الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 / 10:25

الإعلان عن أجندة مؤتمر القادة لحروب القرن الواحد والعشرين

24 - أبوظبي - آلاء عبد الغني

تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عقدت وزارة الدفاع مؤتمراً صحفياً اليوم الثلاثاء في واحة الكرامة بالعاصمة أبوظبي، للإعلان عن أجندة مؤتمرها السنوي، مؤتمر القادة لحروب القرن الواحد والعشرين، والذي ستقام فعالياته يومي 6 و 7 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ونادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.

وسيحمل المؤتمر هذا العام عنوان: "كسب الحرب الرقمية"، الموضوع الذي أكدت القيادات في وزارة الدفاع أنه من أهم الموضوعات التي تجري في خضم الحروب المعاصرة غير التقليدية.

أمن الوطن
وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة لشـؤون الدفـاع محمد بن أحمد البواردي الفلاسي، بأنه انطلاقاً من إيمان وزارة الدفاع بما للتقنية الرقمية وتطور الذكاء الاصطناعي من تأثير مباشر على مقتضيات الدفاع على الأمن الوطني، وفي سبيل حماية سيادة الدولة ومقدراتها، فقد اختارت كسب الحرب الرقمية موضوعاً لمؤتمرها لهذا العام ، وأضاف: "لقد أصبحت الحروب الرقمية تشكل تهديداً حقيقياً أمام الدول، وتحدياً لقدرتها على حماية فضائها الرقمي أو السيبراني. وعليه، يناقش هذا المؤتمر تحديات الحروب الرقمية وتأثيرها على الأمن الوطني للدول، والبحث عن أفضل السبل والوسائل لتحقيق النصر في مثل هذه الحروب".

ومن جهته، أكد وكيل وزارة الدفاع مطر سالم علي الظاهري، على أهمية مؤتمر "كسب الحرب الرقمية"، الذي يأتي ضمن خطة مؤتمرات وزارة الدفاع الاستراتيجية التي انطلقت عام 2015، بهدف المساهمة في إعداد قادة المستقبل لمواجهة تحديات حروب القرن الواحد والعشرين، وذكر أن التكنولوجيا الناشئة أصبحت تُغير طابع الحرب، وخاصةً بما نشهده من الانتشار السريع والتأثير المباشر والفاعل للتكنولوجيا الرقمية على بيئة العمل الدفاعي، والتي دفعت نحو طرح ودراسة ومناقشة التحديات التي تحدثها الحروب الرقمية على البيئة الأمنية االدفاعية.

قضايا استراتيجية
وأفاد المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع الدكتور إسماعيل البلوشي، بأنه تعزيزاً للرؤية الاستباقية لوزارة الدفاع في تناول القضايا الاستراتيجية الكبرى للدفاع عبر الإسهام في تطوير وتوحيد الوعي المعرفي الوطني، وتعميق إدراك جميع المكونات الوطنية بطبيعية التحديات الدفاعية، سيناقش المؤتمر عدداً من المواضيع التي تهم الساحة الوطنية والدولية ومنها: تحديات الحرب الرقمية، والنظم المستقلة في الحرب، والابتكار والتحديات الاستراتيجية المستقبلية، وتباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط، والأمن السيبراني، والفضاء، وعمليات التأثير في العصر الرقمي، والنظم المسيرة، والجاهزية الوطنية لمواجهة التهديدات الرقمية، وتأمين البنية التحتية الرقمية.

وأوضح المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع، الدكتور إسماعيل البلوشي، بأن مؤتمر "كسب الحرب الرقمية" سيكون قيمة مضافة في تسليط الضوء على مجالات الحرب الرقمية، وذلك من خلال تقديم أحدث الرؤى والدراسات والاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بالاتجاهات سريعة التطور في الصراعات الرقمية، وتأثيرات تهديداتها المحتملة والناشئة والمتغيرة على البيئة الأمنية الدفاعية، لتعميق قدرات التكامل الوطني لكسبها.

وذكر الدكتور إسماعيل البلوشي بأن وزارة الدفاع مستمرة في نهجها الاستباقي لفهم طبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية، والنظر في كيفية تطوير قدراتها الاستراتيجية بما يتناسب مع الطبيعة سريعة التغير في البيئة الدفاعية في جميع جوانبها، وما يختص بحماية الفضاء المفتوح لدولة الإمارات، وتعزيز القدرة على الاستمرار في كسب المعارك الرقمية والحفاظ على القطاعات الحيوية والمجتمع، وذلك عن طريق الاستعداد الاستباقي للتحديات.

وذكر عدداً من الأمثلة، منها أن التقنية تقود التطورات السريعة في القدرات الذاتية للأنظمة غير المأهولة، وأن هذه الأنظمة ستؤدي وبشكل متزايد دوراً مهماً في الصراعات المستقبلية وصولاً إلى زيادة التحكم الذاتي في أنظمة الأسلحة، والذي سيؤدي إلى تحديات في الاستقرار القانوني والأخلاقي والسياسي والاستراتيجي. لقد بدأت الحكومات في التعامل مع كيفية مواجهة التحديات والفرص المرتبطة بزيادة التحكم الذاتي، وذلك لأن التكنولوجيا تتطور بسرعة في هذا المجال، وسوف يتم استخدام مجموعة كبيرة من شبكات الاتصالات، وشبكات واسعة من الأجهزة الذكية، إلى جانب زيادة السرعات، والأتمتة وإنترنت الأشياء، حيث سيتسبب العيش في هذا العالم الرقمي في وجود فرص كبيرة ومواطن ضعف ومخاطر علينا استشرافها وفهمها.

الطائرات بدون طيار
وفي مثال آخر، تطرق الدكتور إلى الطائرات بدون طيّار في ترسانة الأسلحة عالية التقنية، والمُتحكّم بها عن بعد، على الرغم من أنها لا تختلف كثيراً عن الطائرات المقاتلة في قدرتها التدميرية لتنفيذ مهام مختلفة ومتعددة في بيئة العمليات. وكما يعد الذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من الحرب الحديثة مقارنة بالأنظمة التقليدية، فإن الأنظمة العسكرية المجهزة بالذكاء الاصطناعي قادرة على التعامل مع كميات أكبر من البيانات بشكل أكثر كفاءة. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على دعم التنظيم الذاتي، والتشغيل الذاتي للأنظمة القتالية نظراً لقدراتها الكامنة في الحوسبة وصنع القرار. كما تطرق أيضاً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن والدفاع، حيث من المتوقع أن تؤدي زيادة تمويل البحث والتطوير من قبل مراكز البحوث في أغلب الدول لتطوير تطبيقات جديدة ومتقدمة للذكاء الاصطناعي إلى زيادة الاعتماد على الأنظمة التي يقودها الذكاء الاصطناعي في القطاع العسكري. ويشير الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الآلات على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً - والتعرف على الأنماط، والتعلم من التجربة، واستخلاص النتائج، والتنبؤ، واتخاذ الإجراءات، وغير ذلك - سواء رقمياً أو كبرنامج ذكي، كالتحكم الذاتي في النظم المادية.

وفي مثال أخير أكد الدكتور إسماعيل البلوشي أن عمليات المعلومات هي جزء من الحرب الرقمية، والتي تهدف إلى التأثير على العقول والتوجيه النفسي غير المباشر عبر العمليات النفسية والإعلامية المتطورة للغاية، وذلك بغرض إفشال مؤسسات الدول من خلال أدوات متعددة باستخدام الفضاء الإلكتروني والعابر للحدود التقليدية.

وأوضح المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع الدكتور إسماعيل البلوشي أن هذا المؤتمر يأتي مكملاَ لسلسلة مؤتمرات "القادة لحروب القرن الواحد والعشرين"، التي تنظمها وزارة الدفاع وتهدف إلى إعداد قادة المستقبل القادرين على تحقيق الاستباقية والاستشراف وسرعة التكيف للاستجابة للتحديات الناشئة من خلال تسليحهم بأحدث الرؤى في مجالات الأمن والدفاع، وتحقيقاً لمساهمة وزارة الدفاع في إنتاج المعرفة الاستراتيجية الضرورية في المجالات المستقبلية، وتبادل الخبرات لضمان تحقيق الأهداف الدفاعية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

أجندة المؤتمر
وأضاف الدكتور إسماعيل البلوشي أن "برنامج اليوم الأول للمؤتمر، والذي سيعقد في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، سوف يتضمن الكلمة الرئيسية للمؤتمر، التي سيلقيها وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي؛ وتليها كلمة رئيسية لوزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر بن سلطان العلماء، عن "تحدي الحرب الرقمية"؛ وتليها كلمة رئيسية للخبير بول شار من مركز الأمن الأمريكي الجديد، بعنوان "النظم المستقلة في الحرب"؛ ويليها ورقة عمل تخصصية لرئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في القيادة العامة للقوات المسلحة العميد الركن الدكتور مبارك سعيد الجابري، تحت عنوان الابتكار – التحديات الاستراتيجية المستقبلية؛ وتليها ورقة عمل تخصصية للرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في "مجموعة اتصالات" المهندس خليفة الشامسي، بعنوان "تباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط"؛ وتليها ورقة عمل تخصصية للبرفسور إرنستو دامياتي من مركز تكنولوجيا معلومات الاتصال التابع لشركة اتصالات بريتيش تيليكون؛ ثم ورقة تخصصية للمدير العام لوكالة الإمارات للفضاء الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، بعنوان "الفضاء والحرب الرقمية"؛ وتليها ورقة تخصصية للدكتور إيان تونيكليف من وحدة الاتصالات الاستراتيجية وعمليات المعلومات، تحت عنوان "عمليات التأثير في العصر الرقمي". وسيتنهي اليوم الأول بحلقات نقاشية تخصصية تشارك فيها مجموعة من الخبراء والمختصين في الحرب الرقمية، وسوف يستضيف نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي فعاليات اليوم الثاني، والذي سوف يتضمن عقد ورش عمل تخصصية في مختلف مجالات وقطاعات الحرب الرقمية، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على المستوى الوطني والدولي.

كما ذكر المتحدث الرسمي بأن وزارة الدفاع تتطلع لمناقشة هذا الموضوع الهام والحيوي مع جميع شركائها في مجتمع الأمن الوطني ومكونات القوى الوطنية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني وصناع السياسات والخبراء وأصحاب الاختصاص من خلال تشجيع الحوار والتعاون وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والدولي، لتعزيز الخطط التشاركية لمعالجة التحديات والتهديدات الرقمية والسيبرانية.