الثلاثاء 19 مايو 2020 / 20:57

الإمارات تطور تقنية سريعة لاكتشاف كورونا باستخدام أشعة الليزر

أعلن مختبر "كوانت ليز" ذراع البحث الطبية في الشركة العالمية القابضة "IHC" المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، اليوم الثلاثاء، تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوانٍ، ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق.

وستعزز التقنية الجديدة مكانة الإمارات باعتبارها مركزاً دولياً للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا، في وقت يتسابق فيه علماء العالم للوصول إلى أسرع التقنيات وأدقها لفحص الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، وربما يعزز القدرة على تحديد حاملي المرض قبل أن يصبح معدياً ويشكل خطراً أوسع.

وستمكن هذه التقنية المتخصصين من إجراء الفحوصات على نطاق واسع بما يعزز القدرة على تتبع الحالات وكبح تفشي المرض بين القوى العاملة.

حماية المجتمع
وعبر وزير الصحة ووقاية المجتمع عبدالرحمن بن محمد العويس، عن تفاؤله بهذا الاكتشاف، وقال: "نتابع باهتمام كافة الابتكارات والتطورات المتعلقة بالتصدي والاكتشاف المبكر والسريع لفيروس كورونا، نحن منفتحون على جميع الجهود التي من الممكن الاستفادة منها لمنع انتشار الفيروس ويتابع مسؤولو الصحة بشكل متواصل تقدم تجارب كوانت ليز لاختبار هذه المعدات ونحن متفائلون بعد اختبار فعالية الجهاز الجديد فهذا ابتكار تكنولوجي فعال يمكنه توفير حماية أفضل لمجتمعنا، نأمل بأن يساهم هذا التطور في تعزيز الجهود الوطنية المبذولة في هذا الإطار، خصوصاً، أن القيادة تولي التطور التكنولوجي والمعرفي أهمية كبرى وتحديداً في مجال البحث العلمي المتعلق بالقطاعات الصحية".

من جانبه، قال قائد فريق الباحثين في المختبر الدكتور بروماد كومار، الذي درس وحلل في الأشهر القليلة الماضية التغيرات في بنية خلايا دم المصابين بالفيروس، إن "الأداة، التي تستخدم المجهر الإلكتروني، ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان".

وأضاف "في الواقع، تستطيع تقنية DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس في ثوان، إلى جانب أنها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة، ويعتبر الجهاز مناسباً للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة مثل دور السينما ومراكز التسوق، ومع القليل من التدريب العملي، نعتقد أنه سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا".

وعن نظام التشخيص، قال الدكتور كومار إن "نموذج الذكاء الاصطناعي AI المتقدم في تحليل الصور يتوقع نتائج كل صورة بسرعة ووفقاً لمقياس دقيق جداً، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في برامج الاختبار واسعة النطاق".

واستعانت كوانت ليز بالمعرفة الفنية لـG42، وهي شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، لزيادة تعزيز برنامج الليزر بطريقة تفوق القدرة البشرية.

وتعليقاً على هذا الاختراع، قال عضو مجلس إدارة الشركة العالمية القابضة نادر أحمد الحمادي: "تفخر الشركة العالمية القابضة بدورها في الجهود الخلاقة التي تبذلها قيادة الإمارات من أجل مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد، خاصة فيما يتعلق بالاختبار ورفع مستوى الوعي".

مسار الاختبارات
وشرح الدكتور كومار، مسار الاختبارات وقال: "في المرحلة الأولى التي شملت 1000 شخص، أجرينا بعض التعديلات على الاختبارات ومن ثم طبقناها على بقية مراحل الاختبارات، ومرت العملية بعدة مراحل وجرت كلها عبر التنسيق المباشر مع السلطات المسؤولة عن الشؤون الصحية".

ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا الجديد، جائحة عالمية في مارس (آذار) الماضي يحاول العلماء تطوير تقنية تقلل من الوقت الذي يتطلبه التشخيص من جهة، وتمكن الأطباء من التركيز على المرضى حسب الحاجة من جهة أخرى، علما بأن فترة التشخيص التي تستغرقها الفحوصات الحالية تتجاوز بضع ساعات.

وأشار الدكتور كومار في هذا الصدد إلى أن "المختبر يأمل أن يتمكن من إدراج هذا المنتج في السوق في غضون أشهر قليلة"، وأضاف "فيما يتعلق بالفحص في مرحلة مبكرة، تستطيع تقنية DPI كشف الفيروس بمجرد إصابة خلايا الدم بالعدوى، وغايتنا الوصول في النهاية إلى الدقة القصوى في النتائج".

ويعد تمكين البحث العلمي وتشجيع الابتكارات والاختراعات العلمية الرامية لتحقيق رفاه الناس من بين أبرز ركائز الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم التي أعلنتها حكومة الإمارات في فبراير (شباط) 2018، حيث تحض الاستراتيجية، أيضا، على التعاون مع المؤسسات الدولية والشركات العالمية الرائدة المتخصصة في مجال الابتكار.