عمال يتظاهرون في قطر احتجاجاً على تأخر رواتبهم (تويتر)
عمال يتظاهرون في قطر احتجاجاً على تأخر رواتبهم (تويتر)
السبت 23 مايو 2020 / 23:04

فيديو| عمال يتظاهرون في الدوحة والسلطات القطرية تقر بالواقعة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة تظاهرة نظمها عمال أجانب احتجاجاً على عدم دفع أجورهم، مما أعاد إلى الواجهة قضية الانتهاكات المستمرة لحقوق العمال التي انتقدتها العديد من المنظمات الدولية، فيما أقرت الحكومة القطرية بالواقعة وقالت إنها "فتحت تحقيقاً".

وأظهرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، نحو 100 شخص يغلقون، أمس الجمعة، طريقاً رئيسياً في حي مشيرب في الدوحة على مرأى من عناصر الشرطة.

وقالت وزارة العمل القطرية في بيان، إنه "رداً على تأخر الرواتب، نظم عدد قليل من العمال الأجانب احتجاجا سلميا في منطقة مشيرب في 22 مايو".

وادعت الوزارة أنه "بعد تحقيق فوري فإنها اتخذت خطوات لضمان دفع جميع الرواتب على الفور في الأيام المقبلة"، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

ومن جهة أخرى، شهد موقع تويتر حالة من الغضب بسبب أوضاع العمال في قطر، إذ نشر أحد المستخدمين، يدعى ماجد، مقطع فيديو يوثق تظاهرة العمال، معلقاً عليه بالقول: "مظاهرات في قطر ينظمها المهاجرون العمال بعد انقطاع الرواتب وتأخرها منذ شهور"، مضيفاً "قناة الجزيرة تحاضر عن الحقوق ولم تشاهد من شبابيك مبنى الجزيرة هذه المطالبات وما يتعرضون له من قمع ولن تجد صوتا لمطابخ ودكاكين حقوق الانسان".
ووجهت الكاتبة نورة شنار نداء لحماية العمال الأجانب بقطر، وقالت: "عمال قطر بلا طعام ولا رواتب بعد الضغوط المالية والبعد عن أهاليهم، وفي مطلع هذا الشهر سجلت حالات انتحار كثيرة.. نداء لحقوق الإنسان التدخل العاجل لحماية العمال الأجانب بقطر، وإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى قطر".

وتساءل مغرد آخر يدعى "غالي" كيف تقبل الفيفا قيام مباريات كأس العالم في قطر على أنقاض عمال البناء، وكتب: "كيف تقبل الفيفا قيام مباريات كأس العالم في قطر على أنقاض عمال البناء؟ وهل تقبل الدول مثل أمريكا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا أن تلعب منتخباتهم على ملاعب سالت عليها دماء عمال أبرياء؛ بسبب النظام القطري...".


وغرد الناشط على تويتر سلطان دخيل: "قطر تواصل مسلسل انتهاك حقوق العمالة.. عمال أجانب يتظاهرون في الدوحة مطالبين بدفع أجورهم".

أما المستخدم عمار، فقال: "قطر تستخدم القوة والضغط على عمال وموظفين مشاريع مرافق كأس العالم 2022".
وقال مغرد  آخر يدعى سعيد: "عمال قطر بلا طعام ولا رواتب بعد الضغوط المالية والبعد عن أهاليهم. وفي مطلع هذا الشهر سجلت حالات انتحار كثيرة". وتابع: "نداء لحقوق الإنسان التدخل العاجل لحماية العمال الأجانب بقطر، وإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى قطر".

وغرد مستخدم أخر قائلاً: "في دويلة قطر التي تتغنى بحقوق الانسان عبر قناة بني صهيون ..الآن مظاهرات عمالية كبيرة في الدوحة بسبب تأخير دفع أجورهم قبل عيد الفطر..لايعلم هؤلاء العمال الذين أغتربوا وتركوا أهاليهم .. أن مرتباتهم ذهبت إلى خزينة العلج أردوغان .. كان الله في عون المساكين".

وأعادت هذه الأحداث قضية حقوق الأشخاص العاملين في المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2020 الذي سيقام في قطر، إلى الواجهة، خاصة مع استمرار الانتقادات الدولية الموجهة لقطر بشأن تعاملها مع اولئك العمال.

العمال وأزمة كورونا

وتعتمد قطر على العمالة الأجنبية، ومعظمهم من الهند وباكستان ونيبال وسريلانكا، إلا أنها واجهت انتقادات دولية ومن منظمات معنية بحقوق الإنسان، بسبب الأوضاع السيئة التي يعيش فيها هؤلاء

وتعرّضت الدوحة لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب حقوق العمالة، فيما عانى العمال الأجانب في قطر من انتشار فيروس كورونا المستجد، فأصيب به عدد كبير منهم أو باتوا بدون عمل.

وما زالت قطر تضرب أسوأ الأمثلة في معاملة العمال الوافدين على أراضيها، وتركت الباحثين عن الرزق فريسة لفيروس كورونا.

ودائماً ما كانت مخيمات العمال الوافدين في قطر محل انتقادات جماعات حقوق الإنسان بسبب تكدسها وسوء الأوضاع المعيشية.

وانتقدت منظمة العفو الدولية في وقت سابق تعريض الحكومة القطرية آلاف العمال والمهاجرين في المنطقة الصناعية بالعاصمة الدوحة لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).

وكشفت المنظمة الدولية في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": أن "أجزاء من المنطقة الصناعية في قطر، –وهي بمثابة مخيمات سكنية لعدد كبير من العمال المهاجرين- قد تم إغلاقها بشكل مُحكم بعد إصابة مئات من عمال البناء بـفيروس كورونا".

وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يصارع العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، يتعرض العمال المهاجرون والمحاصرون لخطر الإصابة بالفيروس، مؤكدة أنه "من المعروف أن معسكرات سكن العمال في قطر مكتظة وتنقصها خدمات المياه والصرف الصحي الضرورية ما يعني أن العمال هم حتماً أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس".

وأوضحت المنظمة أنه يتوجب على الحكومة القطرية أن تضمن بقاء حقوق الإنسان في جوهر محاولات الوقاية والاحتواء من فيروس كورونا، وضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية والوقائية والعلاج لجميع المتضررين، وبدون تمييز، كما دعت المنظمة قطر إلى ضمان عدم تهميش العمال المهاجرين بشكل أكبر في ظل هذه الأزمة.