السبت 23 أغسطس 2014 / 15:17

رئيس وزراء مصر الأسبق لـ 24: مشروع قناة السويس "نقلة اقتصادية"

24 - القاهرة – أمنية الشامي

تحدث رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور علي لطفي في حوارٍ خاص مع 24، حول مشروع قناة السويس الجديدة، وهو المشروع الذي دشّنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبيل أسابيع قليلة، واصفاً إيّاه بأنه "نقلة اقتصادية هائلة"، موضحاً كذلك أبرز الثمار الإيجابية المُنتظرة من ذلك المشروع، ومنها أنه يضخ 13 مليار دولار سنوياً لمصر.

مشروع مميز وسينقل مصر نقلة اقتصادية ضخمة حيث إنه سيضم مليون فرد عمالة كما أنه يزيد من معدلات النمو من 2% إلى 7%

الاستقرار بدأ يتسرب للمواطن بعد 3 أعوام من الفوضى والإرهاب وخلال فترة قصيرة سيتمتع المواطن بالثبات والاستقرار لاسيما مع الخطوات الفاعلة التي تقوم بها الحكومة

وكان لطفي قدّم مشروعاً مشابهاً لمشروع "قناة السويس الجديدة" للرئيس الأسبق حسني مبارك، غير أن مبارك رفض تطبيقه بزعم أنه "يهدد أمن مصر"، في الوقت الذي أوضح فيه، في معرض حديثه مع 24، أوجه الشبه والاختلاف بين ذلك المشروع والمشروع الذي يتم تنفيذه حالياً، وإلى تفاصيل الحوار:

في البداية، ما تقييمك لمشروع قناة السويس الذي دشّنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أسابيع؟
مشروع قناة السويس هو خطوة هامة ومميزة يفتتح بها الرئيس عبد الفتاح السيسي فترته الرئاسية، كما أنه سوف يكون بادرة طيبة لمصر وتنمية اقتصادها، مما ينعكس على نسب النمو بشكل عام ووضع المواطن، وفي رأيي "المشروع سيكون قفزة اقتصادية هائلة لمصر تواكب بها التطورات التي تحدث في العالم".

ما أوجه الشبه بين المشروع الذي قدّمته لتوسيع قناة السويس للرئيس مبارك منذ أكثر من عقدين ومشروع قناة السويس الجديد؟
المشروع الذي قدمته للرئيس الأسبق حسني مبارك منذ حوالي 22 عاماً، حينما كنت رئيساً للوزراء وقتها، كنت أهدف من خلاله توسيع المجرى الملاحي لقناة السويس، وبالتالي زيادة الإيرادات والدخل القومي للدولة، مما كان سيسمح بتطور مصر منذ سنوات عديدة.

ماذا كان مصير ذلك المشروع في وقتها؟
ما إن عرضت الفكرة وشرعت في الشرح والتوضيح حتى رفضها الرئيس مبارك بحجه أنها "خطر على الملاحة وستسمح بتدخلات من مهربين وغيرهم من صائدي السفن"، وهو ما اعتبره تهديداً للدخل الذي تقدمه قناة السويس آنذاك، وعلى خلفية ذلك رفض المشروع واكتفى ببقاء قناة السويس على حالها.

أما حول تشابه المشروعين فهما متشابهان بنسبة معينة، لاسيما في فكرة توسيع المجري الملاحي ليصل إلى 65 قدماً، وهو ما يسمح بتوسيع مساحة انتظار السفن، وزيادة السفن القادمة للقناة، كما يخلق ذلك مكاناً لوقوف السفن وانتظارها وقت أقصر مما هو الأمر عليه الآن، وبدوره سيزيد ذلك من الدخل العام للقناة بزيادة السفن القادمة وبقاءها أقل، مما يتيح الفرصة لإنتاج القناة أضعاف ما تقدمه الآن.

ما هي الثمار المُنتظرة من ذلك المشروع وترجمته على الاقتصاد المصري بعد ذلك؟
إلى جانب ما ذكرت، أجد أنه مشروع مميز وسينقل مصر نقلة اقتصادية ضخمة، حيث إنه سيضم مليون فرد عمالة، ذلك في مرحلة التشييد، كما أنه سيزيد من معدلات النمو من 2% إلى 7%، إلى جانب أنه سينقل قيمة الجنية المصري بالمقارنة مع الدولار الأمريكي، كما أن مصر ستربح ضعف ما تربحه الآن من القناة، حيث تقدر أرباح مصر منها في الوقت الحالي قرابة 5 مليار دولار، وهو رقم مرشح لأن يتزايد إلى 13 مليار دولار سنوياً.

ما هي المشروعات التي يمكن أن تقام أيضاً إلى جانب هذا المشروع في القناة، استغلالاً لهذا الموقع الاستراتيجي؟
لقد وهب الله مصر موقعاً استراتيجياً، وكما وصفها المفكر جمال حمدان وقال "عبقرية المكان"، وتتجلى عبقرية المكان في القناة وهذا الموقع العبقري الذي يُضيف لمصر الكثير.. وأرى أن الدولة يُمكن أن تقوم بعمل استراحات ومصانع وفنادق على ضفتي القناة، إلى جانب ورش تصليح السفن، ومباني تساهم في تقديم خدمات لوجستية تخدم القناة والسفن القادمة، وبهذا تكون القناة أكثر من مجرد معبر أو مجرى ملاحي، بل دولة متكاملة، بها عمالها ومصانعها وإنتاجها الخاص، وأعتقد أن تطور منطقة القناة مرهون بتطوير المجرى الجديد وهو ما يُضيف أهمية للقناة الجديدة أضعافاً مضاعفة.

هل يمكن بالفعل أن يتم الانتهاء من المشروع في حدود عام كما وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أعتقد أنه يمكن الانتهاء بالفعل منه خلال عام واحد فقط، ولكن لابد من توضيح أمر مهم، حيث إن هذه السنة مخصصة لعملية حفر القناة وتوسيع المجري من خلال استخدام أجهزة متطورة، ولا تعتبر هذه المرحلة هي النهائية بل هي مجرد بداية، والتي على خلفيتها سيتم اكتمال المشروع.

في رأيك، هل يزيد ذلك المشروع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمصر؟
الرئيس السيسي يتمتع بشعبية هائلة حتى قبل الإعلان عن المشروع، فهو يحظى بحب الشعب المصري، وشعبيته زادت بالفعل بعد المشروع، لاسيما أن المواطن بدأ يشعر أنه جزء من هدف وطني كبير، والشعب المصري شعب مثابر، وما إن يجد هدفاً حتى يلتف حوله، وأعتقد أن الشعب الآن في أشد الحاجة لهدف قومي، والآن هو الوقت الأنسب للبناء والتنمية والتعمير.

في ضوء المشكلات التي يواجهها المواطن، متى يبدأ المواطن الشعور بالاستقرار برأيك؟
الاستقرار كشعور بدأ يتسرب للمواطن بعد ثلاث أعوام من الفوضى والإرهاب، وأعتقد أنه خلال فترة قصيرة سيتمتع المواطن بالثبات والاستقرار، لاسيما مع الخطوات الفاعلة التي تقوم بها الحكومة والدولة، وعلى المواطن أن يقوم بدوره في إدارة عجلة الإنتاج حتى يدعم الاقتصاد المصري.