ذلك التاريخ العديد من المشاورات ثم عينت في العاشر من أغسطس (آب) محمد كامون رئيساً للوزراء لقيادة المرحلة الانتقالية وهي سابقة منذ استقلال البلاد.