الثلاثاء 28 أبريل 2020 / 17:04

توزيع دروع ثلاثية الأبعاد مجاناً على الأطباء المصريين

منذ أن بدأت عدوى فيروس كورونا المستجد بالانتشار في مصر، حرص يحيى دوير على سهر الليالي لرعاية مرضاه، متسلحاً بواق للوجه ثلاثي الأبعاد هو بمثابة "درع" يحميه من الوباء.

وتم توزيع تلك الكمامات الخاصة التي أنتجتها شركة "الجيزة سيستمز" للتكنولوجيا ومقرها في القاهرة، على آلاف الأطباء في جميع أنحاء البلاد مجاناً.

كان دوير، وهو رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى الشيخ زايد آل نهيان في إحدى ضواحي القاهرة الشعبية، من أوائل العاملين الطبيين الذين تلقوا قناع الوجه المنتج بكلفة منخفضة نسبيًا والمصمم ليكون ذا فاعلية.

واتصل دوير بالشركة من خلال موقع فيسبوك، بعد أن لاحظ مشاركة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تدعو الأطباء إلى الاستفادة من واقي الوجه، في الوقت الذي لم يكن القناع متاحاً في الأسواق.

ويتألف القناع من غطاء بلاستيكي متصل بشريط مطاطي ملفوف حول الرأس يمنع انتقال المرض. وأضاف دوير أن هذه الكمامات الخاصة "أسهل من ارتداء النظارات الواقية ويمكن تنظيفها بسهولة ونقوم بتطهيرها لمدة 20 دقيقة في البلازما بعد انتهاء مناوبتنا".

وتجاوز عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في مصر 4000 هذا الأسبوع مع تسجيل أكثر من 300 حالة وفاة حتى الآن بينهم أربعة الأطباء، بحسب نقابة الأطباء.

دفع نظام الرعاية الصحية المتدهور في مصر الأطباء إلى شراء معدات الحماية الشخصية الخاصة بهم أو البحث عنها خارج نطاق الحكومة.

ونظراً لهذا النقص الكبير، قررت شركة "الجيزة سيستمز" التدخل مستخدمة تكنولوجيا التصنيع الرقمي مع فريق من المهندسين الذين يعملون في مختبر يسمى "مشروع النيتروس".

وقال محمد الحصري مدير الشركة ان "مشروع النيتروس يهدف إلى إيجاد حلول يومية لذوي الإعاقة، مع مواجهة البلاد لفيروس كورونا، فكّرنا في كيفية استخدام التكنولوجيا ذاتها لمساعدة الأطباء في المستشفيات".

وأوضح "نظرًا لأن لدينا خبرة في التكنولوجيا المساعدة، توجهنا إلى المستشفيات وسألنا عن احتياجاتهم، وهكذا توصلنا إلى تصنيع دروع الأوجه".

إنتاج ألفي قناع يومياً
بدءاً من طابعة ثلاثية الأبعاد تنتج 50 قناعاً واقياً للوجه يومياً، قام الحصري وفريقه بتطوير النموذج الأولي باستخدام قاطعات الليزر. وتوزع الشركة الآن نحو 2000 قناع يومياً على الأطباء في جميع أنحاء البلاد.

ولعب المتطوعون دوراً أساسياً في التأكد من تلقي الأطباء دروعهم المطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد عن طريق التعبئة لساعات طويلة، مثل الطالب الجامعي عبد الرازق صبري الذي يبلغ من العمر 21 عاماً.

ودخلت شركة التكنولوجيا في شراكة حتى الآن مع نحو 25 مستشفى عاماً وخاصاً. ونتيجة حرص دوير وتحركه السريع لحماية طاقمه الطبي من الفيروس، اختارت وزارة الصحة المستشفى الذي يعمل فيه ليكون واحداً من مراكز العزل الرئيسية حيث يمكن للمصابين التعافي.