الأربعاء 27 أغسطس 2014 / 13:49

الحياة تدب في شوارع غزة بعد 51 يوماً من المعاناة

أوقف إطلاق النار في غزة، ما يعني انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي استمر 51 يوماً، سقط خلالها 2137 شهيداً وجُرح أكثر من 11100 شخصاً.

وشهدت كافة مناطق القطاع حركة نشطة منذ ساعات الصباح الأولى، وامتلأت الشوارع الرئيسية بالمركبات والمواطنين، فيما سارعت المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة والبنوك لفتح أبوابها.

ورغم مشاهد الركام والدمار التي لا يخلو منها شارع واحد في غزة، إلا أن الفرحة بدت واضحة على ملامح الكثير من الأهالي غزة بعد انتهاء العدوان، الذي لم يسبق له مثيل بالنسبة لهم، لكن تلك الفرحة لا تخفي ملامح الحزن والحسرة والبؤس على وجوه آخرين.

وفيما انشغل بعض الأهالي بالتوجه إلى الأسواق لجلب احتياجات أسرهم الأساسية، سارع عشرات الآلاف من النازحين للعودة إلى منازلهم في المناطق الحدودية، وبدأ بعضهم من أصحاب البيوت المتضررة ترميم ما يمكن ترميمه، بينما اكتفى من دُمّرت بيوتهم بشكل كامل بالجلوس فوق الأنقاض ونصب خياماً متواضعة.

ومع انتهاء العدوان وعودة الحركة إلى الشوارع، تكشّفت المزيد من أهوال الحرب والخسائر المادية الكبيرة، ولا سيما بعد تدمير عدد من الأبراج السكنية في الأيام الأخيرة، حيث خلّف ذلك خسار تقدّر بمئات الملايين من الدولارات.

ولم يخف الكثير من الأهالي، الذين تحدثوا لـ 24 شعورهم بالفخر والعزّة، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من العدوان، رغم تدميرها لكل مقومات الحياة، وقتلها لعدد كبير من المواطنين، إلا أنهم تمنّوا استثمار كل ذلك لتحقيق مكاسب حقيقية تعود بالنفع على القضية الفلسطينية، وليس للأحزاب والفصائل.

وقال أبو محمود الشاعر، الذي كان يتجول في سوق "الزاوية" الشعبي بمدينة غزة: "رغم كل ما فعلته إسرائيل من تدمير وقتل وتخريب طوال فترة الحرب، إلا أنها لم تحقق ما تريد، ولم تكسر شوكة المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني، ولم تُنهِ الحرب في نهاية المطاف من طرف واحد، كما فعلت حين بدأت العدوان".

أما مصطفى السيد فتمنى، في سياق حديثه لـ 24، أن لا تضيع دماء وتضحيات أهالي غزة سدى، ولا يتم الاستفادة مما جرى لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني، قائلاً: "التجارب السابقة لا تبشّر بالخير، كنا ندفع الثمن، بينما الفصائل تجني الثمن، ونأمل أن تتغير المعادلة هذه المرة".