الثلاثاء 7 يوليو 2020 / 22:41

اتفاقية بين وزارة التربية وجامعة محمد الخامس أبوظبي لتطوير مناهج اللغة العربية

وقعت وزارة التربية والتعليم وجامعة محمد الخامس أبوظبي، أمس الإثنين، اتفاقية تفاهم وتعاون في مجال تطوير المناهج وطرق التدريس الخاصة باللغة العربية، وذلك إيماناً من الطرفين بـأهمية التعاون في مجال تطوير مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها، بما يعود بالفائدة على مستخدميها، وفتح الآفاق أمام دارسيها، والارتقاء بأساليب تدريسها.

ووفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، شهد توقيع الاتفاقية وزير التربية والتعليم حسين بن ابراهيم الحمادي، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حمدان مسلم المزروعي.

تأسيس أكاديمية اللغة العربية
وتهدف الاتفاقية، ضمن أهداف أخرى، إلى العناية باللغة العربية من خلال التركيز على طرق التدريس وتطويرها كما يتناسب ومتطلبات العصر، وإعداد الأطر المؤهلة في اللغة العربية وعلومها، تنفيذاً للأهداف والاستراتيجيات المعتمدة في الدولة.

كما سيشمل هذا التعاون إعطاء أولوية في تعيين خريجي جامعة محمد الخامس أبوظبي المؤهلين كمعلمين في مدارس الدولة في القطاعين العام والخاص، كما تسعى الاتفاقية إلى المساهمة في إعداد الخطط العلمية الخاصة ببرامج اللغة العربية وكل ما يتصل بها من المواد والمناهج والمقررات، وفق أفضل الممارسات المعتمدة.

وسيعمل الطرفان على تأسيس أكاديمية للغة العربية كخطوة ثانية لتكون شاملة لكل ما يتعلق باللغة العربية.

وأكد حسين الحمادي أن "رؤية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وعنايته الفائقة باللغة العربية تجسدت في إطلاق العديد من المبادرات الوطنية والعالمية لخدمة اللغة العربية، والتي كان آخرها قراره بإنشاء مركز أبوظبي للغة العربية الذي "يتولى وضع الخطط والاستراتيجيات الخاصة به للنهوض باللغة العربية واقتراح التشريعات اللازمة لتمكين اللغة العربية وتعزيز استخدامها، وهذا كله يعكس إيمان القيادة بدور لغة الضاد في تعزيز الهوية الوطنية والعربية، ودعم حضورها على جميع الأصعدة.

وتعليقاً على أهداف الاتفاقية وأهميتها، أفاد أن "الإمارات بكافة مكوناتها وأجهزتها حريصة على المحافظة على اللغة العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات، وذلك عملاً بتوجيهات قيادة الدولة في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز حضورها على الصعيد العالمي".

وأشار إلى أن "أكاديمية اللغة العربية المزمع تأسيسها ستسهم بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، ولاسيما مركز أبوظبي للغة العربية، في تطوير برامج تعليم اللغة العربية، مما يعزز فرص توسيع نطاق الشراكات لتعزيز دور الجامعة في خدمة اللغة العربية والحفاظ عليها".

وقال الحمادي إن "الاتفاقية تسعى إلى صياغة إطار جديد يحمل رؤية تربوية مشتركة وتكاملية، وتعاون مثمر على صعيد دعم جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز مكانة اللغة العربية وتطوير برامجها الدراسية، وتأسيس منطلقات علمية رصينة للبحث اللغوي المعاصر الذي يربط اللغة العربية بالعلوم الحديثة كعلوم الحاسوب واللسانيات، ويسخّر إمكانات هذه العلوم لخدمة العربية وأبنائها في كل مكان".

وأكد أن "بناء برامج دراسية تدمج العربية بالحياة المعاصرة، وحاجات الناس اللغوية فيها، في زمن متسارع تتسابق فيه اللغات إلى الصدارة في القبض على مفاصل المعارف المؤثرة، ومجالات الحياة الفاعلة، أمر نتطلع إليه ونحرص على تحقيقه".

وأضاف "نحن اليوم، نقف على خط متساو من المسؤولية نحو أبنائنا الطلبة، ونحو لغتنا العربية، في إطار من التكاملية والتشارك، ونتطلع معا إلى وضع حجر زاوية لتكريس واعتماد أفضل برامج اللغة العربية، وتطوير المناهج وطرق التدريس الخاصة بها وبعلومها، وإعداد المنهجية الخاصة بذلك، والانطلاق بعد ذلك إلى تأسيس برامج رصينة في الدراسات العليا، وفي مجال تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، ليغذي هذا كله البحث العلمي فتكون الإمارات مركز إشعاع عالمي للغة العربية، وقبلة للباحثين والدارسين".

وذكر أن "وزارة التربية والتعليم مهتمة بهذا التوجه الرامي إلى بناء الفكر وتطوير مهارات طلبتنا في اللغة العربية، وهذا ما وجهت به القيادة الرشيدة، وهو ما يشكل توجهاً وطنيا جوهريًا حاسمًا، ونحن بدورنا نعمل على ترسيخ ممكنات التعلم التي تعتمد في أساسها على التمكن من اللغة العربية قراءة وتحدثًّا وكتابة، وهذه غاية لن تتحقق إلا بالنظر في واقع العربية نظرة متحررة من قيود التقليد والتنميط، متسلحة بالمعرفة العلمية الحديثة، ومنفتحةً على كل الأفكار الجديدة التي يمكن أن تسهم في تطوير تعليم العربية وتعلمها، كما أنه لن يتحقق إلا بمثل هذه التكاملية، وهذا التعاون الذي نطمح أن نرى نتائجه تتحقق على أرض الواقع بتمكين أبنائنا من إعادة إنتاج المعرفة، والتركيز على التنمية المستدامة، ومفاهيم الريادة والابتكار، والمواطنة والانتماء".

وأشار إلى أن "توقيع الاتفاقية الثنائية بين وزارة التربية والتعليم وجامعة محمد الخامس، أبوظبي، بداية مثلى للتعاون في واحدة من أهم المعارف والمجالات"، موضحاً بأن اللغة وعلومها وبرامجها مرتكز عظيم من مرتكزات تطوير التعليم، والتمكن من المعرفة، والتقدم في العلم. ونحن بهذا التصور نؤسس لمظلة واسعة، تدعم للغة العربية وبرامجها، وتحقق الإشباع المعرفي للمنتسبين إليها.

تعزيز حضور اللغة
من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حمدان مسلم المزروعي، أهمية الاتفاقية في تطوير مناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وأفاد بأن جامعة محمد الخامس أبوظبي حريصة على ترسيخ مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي، تنفيذاً لرؤية القيادة في جعل الجامعة منارة ثقافية لنشر اللغة العربية وتعريف العالم بالحضارة العربية والإسلامية وأهم إنجازاتها.

وأوضح أن "الجامعة ستوقع قريباً اتفاقية ثلاثية مع وزارة التربية والتعليم ومركز أبوظبي للغة العربية بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى تمكين اللغة العربية في المجتمع عامة ومؤسسات التعليم خاصة، ودعم حضور اللغة العربية في الساحة الوطنية والعالمية"، مشيراً إلى أن الجامعة حريصة على استقطاب أفضل الكفاءات العلمية وتكوين الكوادر المختصة في اللغة العربية وتصميم برامج أكاديمية عالية الجودة.

وقال المزروعي إن "هذا التعاون مع سيسهم في تعزيز دور الجامعة كمركز علمي مرموق في مجال الدراسات الإسلامية واللغة العربية والعلوم الإنسانية، ويمكنها من تحقيق رؤية القيادة في نشر معالم الثقافة العربية بطريقة حضارية وإنسانية، تقوم على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على ثقافات وشعوب العالم المختلفة".