نيران مندلعة في مبنى بغزة بعد قصفه من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي (أرشيف)
نيران مندلعة في مبنى بغزة بعد قصفه من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي (أرشيف)
الجمعة 15 نوفمبر 2019 / 08:59

تهدئة هشة في غزة بعد سقوط 34 شهيداً

أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية وإسرائيل وقف العمليات العسكرية عبر حدود قطاع غزة أمس الخميس، في أعقاب مساع بذلتها مصر والأمم المتحدة لإنهاء أسوأ موجة من الاشتباكات منذ شهور لكن الوضع بدا هشاً إذ اختلف الطرفان على شروط التهدئة.

وقالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية بدأ سريانها الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش أي بعد نحو 48 ساعة منذ تبادل إطلاق النار عقب ضربة جوية قتلت فيها إسرائيل القيادي في "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا.

وأدى إطلاق صواريخ على نحو متقطع من غزة مقابل ضربة جوية إسرائيلية إلى كسر حالة الهدوء لكن وقف إطلاق النار صمد إلى حد بعيد مع حلول الليل.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة، إن عدد الشهداء الإجمالي بلغ بعد يومين من القتال 34 فلسطينياً نصفهم تقريباً من المدنيين وبينهم 8 أطفال و3 نساء.

وعلى الجانب الآخر من حدود قطاع غزة تسببت مئات الصواريخ التي أطلقها نشطاء فلسطينيون ووصل بعضها إلى تل أبيب في إصابة الحياة بالشلل في أنحاء كثيرة من جنوب إسرائيل وأصابت العشرات بجروح.

ويبدو أن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة لم تشارك في القتال الأخير. وربما يكون ذلك من العوامل التي ساهمت في الحد من تصعيد الموقف.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن العملية العسكرية تقترب من نهايتها مع تحقيق أهدافها. وقال بينما كان يزور الجنود عند أحد نظم اعتراض الصواريخ "الرسالة وصلت لأعدائنا. نستطيع الوصول إلى أي شخص".

وأكدت حركة "الجهاد"، أن إسرائيل قبلت مطلبها بوقف عمليات الاغتيال ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة الأسبوعية عند حدود غزة.

وقال المتحدث باسم الحركة مصعب البريم، "وقف إطلاق النار برعاية الشقيقة مصر بدأ بعد أن خضع الاحتلال الإسرائيلي لشروط حركة الجهاد الإسلامي والتي تقدمت بها نيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية".

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس لراديو الجيش، "الهدوء سيقابل بالهدوء".

ضربة صاروخية
في أكثر الأحداث دموية في الاشتباكات التي دارت خلال يومين قال مسؤولون بقطاع الصحة وسكان، إن 8 أفراد من أسرة واحدة في غزة استشهدوا في ضربة صاروخية إسرائيلية قبل سريان التهدئة.

وقالوا إنهم جميعاً من المدنيين.

وخرج الجيران من بيوتهم لمساعدة رجال الإنقاذ في انتشال الجثث التي دفن بعضها تماماً في أرض رملية. وحاول بعض المدنيين التأكد مما إذا كان صاحب إحدى الجثث على قيد الحياة أم لا بجس نبضه قبل انتشال الجثة.

ولم تغير الاشتباكات التي استمرت يومين ولا التهدئة المفاجئة شيئاً في العوامل الرئيسية التي تحكم الصراع.

وسبق أن أبدت حركة "حماس" استعدادها لوقف إطلاق النار لفترات طويلة لكنها مثل "الجهاد الإسلامي" ترفض قبول التعايش الدائم مع إسرائيل.

ويريد سكان غزة إنهاء حصار تقوده إسرائيل مستمر منذ سنوات. كما يطالب اللاجئون من حرب 1948 التي واكبت قيام إسرائيل وأحفادهم بالحق في العودة إلى أراضيهم السابقة. ويشكل اللاجئون معظم الفلسطينيين في القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة.

وترفض إسرائيل ذلك باعتباره انتحاراً سكانياً وترى أنه لا سبيل إلى التوصل للسلام ما دامت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تحملان السلاح.

وقال كاتس، إنه لن يطرأ أي تغيير على السياسة العسكرية الإسرائيلية في غزة مما يتناقض مع تأكيدات "الجهاد الإسلامي".

وأضاف كاتس، أن عمليات القتل بالاستهداف "لن تتوقف" وإن "سياسة فتح النار المسؤولة عنها قوات الدفاع الإسرائيلية (على حدود غزة) لن تتغير".

وأعادت الأسواق فتح أبوابها في غزة مع عودة الحياة لطبيعتها رغم أن الناس أبدوا مشاعر متباينة فيما يتعلق بالتهدئة.

وقال أحد سكان غزة يدعى محمد السميري، "قمنا بالرد وأوضحنا أن دماءنا لن تراق هدراً. والتهدئة أيضاً أمر طيب لأننا لا نريد لأهلنا أن يعانوا أكثر تحت الحصار".

وأشارت الأمم المتحدة التي شاركت مصر في الوساطة للتوصل إلى تهدئة إلى أن الوضع في غزة مازال هشاً.

وقال مندوب الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف في تغريدة على تويتر، "عملت مصر والأمم المتحدة جاهدة لمنع أخطر تصعيد في غزة وحولها من أن يؤدي إلى الحرب. الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة".

وأضاف، "على الجميع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والقيام بدوره لمنع إراقة الدماء. الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الحروب".