الأربعاء 5 فبراير 2020 / 21:50

سلطان بن سلمان: تعاون وثيق بين الإمارات والسعودية في مجال الفضاء قريباً

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أن الإمارات والسعودية، وطن واحد، تجمعهما علاقات تاريخية وروابط وثيقة، وتعاون بناء، ومحبة متبادلة، وأن النهج واحد والتطلعات راسخة وثابتة ومشتركة في مختلف المجالات، ويشكل اكتشاف الفضاء عنصراً مهماً ومشتركاً ودافعاً لنا للعمل سوياً بتناغم تام لما فيه خير وتقدم بلدينا والبشرية جمعاء.

وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ضمن أعمال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2020، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في دبي فيستفال آرينا، إن "قطاع الفضاء من المجالات الحيوية، التي تلقى اهتماماً متنامياً في كلا البلدين، وثمة رؤية مشتركة بهذا الخصوص، ونتطلع قريباً إلى توقيع اتفاقية بين السعودية والإمارات في هذا المجال، وأن تكون هناك أيضا رحلة مشتركة إلى الفضاء".

واستعرض تجربته الشخصية، باعتباره أول رائد فضاء عربي، وقدم العديد من النصائح للطلبة وللشباب وأهمية أن يتمسكوا بأحلامهم والنماذج المضيئة الناجحة، وأن البداية تكون من الانتماء وحب الوطن والتمسك بقيمه ورسالته النبيلة التي تدفع الشخص للنجاح، إذ لا يتعارض حب الوطن مع الوصول إلى النجاح الشخصي والعالمية، بل على العكس يشكل الدافع والرافعة إلى ذلك.

وأضاف أن "عام 1985 كان عاماً مغايراً ونقلة كبيرة في حياته، بل شكل منعطفا وطنيا بما تحقق فيه من إنجاز سعودي بالوصول إلى الفضاء ومعايشة حقيقية للطموح الوطني وسعادة كبيرة للقيادة والشعب السعودي، لاسيما أن هذه الفترة تميزت بحراك كبير في مجال الاتصالات البحوث والريادة في قطاع التقنية في المملكة، وبوجود فريق وطني مهيأ علمياً وبرصيد كبير من العلماء والبنية التحتية القوية".

الشيخ زايد
وتابع أنه "رغم الصعوبات إلا أن حلم الطيران ومعانقة الفضاء ظل متمسكاً فيه"، مشيراً إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان صاحب رؤية ونظرة مستقبلية وفكر وحكمة بعيدة الأفق، وكان لقاؤه به أمراً يبعث في النفس الفخر، فهو كان قريبا من نفسه وبمثابة الملهم والمحفز له حيث تشرف بلقائه واستمع منه إلى تجربته الرائدة في الفضاء.

ولفت إلى أن "عودته إلى الوطن بعد رحلة الفضاء حملت الكثير من الدافعية والقصص الوطنية التي عكست أهمية هذا الإنجاز الذي تكلل بالنجاح بدعم كبير من قبل القيادة السعودية ممثلة في الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، حيث كان هذا الحدث بمثابة فرحة وطن تجسدت في تفاعل كل أرجاء الوطن مع هذا الإنجاز".

وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن "تغيير المستقبل يبدأ من ذواتنا، ويتشكل من خلال ما نحمله من قيم رائعة ويجب أن تكون هي الأداة التي تسير بنا إلى العالمية، وهي أيضا أولوية وأهم من سباق العالم نحو الوصول إلى الفضاء، فالعمل الجماعي هو ما يميزنا".

وأضاف إن هيئة الفضاء السعودية، أطلقت مؤخرا برنامج أجيال الفضاء، الذي يركز على بناء أجيال تحمل لواء العمل والتطور والبحث المتقدم، مشيرا إلى أن السعودية تتميز بنمو عال في مجالات شركات الشباب في مختلف المجالات، وعن نفسه لديه 10 مستشارين من طلبة المدارس في مجال الفضاء.

وبين أنه "سوف يتم اطلاق برنامج تأهيل، للرواد الفضاء في السعودية، وهو برنامج نسعى من خلاله إلى بناء رأس مال بشري وكفاءات وطنية تمتلك المهارة والمعرفة للعمل في بحوث علوم الفضاء والمتقدمة، ونمتلك قاعدة كبيرة في السعودية من العلماء ورواد الفكر في مختلف المجالات محليا وعلى المستوى العالمي".

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أنه "سوف يتم الاعلان أيضاً عن برنامج متكامل للتعاون مع الجامعات في مجال تخصصات الفضاء"، وقال: "نتطلع إلى تعاون واسع المدى مع الإمارات في هذا المجال أيضاً، ونقل تجربة الإمارات في الفضاء إلى السعودية".

ووجه برسالة إلى الشباب والطلبة في أهمية متابعة طموحاتهم والتغلب على الصعاب، ودور الأب والأم في النجاح، حيث كان والديه الملهمين له لتحقيق طموحاته وأحلامه بتشجيعهما له، وحثه على الاستمرار في خدمة وطنه بما يحققه من نجاحات.

صناع المستقبل 
من جانبه، أكد وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، في كلمته، أن "المهرجان منصة تعليمية متميزة تجمع بين صناعة الابتكار ومستجداته، وتسلط الضوء على ممارساته الحديثة، وتضعنا في صورة حاضره ومستقبله، لتنقل هذه التوجهات والمعارف الهامة لطلبتنا، صناع المستقبل وحاملين راية الإمارات إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات".

وقال إن "مجال الفضاء ركيزة أساسية في المهرجان وفعالياته وجدول أعماله، باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية والهامة في مجال الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، إذ يتميز قطاع الفضاء بكونه نقطة انطلاق العديد من الابتكارات والتكنولوجيا التي تسهل حياتنا اليومية، فهذه التقنيات نشأت وعملت البشرية على تطويرها لأغراض فضائية في الأساس، ومن ثم جرى تخصيصها للاستفادة منها في العديد من المجالات الحياتية، وهذا يعني أن علينا مواصلة البحث والتطوير في هذا المجال بالاعتماد على أبنائنا الطلبة الذي لطالما جذبتهم هذه المجالات العلمية الشيقة وتميزوا فيها، لأنه سيضمن لنا ولدولتنا الحبيبة ولأجيالنا مستقبل مشرق ومميز".

وأضاف " على الشباب وكل من لديه شغف العمل في مجال الفضاء، أن يعدوا أنفسهم من الآن إلى خوض التحدي، فلدينا مشاريع تجاري بطموحاتها أهم نظيراتها العالمية، مشروع لاستكشاف المريخ مع مسبار الأمل الذي سينطلق في مهمته هذا العام بإذن الله، وآخر لبناء مستوطنة على الكوكب الأحمر بحلول العام 2117 انطلاقا من تطوير أبحاث هذه المهمة العلمية على كوكب الأرض في مدينة المريخ العلمية، ولكل واحد فيكم بيننا ممن شاركونا هذه الطموحات مكان ودور هام لأن يلعبه ويؤديه لتخلد دولتنا المزيد من الإنجازات، فكلمة المستحيل لا مكان لها في قاموس دولة الإمارات".

إمارتيون في المدار
إلى ذلك شهد المهرجان في اليوم الثاني من أعماله، تنفيذ جلسة بعنوان "إمارتيون في المدار" استضافت كلاً من هزاع المنصوري أول رائد إماراتي وزميله سلطان النيادي وأستاذ طب الأسرة في كلية محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الدكتورة حنان السويدي، ومدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية مدير برنامج رواد الفضاء سالم المري مساعد.

وتناولت الجلسة التجربة الإماراتية في مجال الفضاء وما رافق هذه التجربة من صعوبات وتحديات أفضت إلى نجاحها وجعلها نموذجاً عربياً مشرقاً يبعث على الأمل في ازدهار القطاع الفضائي على المستوى الإقليمي.