الثلاثاء 26 أغسطس 2014 / 16:59

موقع أمريكي: هل يتحول داعش إلى قوة نووية بفضل دعم طالبان؟

24 - إعداد.ميسون خالد

أعلن التابع للقائد الأعلى لتنظيم طالبان الباكستاني الملا محمد عمر، الذي قاد تمرد "المسجد الأحمر" في باكستان، عبد المولى عزيز، ولاءه لـ "خليفة" تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، والذي استولى على مناطق واسعة من العراق، وشمال سوريا، وزعم إنشاء دولة "خلافة إسلامية".

تدق مبايعة طالبان لداعش ناقوس الخطر بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الغربية بسبب جماعات مثل "سباه صحابة"(أي جيش الصحابة) و "تحريك طالبان باكستان" (تي تي بي) والتي تسعى عبر وسائل عنف لإسقاط الحكومة الباكستانية والمعروف امتلاكها لأسلحة نووية

وتدق مبايعة عزيز ناقوس الخطر بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الغربية، نظراً لقربه من مجموعات مثل "سباه صحابة" (أي جيش الصحابة)، و "تحريك طالبان باكستان" (تي تي بي)، والتي تسعى، عبر وسائل عنف، لإسقاط الحكومة الباكستانية، والمعروف امتلاكها لأسلحة نووية، بحسب ما أفاد موقع "وورلد نت ديلي" الأمريكي.

مبايعة في غير وقتها
وتأتي مبايعة عزيز للبغدادي وداعش فيما تواجه باكستان أزمة سياسية جديدة، تهدد استمرارية حكومتها الديموقراطية العلمانية.

وكان المعارضون لرئيس الوزراء نواز شريف طالبوا باستقالته، لكنه رفض هذا الأمر، كما طالبوا بأن تحل الإصلاحات الدستورية محل الديموقراطية البرلمانية، وأن تواجه مزاعم الفساد التي تسللت إلى العملية الانتخابية.

وفي ظل هذا الوضع، يرى الجهاديون أن هناك فرصة الآن ليفرضوا وجودهم، نظراً لازدياد الأزمة السياسية في باكستان سوءاً.

عزيز.. ذو الوجهين
يذكر أن عزيز أودع السجن عام 2007 بعد هجمات "المسجد الأحمر"، وأطلق سراحه لاحقاُ، رغم وجود 27 تهمة أخرى تجاهه، إلا أن المحاكم الباكستانية قررت تجاهلها رغم كل شيء.

بعد ذلك، طلبت الحكومة من عزيز أن يكون طرفاً في فريق مفاوضات طالبان، والتي تعد أداة في الداخلية الاستخبارات الباكستانية (آي اس آي).

وكانت الحكومة طلبت منه الانضمام بغرض وجود محاور متشدد ليفاوض جماعة "تي تي بي"، والتي تسعى للإطاحة بالحكومة الباكستانية.
إلا أن عزيز انسحب من المفاوضات إلى جانب الحكومة، مشدداً على أنه "يجب أن يستبدل القانون الدستوري بالشريعة"، مؤكداً على أن "الإسلام سيعم باكستان كلها، ومن ثم العالم أجمع".

مع المتشددين
كما يدعم عزيز جماعات تنشط باستمرار في تدريب الجهاديين، بما في ذلك الأوزبكيين، الذين يسمحون للجهاديين بالمرور لشرق آسيا كله.
إلى جانب ذلك، يساند عزيز تدريب الجهاديين في المخيمات الباكستانية في يوغور بالصين، والتي تسعى لفصل إقليم شينغيانغ عن باقي الصين، والإعلان عن دولة إسلامية مستقلة باسم "تركيستان".

وتقول المصادر إن الاستخبارات الباكستانية متورطة في هذه التدريبات.

وأدت هذه التطورات لمشكلة في بكين أيضاً، والتي يلومها عزيز على مقتل والدته وأخيه في يوليو(تموز) 2007، في حصار المسجد الأحمر.

فتبعاً للمصادر، استهدف جهاديو المسجد الأحمر 6 عمال صينيين، كجزء من عمليتهم لـ "التطهير"، وحينها، رضخت الحكومة الباكستانية، بقيادة الرئيس برويز مشرف، للمطالب الصينية، وأرسلت قوات باكستانية لاجتياح المسجد، ما أدى لمقتل مئات المسلمين، بما في ذلك والدة وأخ عزيز.

داعش وطالبان
وكان عزيز، المتواجد في حصار المسجد وقتها، متنكراً في هيئة امرأة، مرتدياً برقعاً من رأسه لأخمص قدميه، لكنه اكتشف واقتيد بـ "طريقة مهينة"، على حد وصف المصادر.

المهم أن أحداث المسجد الأحمر أكدت أن الميليشيات الإسلامية، والتي عملت كوكيل عن الشرطة الباكستانية، وخصوصاً تجاه الهند، تشكل خطراً كبيراً على الحكومة الباكستانية نفسها.

وبالتالي، يجعل دعم عزيز لداعش اليوم، الخليفة البغدادي وخلافته المتطرفة بأسرها على صلة مباشرة مع "تي تي بي"، ويوغور الصين وطالبان في أفغانستان، والتي هي صنع الاستخبارات الباكستانية.

وبينما تقترب نهاية طالبان في أفغانستان، حيث تعتزم القوات الأمريكية المغادرة في 2016، فإن لدى داعش الفرصة لتمديد نفوذه، بحسب ما أفاد "وورلد نت ديلي".

عزيز يحب بن لادن

لسنوات، كان عزيز مدافعاً عن زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وقام بتسمية مكتبة على اسمه أخيراً، بعد مقتله في مايو(أيار) 2012، بأيدي القوات الأمريكية، في أبوت أباد.

وقال عزيز، يوم افتتاح المكتبة: "إذا كان لدى باكستان حرية التعبير بحق، لذا فيجب أن نتمكن من التعبير عن محبتنا لأبطالنا، ونحن نحب أسامة بن لادن".

بين "فولي" و"صديقي"
وأطلق عزيز أخيراً اسم "عافية صديقي" على مستوصف، وصديقي هي امرأة باكستانية تقضي حكماً مؤبداً بالسجن في الولايات المتحدة، بتهمة محاولة قتل جندي أمريكي، ومسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في أفغانستان.

وصديقي خريجة جامعة "ام آي تي" الأمريكية، وهي عالمة أعصاب، وتعرف بـ "سيدة القاعدة الأولى"، وكان إطلاق سراحها أحد مطالب عناصر داعش الذين احتجزوا الصحفي الأمريكي جيمس فولي، قبل أن يذبح رداً على الغارات الجوية الأمريكية ضد داعش في العراق.