الأربعاء 2 أكتوبر 2019 / 21:47

مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة "تحسين الصحة النفسية"

استضاف مجلس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي عقد في فندق قصر الإمارات مساء اليوم الأربعاء، محاضرة بعنوان "تحسين الصحة النفسية" ألقاها البروفيسور بجامعة الكويت والاختصاصي في الطب النفسي السريري الدكتور نايف المطوع.

وأكد الدكتور نايف المطوع أن "القلق والاكتئاب يعدان أبرز الأمراض النفسية تفشياً في العالم"، مشيراً إلى أن "615 مليون شخص سيعانون من القلق والاكتئاب حول العالم بحلول العام 2020".

وخلص الدكتور نايف في محاضرته إلى ضرورة تعزيز الوعي الشخصي لدى الأفراد والمجتمعات لتخفيف حالات القلق والاكتئاب، مشيراً إلى أنه "لتلك الأمراض انعكاسات سلبية على انتاجية الأفراد، وقدراتهم العقلية، كما أن الاستسلام التام لمثل تلك الحالات يقود الأفراد إلى حالة من عدم الاستقرار الصحي، وقد ينتهي الأمر بالبعض إلى الانتحار".

وشدد المحاضر على أن أغلب الأشخاص الذين يعانون من تلك الاضطرابات يفقدون السيطرة على تفكيرهم وعواطفهم، وثقتهم في أنفسهم.

وأكد المطوع أن "منطقة الشرق الأوسط تسجل ارتفاعات ملفتة في أعداد المصابين بمشاكل القلق والاكتئاب بالنظر إلى الإشكاليات التي تفرضها الظروف التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى ما وصفه بـ"ثقافة العار" التي تضطر بالكثيرين إلى عدم طلب المساعدة لأسباب اجتماعية، وما يصاحبها من حالات تنمر وعدم التقبل المجتمعي".

واستشهد المحاضر بنتائج استطلاع أجرته مؤسسة "YouGov" البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق وتحليل البيانات، فإن أكثر من 4% فقط من سكان الإمارات يعانون من الاكتئاب السريري وهو معدل يتوافق مع المعايير العالمية إلا أن النتائج أكدت أن أقل من نصف تلك الحالات فقط أبدت استعدادها لطلب المساعدة.

وفي السياق ذاته، شدد المطوع على التأثيرات الكبيرة للحالات النفسية على الاقتصاد، مشيراً إلى أن "منطمة الصحة العالمية لفتت إلى أن تكلفة تلك الأمراض تبلغ تريليون دولار، فيما ستبلغ 16 تريليون دولار بحلول العام 2030، في الوقت الذي لا تملك فيه أية دولة القدرة على معالجة أزمة الصحة النفسية على نحو فعال.

وكشف المطوع أن "75% من الأمراض النفسية تبدأ قبل سن الـ24، فيما ينتحر طبيب يوميا في الولايات المتحدة جراء الضغوطات النفسية، كما أن إصابات التوتر والقلق والاكتئاب تشكل 44% من الأمراض المرتبطة في العمل في بريطانيا".

وتناول الدكتور نايف المطوع عدداً من الممارسات التي اتخذتها بعض الدول لمواجهة الإشكاليات والأمراض النفسية، مشيراً إلى أن "كندا وضعت في العام 2013 أول معيار وطني للصحة النفسية في مكان العمل حيث تشرف عليه لجنة الصحة النفسية الممولة من الحكومة، وهذا يوفر للشركات منهجية دقيقة لخلق بيئة عمل صحية من الناحية النفسية، بدءا من تكليف أحد المديرين ذوي الأقدمية بالإشراف على العملية وحتى قياس نتائج المبادرات الجديدة".

وأشار الدكتور المطوع إلى أن "الناس لا يقلقون من الأشياء بحد ذاتها بل من وجهة النظر التي يتخذونها تجاه تلك الأشياء"، مشدداً أن التخلص من العديد من تلك الأمراض يبدأ بتغيير الفرضيات الجامدة إلى تفضيلات، وبالتالي تقليل خيبات الأمل التي يتعرض لها الكثيرون جراء افتراضهم لتصرفات الأشخاص، أو نتائج أو رداة فعل البعض مقابل ما يقدموه.

وعبر المطوع عن ذلك باستخدام مصطلح "الوعي" حيث يتعلم الفرد كيف يصبح أكثر وعيا ومتقبلا وقادراً على تغيير أفكاره إلى شيء أكثر عقلانية وإيجابية خلال المواقف الصعبة، وهذا بدوره يؤدي إلى ردود فعل عاطفية وسلوكية أكثر اتزانا.

وأكد أن "العلاج الإدراكي يعد أبرز أشكال العلاج الحديث الذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الاكتئاب والضغط والقلق والرهاب والاضطرابات".