الجمعة 22 أغسطس 2014 / 23:32

الضغوط تتزايد على أوروبا لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد تنظيم الدولة الإسلامية

يواجه الزعماء الأوروبيون دعوات لاتخاذ إجراء مباشر ضد تنظيم الدولة الإسلامية يشمل أيضا عناصر التنظيم في سوريا بعد قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، لكن السياسيين يحجمون عن أخذ زمام المبادرة بعد أخطاء سابقة في المنطقة.

ونشر مقطع فيديو هذا الأسبوع يظهر فيه مقاتل ملثم من تنظيم الدولة الإسلامية يرتدي ملابس سوداء ويتحدث بلكنة بريطانية، وهو يذبح فولي في خطوة ربما تغير قواعد اللعبة في الحرب مع الجماعة الجهادية.

وتحذر السلطات الأمريكية من أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل أكبر تهديد منذ سنوات، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف ونشر في بريطانيا أن تأييد المشاركة في الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف مقاتلي الجماعة في العراق ارتفع ست نقاط إلى 43 بالمئة.

واستبعد الزعماء السياسيون في بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى الآن المشاركة في أي عمل عسكري في العراق، لكنهم أكدوا من جديد التزامهم بدعم الأكراد الذين يحاربون مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية التي انشقت على القاعدة في خلاف على الاستراتيجية.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (آي.إف.أو.بي) ونشر أمس الخميس أن غالبية الشعب الفرنسي (52 بالمئة) يؤيدون تسليح القوات الكردية العراقية للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر الآن على ثلث العراق والذي انضم إليه مسلمون متشددون من أوروبا.

ومن المتوقع أن يواجه الزعماء الأوروبيون ضغوطاً أكبر أثناء اجتماع لحلف شمال الأطلسي في ويلز الشهر القادم. ويقول بعض السياسيين إن الوقت حان لنقل القتال إلى سوريا حيث قاعدة قوة التنظيم وللعمل حتى مع الرئيس السوري بشار الأسد بالرغم من إدانة نظامه.

وقال رئيس لجنة المخابرات والأمن في البرلمان البريطاني مالكولم ريفكيند وهو وزير سابق للخارجية: "أحياناً تضطر للاتفاق مع شخص بغيض للتعامل مع أناس أكثر بغضاً".

واستطرد قائلاً: "إذا كان الأمريكيون جادين في قولهم إنهم يريدون القضاء على (الدولة الإسلامية) في سوريا وكذلك في العراق فلن يمكن تحقيق ذلك بالضربات الجوية وحدها... بل يتطلب الأمر قوات على الأرض".

وألمح الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أمس الخميس إلى أن تنظيم الدولة الاسلامية سيظل يمثل خطراً إلي ان يصبح غير قادر على الاعتماد على ملاذات آمنة في سوريا.

واستبعد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس اليوم الجمعة بوضوح أي حوار مع الأسد أو إرسال قوات، قائلين إن السبيل الأفضل للتعامل مع التهديد يكون من خلال تحالف دولي يعمل مع الحكومة العراقية.

وقال هاموند لراديو هيئة الإذاعة البريطانية: "ربما نرى جيداً أننا في بعض المناسبات نحارب نفس الأشخاص التي يحاربها (الأسد) لكن هذا لا يجعلنا حلفاءه... مجرد التفكير لن يكون عملياً أو منطقياً أو مفيداً للسير في هذا الطريق".

وتابع قائلاَ: "سنفعل ذلك في إطار تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة يعمل مع العراقيين لأنه يجب معالجة المشكلة أولاً في العراق".

وتراجعت الولايات المتحدة وبريطانيا العام الماضي عن توجيه ضربات جوية ضد قوات الأسد قبل بضع ساعات من استعداد طائرات فرنسية للإقلاع. ومن ثم تريد باريس أن تتأكد من التزام التحالف بالتحرك قبل أن تلقي بثقلها وراءه.

وقال فابيوس اليوم الجمعة: "إذا أردنا مواجهة الدولة الإسلامية فعلينا أن نواجهها في العراق لكننا لا نستطيع تجاهل المشكلة في سوريا. ليس لدي الحل اليوم ولكن هناك حاجة للنظر إلى المشكلة من الجذور".

وقال دبلوماسي فرنسي إن مؤتمراً للقوى الإقليمية والقوى الكبري للبحث عن سبل التعامل مع الدولة الإسلامية على نحو يشمل سوريا كذلك سيعقد في باريس قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول.

وقال الدبلوماسي لرويترز: "خرج الأمريكيون ليقولوا بقوة إنه لا يمكن حل مشكلة الدولة الإسلامية إلا بالتعامل معها في سوريا أيضاً".

وتابع قائلاً: "علينا أن نرى ماذا يدور في رؤوسهم. الأمر المؤكد هو أن البديل ليس الأسد ولا الدولة الإسلامية".