الخميس 26 مارس 2020 / 16:37

هل يفيد رفع العقوبات عن إيران كي تواجه كورونا؟

انتقد رئيس المجلس الأمريكي الدولي وعضو مجلس إدارة مجلة هارفرد الدولية الدكتور مجيد رافي زاده الدعوات الصادرة من سياسيين بارزين والتي تطالب برفع العقوبات عن إيران كي تستطيع مواجهة تفشي فيروس كورونا.

سياسة الضغط الأقصى للرئيس الأمريكي على إيران، والتي يجب على الأرجح أن تذهب إلى حد أبعد، تسير في الاتجاه الصحيح

ومن بين هؤلاء السياسيين المرشح إلى الرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز، لكن رفع العقوبات عن النظام العدواني في إيران سيكون خطوة خاطئة للغاية وفقاً لما يؤكده رافي زاده في "معهد غيتستون" الأمريكي.

أولوية إيران في مكان آخر
ما لا يدركه ساندرز وآخرون على ما يبدو هو أن إيران تعطي الأولوية لمغامراتها العسكرية الخارجية عوضاً عن نظامها الصحي الوطني. بعبارة أخرى، سيستخدم النظام بشكل شبه مؤكد العائدات الإضافية من أجل تسليح ميليشياته عبر المنطقة لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها وهو نمط لجأ إليه النظام في السابق.

وسط أزمة كورونا، صعّدت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها الصاروخية في العراق. قتل هجوم صاروخي عدداً من عناصر التحالف الدولي في معسكر التاجي في الحادي عشر من مارس الحالي. سقط تقريباً 18 صاروخ كاتيوشا من عيار 107 ميلليمتر على القاعدة مما أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني خلال الأسابيع الأخيرة.

تصعيد آخر في سوريا
في سوريا، تابع رافي زاده، صعّد النظام الإيراني جهوده لتجنيد شبان شيعة. جندت القوات المقاتلة في الميليشيات الإيرانية في سوريا ومن بينها سرايا العرين حوالي 9000 مقاتل من المجتمعات الشيعية في صيدا وداعل وإزرع وقد أرسلتهم للتدرب وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويمكن أيضاً مشاهدة التجنيد الكبير في شمال شرق البلاد حول نهر الفرات وبالقرب من محافظة دير الزور. تستغل إيران الأزمة الاقتصادية عبر تقديم حوافز للمقاتلين. "يسرع هؤلاء الشباب للانضمام إلى صفوف الميليشيات المدعومة من إيران بسبب تدهور ظروف المعيشة ونقص فرص العمل"، بحسب المرصد نفسه.

تشييع ومزيد من التجنيد
يرتكز أسلوب العمل الإيراني على استغلال غياب الاستقرار والأزمات في دول أخرى لكسب المزيد من النفوذ وتعزيز السياسات المناهضة للأمريكيين وللسامية. يضاف إلى ذلك أن حزب الله كان يساعد إيران في تجنيد المزيد من الميليشيات.

وينقل رافي زاده عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكره أنه في "القنيطرة، بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل، يواصل حزب الله اللبناني ترسيخ وجوده عبر جذب الشبان الذين تخلفوا عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية وهربوا من الملاحقة الأمنية للنظام. يسارع هؤلاء الشبان للانضمام إلى صفوف الميليشيات المدعومة من إيران بسبب تدهور ظروف المعيشة ونقص فرص العمل. يتركز اعتناق المذهب الشيعي وعمليات التجنيد في محافظة القنيطرة في مدينة البعث وخان أرنبة".

تهديد جديد
تم تأسيس ميليشيا شيعية جديدة في العراق مؤخراً. تسمي المجموعة نفسها باسم المقاومة الإسلامية لعصبة الثائرين. يرعى ويسلح النظام الإيراني هذه الميليشيا بشكل أساسي. في فيديو نُشر منذ فترة قصيرة، حذر رجل مقنع يحمل رشاشاً من أن الهجمات على قاعدتي التاجي وبسماية ليست سوى بداية هجوم أوسع.

وفي بيان آخر، أعلنت المجموعة تعهدها مهاجمة القواعد العسكرية والسفارة الأمريكية خلال الأيام المقبلة حتى يغادر الأمريكيون البلاد وستصعّد عملياتها أكثر في حال رفض الجيش الأمريكي ذلك.

وفي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأصدقاء الجنديين الأمريكيين والجندي البريطاني الذين قُتلوا في هجوم صواريخ الكاتيوشا الأخير، أمرتهم المجموعة "بالمغاردة بشكل عمودي قبل أن نجبرهم على المغادرة بشكل أفقي".

لتشديد سياسة ترامب

أكد رافي زاده أن فكرة استخدام الملالي الحاكمين في إيران وأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم العائدات الإضافية الناتجة عن رفع العقوبات من أجل غايات إنسانية هي فكرة غير منطقية بالكامل. إن تخفيف العقوبات سيعزز النظام الإيراني ويعطيه الجرأة على إنزال الضرر بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها وسيقتل المزيد من الأمريكيين.

وأضاف: "إن سياسة الضغط الأقصى للرئيس الأمريكي على إيران، والتي يجب على الأرجح أن تذهب إلى حد أبعد، تسير في الاتجاه الصحيح".