أهرامات الجيزة في القاهرة (أرشيف)
أهرامات الجيزة في القاهرة (أرشيف)
الإثنين 3 أغسطس 2020 / 12:25

القاهرة ترد على ماسك: "الأهرامات بنتها أيادٍ مصرية خالصة"

رفض أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية مصطفى وزيري تصريحات الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" التي قال فيها: "من الواضح أن كائنات فضائية، بنت الأهرامات".

وقال وزيري، في أول تعليق رسمي مصري على تصريحات الملياردير الأمريكي في تغريدة على حسابه بتويتر، إن "هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة، والأهرامات بنتها أيادٍ مصرية خالصة، وهناك قرية للعمال المصريين الذين شاركوا في أعمال البناء والتشييد".

وأضاف وزيري، في تصريحات عبر الهاتف من الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك بردية تسمى وادي الجرف، تتحدث عن رئيس العمال، وعدد العمال الذين كانوا يعملون في بناء الأهرامات، مشيراً إلى أن المحاجر التي جلبت منها الأحجار موجودة حتى اليوم، وكذلك الأدوات التي استخدمت في البناء.

وتابع قائلاً: "من العيب أن يتحدث البعض عن بناء كائنات من الفضاء الأهرامات، ومن قال هذا الكلام  مخطئ تماماً".

وأشار إلى أن الإعجاز في العمارة والفنون بمصر القديمة لا يتوقف عند الأهرامات، لافتاً إلى الإعجاز في مقابر وادي الملوك، ومقابر وادي الملكات.

وتساءل وزيري قائلاً: "ماذا عن الفن في تلك المقابر، وماذا عن معبد رمسيس الثاني المنحوت في الجبل بأبو سمبل ، والإعجاز في الكثير من الآثار المصرية ؟".

بدروهم، حذَر باحثون وآثاريون مصريون، من مزيد من "النظريات المشبوهة" عن الحضارة المصرية القديمة.

وطالب باحثون وخبراء سياحة مصريون في تصريحات في مدينة الأقصر الغنية بمئات المقابر، وعشرات المعابد القديمة في صعيد مصر، بإنشاء مرصد وطني مصري، لرصد ما ينشر في وسائل الإعلام العالمية، والتواصل الإجتماعى من معلومات مغلوطة ونظريات مشبوهة.

وقالوا إن "هذه النظريات تستهدف النيل من الحضارة المصرية القديمة، والتشكيك في منجزاتها العلمية والهندسية والفنية، وما تركته من تراث إنساني ضخم، يتمثل في الأهراماتن والمعابد، والمقابر، والرسوم، والمنحوتات التي توثق تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، وتحكي للأجيال ما حققته تلك الحضارة من تقدم علمي وهندسي وفني، لافت قبل آلاف السنين".

وأجمع عالم المصريات الدكتور منصور النوبي، ورئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبو زيد، والباحث والمرشد السياحي محمد عبد الحميد، والخبير السياحي ورئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان، على ضرورة الرد على هذه النظريات عن حضارة وآثار مصر القديمة.

وكشفوا الترويج للكثير من النظريات المغلوطة والمشبوهة في السنوات الماضية عن حضارة مصر القديمة، وبناء الأهرامات بنظام السخرة، وأن توت عنخ آمون ليس مصرياً.

وطالب الباحثون بوقف أي تحليل للحمض النووي من مومياوات قدماء المصريين، وإشراك مصر في أي بحوث مماثلة، وذلك لتصديل لما يثار من نظريات خاطئة عن حكام وشعوب مصر القديمة.

واحتج عالم المصريات الكبير، الدكتور زاهي حواس، أخيراًَ على نشر الصحف البريطانية، مقالات ربطت بين إلقاء بريطانيين تمثال تاجر رقيق وسط مياه النهر، في تظاهرات مناهضة لعنف الشرطة البريطانية ضد السود، وبين بناء الأهرامات، وادعاء أن العبيد هم الذين بنوا الأهرامات المصرية.

وأعلن حواس أن تعليق الصحف البريطانية علي إلقاء تمثال تاجر الرقيق في النهر وربطه بالأهرامات وبنائها بالسخرة، أمر مثير للسخرية لأن الأهرامات لم تبن بالسخرة.

وأكد حواس، في بيان أصدره للرد على مزاعم الصحافة البريطانية عن بناء الأهرامات، أن كشف مقابر العمال بناة الأهرام، تحت سفح الأهرامات، يؤكد للعالم أجمع أن الأهرامات لم تبن بالسخرة.

يذكر أن النيل من الأهرامات المصرية، ونشر شائعات وأكاذيب مغلوطة عن بنائها، أمر متكرر في الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية، التي تنشر مقالات وتقدم عروضاً لكتب عن مزاعم تروج لأفكار من خيال كتابها الذين يسعون إما للشهرة، أو لتحقيق أهداف مؤسسات مشبوهة تسعى للتشكيك فيما تمتع به قدماء المصريين من ريادة في شتى أنواع العلوم والفنون من هندسة وفلك ورسم ونحت وطب وعمارة، مثل المزاعم المتكررة بأن الأهرامات بنتها كائنات من السماء.