الأحد 5 يناير 2020 / 21:23

"مسبار الأمل".. بصمة الإمارات في المريخ

أدركت دولة الإمارات منذ زمن بعيد أهمية قطاع الفضاء بمختلف مجالاته وخدماته وتقنياته وتطبيقاته، وعملت على تطويره بوضع خطط استراتيجية وسياسات وطنية واضحة لبناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام يرسخ دور الدولة ومكانتها إقليمياً وعالمياً، ومن ضمن مبادراتها مشروع "مسبار الأمل" الذي ساهم في دخولها بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء.

يعد "مسبار الأمل" أول مشروع عربي وإسلامي من نوعه لاستكشاف كوكب آخر، وبدأ العمل على تصنيعه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 بأيادٍ إماراتية بعد أن أصدر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مرسوماً بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على المشروع لتكون الدولة بذلك واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.

60 مليون كم
ويسهم المسبار، الذي سينطلق في مساره يوليو (تموز) المقبل من مركز "تانيغاشيما" الفضائي الواقع في جزيرة جنوبي اليابان، ليصل إلى كوكب المريخ في فبراير (شباط) 2021 بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي قاطعاً مسافة 60 مليون كيلومتر، في تقديم إجابات علمية لعدد من الأسئلة البحثية المهمة التي يركز عليها المجتمع العلمي المختص في علوم المريخ.

ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والاشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل للفضاء، وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، وسيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر.

ويهدف المشروع الإماراتي إلى دراسة حالة الطقس في الكوكب الأحمر وتأثير التغيرات في الطبقة السفلى على الطبقات العليا وتلاشي الغلاف الجوي والتغيرات المناخية الموسمية ليقدم بيانات جديدة للإنسانية ترصد للمرة الأولى.



إرسال 1000 غيغابايت
كما سيعمل المسبار على إرسال 1000 غيغابايت من البيانات والمعلومات للمجتمع العلمي حول العالم ستكون متاحة لأكثر من 200 جهة علمية وبحثية حول العالم، فيما ساهم المشروع بتقديم معلومات بحثية منذ بدء العمل عليه قبل 6 سنوات إذ نشر الفريق العلمي للمسبار أكثر من 87 ورقة عمل وبحوث علمية متخصصة في دراسة الغلاف الجوي للمريخ تسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال الفضاء، كما تمكن الفريق من إنجاز أكثر من 41 مشروعاً مشتركاً بين باحثين وطلاب وعلماء في الإمارات وأمريكا وفرنسا.

وسيتعاون فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.



الغلاف الجوي للمريخ
وسيتقصى الفريق العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، وسيعمل على تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل: العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.

ويسعى فريق عمل "مسبار الأمل" إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.

ويحتاج المسبار الفضائي خلال رحلته إلى تغيير موضعه من وقت لآخر، وذلك لتوجيه ألواحه الشمسية باتجاه الشمس بهدف شحن بطارياته، ومن ثم إعادة توجيه لاقط الموجة الخاص به باتجاه كوكب الأرض بهدف المحافظة على الاتصال مع مركز العمليات والمراقبة.



5 اختبارات
وخضع "مسبار الأمل" لـ5 اختبارات بيئية في الفترة من يونيو (حزيران) حتى نهاية 2019، لضمان جهوزيته قبل موعد الإطلاق في 2020، وشملت تلك الاختبارات: اختبار الاهتزاز، واختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي، والاختبار الحراري، واختبار الفراغ، واختبار الصدمة.

ويزود المسبار بمجموعة من الأجهزة العلمية، تشمل كاميرا الاستكشاف (Emirates exploration Imager EXI)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية EMUS، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS.

وبحسب مركز محمد بن راشد للفضاء، فإن جميع الأجهزة تعمل بكفاءة عالية في مختلف الظروف البيئية المحيطة، حيث تم الانتهاء من التحقق من مختلف الجوانب المتعلقة بالبرمجيات وتركيب الهيكل والكاميرات والتحكم.

وتهدف وكالة الإمارات للفضاء الى تنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي الوطني ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة والمساهمة في تنوع الاقتصاد الوطني ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية السلمية في الدولة وتقديم الدعم الفني والاستشاري في مجال الفضاء لجميع الجهات المعنية في الدولة.