الأربعاء 15 يناير 2020 / 14:11

أي حيل استخدمتها إيران لتضخيم حشود تشييع سليماني؟

انتقد "مشروع كلاريون" الأمريكي اصطفاف التيار الإعلامي الرئيسي في الولايات المتحدة إلى جانب طهران في التصعيد الأخير مع واشنطن، وخصوصاً عقب اغتيال قاسم سليماني. وذكر أنه من اليسار الذي سيعارض أي شيء فقط لأنه صادر عن ترامب، وصولاً إلى الدول الأوروبية التي بالكاد جف حبر الاتفاق النووي حتى هرعت للتعامل مع النظام الإيراني الخبيث والاستفادة من الملايين خلال المسار، هنالك الكثير من هذا الإعلام المسرور إلى درجة العمل كوكيل للملالي.

وجهت وزارة التعليم جميع الأساتذة كي يطلبوا من التلاميذ كتابة موضوع عن سليماني إضافة إلى إضاءة الشموع والبكاء داخل صفوفهم

وأضاف المشروع، أنه حتى بعد يومي التظاهرات التي جمعت حشوداً كبيرة ضد النظام عقب فضيحة إسقاط الطائرة الأوكرانية، حيث وصف المتظاهرون سليماني بأنه إرهابي وطالبوا بتنحي المرشد الأعلى علي خامنئي، كان الإعلام الرئيسي يتصرف كآلة دعائية للنظام. ورداً على تركيز ذلك الإعلام على الحشد الكبير، رأى الكاتب السياسي حسن محمود أن موت سليماني كان ضربة سياسية وعسكرية كبيرة للنظام الإيراني، لذلك، حاولت طهران تحويل التشييع إلى آلية لضخ الحياة في ماكنتها الدعائية.

غير أن الحشد الكبير خلال التشييع و "الأسى التلقائي" كانا وهماً. ونقل محمود عن مواطنين إيرانيين كانوا موجودين على الأرض إشارتهم إلى حيل استخدمها النظام من أجل حشد هذه الجموع.

"ارتكبنا خطأ"
أبلغ النظام الطلاب في جامعة صنايع ضرورة حضور صلاة المرشد الأعلى علي خامنئي على جثمان سليماني في جامعة طهران من أجل الحصول على درجات النجاح في الفصل الدراسي الحالي. تم إقفال المدارس والجامعات. وأعلن النظام أنه سيقدم وجبات فطور وغداء وعشاء مجانية وكذلك النقل المجاني لحضور مراسم العزاء في شيراز. لكن بعض الحيل ارتدت على النظام.

على سبيل المثال، تم تقديم 1000 وجبة طعام إلى أشخاص جائعين فتناولوها على الفور ثم غادروا المراسم في وقت باكر. وقال مسؤولون في النظام: "لقد ارتكبنا خطأ، توجب علينا إقامة المراسم أولاً وعندها تقديم الطعام".

رمي الصور
في مدينة مشهد، قال شاهد عيان: "تم الإتيان بالحشد في مشهد عبر الباصات من عدد من القرى المختلفة. من قريتنا، التي تبعد 240 كيلومتراً، جلبوا 150 عائلة في الباصات، واعدين إياها بثلاث وجبات يومياً وإقامة مجانية. قال الشاهد أيضاً إن النظام سلّم صوراً لسليماني إلى مدنيين وطلب منهم وضع الصور على الزجاج الأمامي من سياراتهم، لكن معظم الأشخاص قاموا ببساطة برمي الصور من نوافذهم." وقال شاهد آخر إن معظم العاملين في سجن رجائي شهر أرسِلوا إلى التشييع.

مشاعر غير حقيقية
وجهت وزارة التعليم جميع الأساتذة كي يطلبوا من التلاميذ كتابة موضوع عن سليماني إضافة إلى إضاءة الشموع والبكاء داخل صفوفهم. واتصل مدير مدرسة هاتفياً بجميع الموظفين وأخبرهم بأن من يحضر مراسم تشييع سليماني ويأخذ صورة سيلفي فسيحصل على الجنة وعلى 200 تومان من المدرسة. ويوضح محمود أن هذه الأمثلة هي جزء فقط من مئات الحوادث التي أبلغ عنها المواطنون الإيرانيون. ويضيف أن ما حصل هو مشهد بارز لكنه غير مبني على المشاعر الحقيقية لغالبية المشيعين.

تاجر مخدرات
لقد حاول النظام جاهداً لتصوير سليماني على أنه "بطل قومي". أشار ممثل خامنئي في قوة القدس إلى أن "سليماني لم يحصل على ريال أو دولار مقابل مهماته". لكن يعلم الجميع أن سليماني كان يتمتع بشبكة تمويل هائلة بدءاً بالحرس الثوري مروراً بالبلديات والوقف والهلال الأحمر وصولاً إلى قوة القدس. حتى أنه تمتع بشبكة مالية مستقلة.

 كان بإمكان سليماني أن يوزع السيولة والأسلحة إلى قواته خلال 24 ساعة. لقد كان الرجل رقم واحد في الديبلوماسية الإقليمية للنظام الإيراني. وتابع محمود أن سليماني كان تاجر مخدرات غذى قوة القدس الإرهابية بالأموال الناتجة عن هذه التجارة.

وكتب محمود أن تحركات الشعب العادي في إيران والعراق أظهرت حقيقة أن قاسم سليماني كان جزاراً وحشياً لا يرحم وقد نشر الرعب في المنطقة بكاملها. وتوقع أن يكون الملالي والمتحمسون للنظام فقط هم من سيفتقدونه، مشيراً إلى أن الوقت وحده سيكشف إلى أي حد سيفتقدونه.