السبت 23 أغسطس 2014 / 21:14

واشنطن بوست: المعركة الجديدة ضد الشر

24. فاطمة غنيم

قال الكاتب والمحلل السياسي ديفيد إغناتيوس، في مقاله له نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، "إن وكلاء الدعاية لـ (الدولة الإسلامية) قد اعتقدوا أن الفيديو الوحشي الذي يبين قطع رأس الصحفي جيمس فولي سيُرْهب العالم ويروّعه، بيد أن الناس غير مُجْبولين على هذه الطريقة، لا في البلدان الإسلامية أو في أي مكان آخر. وعندما يرون سلوكاً ساديّاً غير حضاري، فإنهم يشعرون بالاشمئزاز والغضب".

ورأى الكاتب أن فيديو قطع الرأس يعد علامةً على ضعف الدولة الإسلامية، وليس قوتها.

ولفت الكاتب إلى أن حياة أسامة بن لادن وموته توضح أسباب فشل أي استراتيجية إرهابية، منوهاً إلى أنه في الأشهر التي سبقت وفاته، كان بن لادن يعرف أنه مُني بالفشل.

وأشار الكاتب إلى أن الوثائق التي عُثر عليها في مخبأ بن لادن تبين أن في أيامه الأخيرة لازمته أفكار حول الأخطاء التي وقعت فيها القاعدة. فقد أدت آلة القتل الوحشي للمنظمة إلى ترويع المسلمين وتغريبهم، لدرجة أن بن لادن تساءل إذا كان يتوجب إعادة تصنيف الجماعة كقوة أقل سُمّيّة. حتى انه اقترح 10 أسماء بديلة يمكن أن تُحدث وقْعاً أفضل على آذان العالم.

وأبرز بن لادن في مسوّدة خطاب حول "التقديرات الخاطئة" و"الضحايا المدنيين الذين لا داعي لهم" الذين أضروا بقضية الجهاد. وقال بن لادن :"إن اقتراف هذه الاخطاء قضية كبيرة"، مشيراً إلى أن استباحة "دماء المسلمين" قد أسفر عن "تغريب معظم الأمة الإسلامية. ويجب على قادة القاعدة المحليين "الاعتذار وتحمل مسئولية ما حدث".

وقال الكاتب: "إن الجلاد المروِّع، والذي ظهر ملثّماً في ملابسه السوداء، يُرجِع خطه الجهادي إلى نفس الجماعة التي كان بن لادن يدينها، وهي جماعة تنظيم القاعدة في العراق، والتي تنحدر منها تنظيم داعش، وقد اختارت هذه الجماعة أن تحقّر من ذاتها بأكثر نسخة تطرفاً وتعطّشاً للدماء من الثورة الإسلامية، فأفعالها ومفاخرها نوع من الخيال الجهادي، حيث يحتفون بالعنف الإباحي للقتل الديني في صورة قطع رؤوس وعمليات صَلْب وإبادة جماعية ضد المسلمين الشيعة واليزيديين والمسيحيين والمعارضة السُنيّة".

يمكننا أن نرى الشر من خلال شقوق القناع الذي ارتداه قاتل جيمس فولي. ولكن وقف هذا الشر مهمة أصعب، بحسب الكاتب.

ولفت الكاتب إلى أن أوباما ظل يكافح لعدة أشهر مع مسألة كيفية عمل اللازم بطريقة سليمة هذه المرة، وكيفية احتواء الدولة الإسلامية والقضاء عليها في النهاية دون أن يجعل أمريكا عدوّاً للعالم الإسلامي في نهاية المطاف. كان من الممكن أن يكون صوت أوباما أكثر وضوحاً وتأكيداً في وقت مبكر. ويرى الكاتب أن أوباما كان على حق، فقد تحرّك استراتيجيّاً، خطوة خطوة، جامعاً الأدوات التي سيحتاجها لمواجهة هذا الورم الخبيث، على حد وصف الكاتب.

وعندما علم أن الجهاديين يحتجزون صحفيين أمريكيين كرهائن، أمر أوباما بتنفيذ غارة في وقت سابق من هذا الصيف لإطلاق سراحهم. لم ينجح هذا العمل الجريء، ولكن القرار كان سليماً، بحسب الكاتب. وعلى الرغم من أنه علم أن الحكومات الأوروبية قد دفعت فديات كبيرة للإفراج عن رهائنها، رفض أوباما أن يحذو حذوهم. كانت تلك قرارات صعبة لكنها سليمة، يقول الكاتب، وهي بداية أساسية لحملة طويلة ضد القتلة الإرهابيين.