السبت 3 أكتوبر 2020 / 20:24

برعاية أم الإمارات.. حوارات الاستعداد للخمسين تبحث تعزيز دور المرأة

أطلقت لجنة الاستعداد للخمسين بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام مجموعة من الجلسات الحوارية لخطة الاستعداد للخمسين بعنوان "التخطيط للخمسين.. المرأة سند للوطن"، بمشاركة 20 متحدثاً من الوزراء والقادة والمسؤولين في جهات حكومية اتحادية ومحلية، ونخبة من الشباب وممثلين لمختلف القطاعات الحيوية، لبحث سبل تعزيز جهود التخطيط للخمسين عاماً المقبلة، ودعم مشاركة المرأة الإماراتية فيها.

وذلك تجاوباً مع مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة لدولة الإمارات الذي أطلقه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يستهدف إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل الإمارات ووضع محاور ومكونات خطة مئوية الإمارات، الخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة وذلك ضمن أجندة عام الاستعداد للخمسين، وبرعاية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك .

وتهدف الجلسات النقاشية إلى رسم ملامح مستقبل المرأة في الخمسين عاماً المقبلة التي تبدأ من العام المقبل 2021، وشهدت تفاعلاً مجتمعياً إذ شارك بها 1500 من أفراد المجتمع والمسؤولين الحكوميين الذين حضروا الجلسات عن بعد وأثروا النقاش بمجموعة من الأسئلة وفق رؤاهم للخمسين عاماً المقبلة.

تمكين المرأة
وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك، إن "الإمارات تمكنت من التواجد ضمن مصاف دول العالم في ملف تمكين المرأة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، بتفعيل قرارات عكست مدى التقدير لدورها، والحرص على منحها الفرصة الكاملة للمشاركة في مسيرة البناء والتطوير ضمن مختلف المجالات، وذلك بفضل القيادة وتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحكام الإمارات".

وأعربت الشيخة فاطمة بنت مبارك، في كلمتها التي ألقتها نيابة عنها مديرة الاتحاد النسائي العام نورة خليفة السويدي، عن سعادتها بتواجد القيادات وكبار المسؤولين وصناع التغيير من أبناء وبنات الوطن، الذين اجتمعوا لهدف واحد وتحت مظلة واحدة، لرسم نموذج للمرأة الإماراتية للخمسين عام القادمة، نودع فيها 50 عاماً حافلاً بالإنجازات والمكاسب، بفضل دعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الذي منح المرأة كل الاهتمام والرعاية، وجعل من حماية حقوقها ومصالحها هدفاً استراتيجياً، سنت الدولة من أجلها القوانين، ووضعت الأطر التشريعية والتنظيمية اللازمة لجعل مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة ممارسة حياتية فعلية.

وقالت: "لا يسعني في هذه المناسبة، إلا أن أذكر كل أم وكل زوجة، بأن بيتها وأبناءها هم الأساس، فإن تربية جيل صالح من الأبناء، هو العمل الأساسي للمرأة وعلى كل امرأة أن لا تغفل عن ذلك مهما تعددت التزاماتها الوظيفية، وعلينا أن نؤكد دائماً على أن استقرار الأسرة الإماراتية وتعزيز مكانتها وتقوية نسيجها وتمتين روابطها وتماسكها هو الضمان الحقيقي لاستقرار دولتنا وترسيخ هويتنا الوطنية، إلا أننا نتطلع اليوم لأن نعمل يدا بيد لاستشراف مستقبل المرأة الاماراتية لإعداد قيادات نسائية قادرة على أن تكون سندا حقيقيا للوطن مع الرجل".

وأبدت أم الإمارات ثقتها الكبيرة في قدرة المرأة الإماراتية على تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية والوظيفية وقالت إن "المرأة الإماراتية مصدر إلهام لجميع سيدات العالم، ونحن مستمرون بدعمها و حريصون على توفير جميع الخدمات للحفاظ على استقرارها.. ونأمل أن يخدم هذا الجمع الأهداف الاستراتيجية التي انعقد من أجلها في سبيل الخروج بمجموعة من التوصيات التي من شأنها تعزيز دور المرأة الإماراتية كركيزة أساسية في التنمية المستدامة للخمسين عاماً المقبلة".

فرص جديدة
وأكدت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل أمين عام لجنة الاستعداد للخمسين عهود بنت خلفان الرومي، أن "مشروع تصميم الخمسين الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يمثل توجها للتفاعل المجتمعي الذي يتيح لأفراد مجتمع الإمارات تصميم أفكار ومشاريع بشكل تشاركي لرسم ملامح المستقبل في القطاعات والمجالات كافة ولتكون بين مدخلات خطة الإمارات التنموية الشاملة".

وقالت الرومي: "لجنة الاستعداد للخمسين برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبتوجيهات منه، قامت بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية لتصميم خطة الإمارات التنموية بالشراكة مع أفراد المجتمع، ونعمل في عام الاستعداد للخمسين وضمن الفريق الوطني لخطة الاستعداد للخمسين على عقد سلسلة من الجلسات النقاشية المعمقة بالشراكة مع المؤسسات الحكومية في الدولة في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتعليم والصحة والمجتمع وغيرها والتي تهدف إلى استخلاص آراء وأفكار أفراد المجتمع لتكون جزءاً من مدخلات الخطة التنموية الشاملة للإمارات في الخمسين عاما التالية".

وأضافت أن "الجلسات النقاشية التي تم عقدها في محور المرأة برعاية كريمة من الشيخة فاطمة بنت مبارك تحتفي بخمسين عاماً من إنجازات المرأة الإماراتية وتعد لخمسين عاما جديدة عنوانها شراكة كاملة للمرأة والرجل الإماراتيين في وضع الأسس الكفيلة لاستكمال قصة نجاح الإمارات والوصول بها إلى المراكز الأولى عالميا بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها".

وأكدت أن "قيادة الإمارات تركز على الدور المؤثر للمرأة في تخطيط وتنفيذ التوجهات والرؤى المستقبلية خلال العقود الخمسة المقبلة، بما يسهم بالوصول بالإمارات إلى المراكز الأولى عالميا في مختلف المجالات، وأن تركيز هذه الحوارات على تعزيز ريادة المرأة وتمكينها يجسد هذا التوجه ويسهم في فتح فرص وإمكانات جديدة للمرأة الإماراتية للمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل".

وتابعت أن "كل فكرة نصممها وكل تحد نناقشه و كل فرصة نسلط الضوء عليها ستكون مدخلا للاستعداد للخمسين، من أجل الإنسان الإماراتي، ومن أجل المرأة سند الوطن والرجل شريكها في البناء، متوجهة بالشكر والتقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لرعايتها مسيرة تمكين المرأة الإماراتية منذ البدايات الأولى وثمنت الجهود الكبيرة للاتحاد النسائي العام في هذا المجال، والاهتمام الكبير من جميع القطاعات والمؤسسات والجهات وأفراد المجتمع بتعزيز ريادة المرأة".

خير سند للوطن
وقالت نورة خليفة السويدي إن "إقامة هذه الجلسات الحوارية جاءت مواكبة للنهج التشاركي للإمارات وفقاً لرؤية القيادة، لترسيخ دعائم الاستدامة وتعزيز دور المرأة الريادي في جميع المجالات التنموية بالدولة، لتصبح قادرة على أن تكون خير سند للوطن".

وأضافت السويدي "يسعى الاتحاد النسائي العام بدعم ورعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، وبالتعاون مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء لابتكار أفكار ومبادرات من شأنها تمهيد الطريق أمام بنات الإمارات منذ الصغر وتعزيز إمكاناتهن ليتمكن من أداء أدوارهن في ظل المتغيرات والتوجهات العالمية في الخمسين عام المقبلة، وذلك من خلال بحث سبل الارتقاء بقدرات المرأة الإماراتية في العديد من الجوانب المؤثرة بالمجتمع، ولعل من أبرزها دعم تكوين مؤسسة الأسرة التي تعتبر من أهم المؤسسات في المجتمع، فضلا عن تعزيز معارف المرأة بالعلوم والمهارات التي تمكنها اقتصاديا وتدعم دورها الدبلوماسي الهام في تعزيز الحضور الدولي للإمارات على الوجه الذي يليق بحضارتها وتاريخها المشرف".

وتمنت أن تثمر الجلسات الحوارية في صنع فارق حقيقي في مسيرة المرأة الإماراتية الحافلة بالإنجازات والنجاحات، لتتمكن من حمل راية الإبداع والتفوق في جميع القطاعات لمستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً، وليكون لها السبق في مختلف مواقع العمل وتفعيل دورها وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها من المواقع لتصبح المرأة الإماراتية، شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة في الخمسين عاماً المقبلة من عمر دولتنا الغالية.



4 جلسات نقاشية معمقة
وتم تنظيم أربع جلسات نقاشية تفاعلية ركزت على 3 مراحل في مسيرة تعزيز مشاركة المرأة الإماراتية تضمنت مرحلة التأسيس ومرحلة التكوين ومرحلة التمكين.

وبحثت الجلسة النقاشية الأولى التي نظمت بعنوان "التخطيط للخمسين..المرأة سند للوطن /مرحلة التأسيس/"، آليات تمكين المرأة الإماراتية من استكمال نجاحات مسيرة حافلة بالإنجازات والتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية خلال الخمسين عاماً القادمة، وركزت على مواضيع القيم والعادات والتقاليد، الثقافة والهوية الوطنية، السمات الشخصية، التوازن الفكري، الصحة العامة والنفسية و المهارات الحياتية.

وشارك في الجلسة، وزيرة دولة الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، ومدير عام هيئة المساهمات المجتمعية "معا" في أبوظبي سلامة العميمي، وأستاذ مساعد الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات الدكتورة حصة لوتاه، ومدير إدارة مراكز الشباب بالمؤسسة الاتحادية للشباب محمد الحمادي، وأدارتها المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات خديجة حسين.

تحديث الاستراتيجية التنموية
وقالت ميثاء الشامسي: "تتزامن جهود الشيخة فاطمة بنت مبارك لتحديث الاستراتيجية التنموية للمرأة مع الجهود المبذولة من قبل الحكومة من أجل التخطيط للخمسين، ويعمل الاتحاد النسائي العام وفق توجهات سموها بالتعاون في هذا الاطار، إذ يتصدر مشهد الشراكة من أجل تحقيق تكامل وتنسيق مع كافة الجهات والمؤسسات والهيئات من أجل التخطيط للخمسين انطلاقا من أن عملية التخطيط تتطلب حشد وتنظيم جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع من أجل بناء الأجيال المشاركة في خطى التقدم والنهضة لدولة الإمارات، على أن تعتمد هذه المؤسسات الثلاث منظومة القيم الدينية والإجتماعية والمبادئ والأخلاق والثقافة الإماراتية لتشكل الغرس الأساس في نفوس الناشئة".

وأضافت " كما أن عليهم الاهتمام ببناء القدرات وتطوير المهارات وجعل الفتاة والفتى يتحملان المسؤولية داخل محيط أسرهما ومدرستهما ومجتمعهما، فيأتي تعلمهما ذاتياً ومن دافع ممارسة عملية، مما يضفي على مواقف حياتهما الأولى الالتزام بقيم العمل والمشاركة والتعلم الذاتي وعدم الاتكالية والاستفادة من المحاولة و الفشل لتحقيق النجاح كما يجعلهما قادرين على استثمار الفرص والموارد، قادرين على مواجهة التحديات التي مارساها وتعلماها و كيف يواجهان المشاكل ويصلان إلى الحلول من خلال عمليات الاستقرار والاستنتاج والتعامل مع الفكر التحليلي والمنهجي، كما يمكنهما ذلك من زيادة قدرتهما على التعامل مع المستجدات التكنولوجية والمشاركة في تطويرها بالابتكار والاعتماد على الذات من أجل الوصول إلى أفق معرفي واسع شاملا متطلبات حياتهم اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً وصحياً".

زيادة مشاركة المرأة
وقالت سلامة العميمي: "المرأة الإماراتية تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع ومنزلة رفيعة في النسيج الاجتماعي، فهي الشريك الأساسي للرجل في مواجهة التحديات داخل الأسرة أو في نطاق المجتمع بأكمله، وهي المحور الأساسي لبناء أسرة صالحة والأساس في بناء الملامح الشخصية لأبنائها والصانعة لقادة المستقبل".

وأضافت "في الاستعداد للخمسين عاما القادمة أتوقع ازدياد مشاركة المرأة وارتفاع نسبة تمثيل النساء العاملات في مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، وهي نتيجة حتمية لما نشهده اليوم من تبوئها لمناصب قيادية وحساسة فهي أهل للثقة وتتمتع بحس عال بالمسؤولية، ومن أهم التحديات التي تواجهها النساء تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل، لذا لابد من تطوير مفهوم تكوين الأسرة وإعطائه أهمية أكبر وتحديد المسؤوليات وتوضيح الأدوار بشكل ينسجم مع مصالح الطرفين، فالمرأة والرجل شركاء في بناء الأساس الذي بصلاحه يصلح المجتمع، ولتنشئة جيل واع مضطلع بمسؤولياته قادر على رد جزء من جميل هذا الوطن المعطاء".

من التمكين إلى التثمين
وشكرت الدكتورة حصة لوتاه، الشيخة فاطمة بنت مبارك والاتحاد النسائي العام وإدارته على تنظيم الحوار، وأكدت أن "الامارات منذ بداية نشأتها، وبدعم من قائدها في مرحلة التأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وبدعم كبير من رفيقة دربه الشيخة فاطمة بنت مبارك، حققت قفزات كبيرة في ميدان حقوق المرأة، وهذا ما سمي بـ"تمكين المرأة"، وقد خرجنا من هذه المرحلة بترسيخ قيم احترام حقوق المرأة، وتحقيق الكثير من أهداف المساواة".

وقالت إن "ما حققناه في مرحلة التمكين للمرأة يبرز في مجالات عدة تتمثل في مستوى تعليمي وعلمي عال، دخول المرأة في مجالات العمل المختلفة، بما في ذلك المجالات السياسية والدبلوماسية، وهذا ما يحسب لدولتنا، في الداخل، وفي المجالات العربية، والدولية، وهو لم يكن إلا انعكاسا لدور المرأة الفاعل والمشارك".

تنافسية عالية
في السياق ذاته، قال مدير إدارة مراكز الشباب في المؤسسة الاتحادية للشباب محمد الحمادي، في مداخلته، إن "توجهات الدولة واضحة في ما يتعلق بقطاع الشباب و جزء لا يتجزأ منها مرتبط بفتيات الإمارات اللاتي أثبتن تنافسية عالية ومشاركة فاعلة، دائماً نجد مشاركتهن ضعف مشاركة أقرانهن من الذكور، الفتيات دائما لديهن توجهات للتعلم وتطوير الذات وحس عال بالمنافسة والمسؤولية".

وأضاف "رسالتي للمرأة الإماراتية تتمثل بضرورة الاهتمام بمواكبة التطورات والمتغيرات والحرص على التعلم المستمر، والشغف بالمعرفة والتعرف على المستجدات في العالم، في ظل تسارع المتغيرات من حولنا".



التعليم والأسرة والمجتمع
وركزت الجلسة الثانية ضمن سلسلة الجلسات النقاشية لخطة الاستعداد للخمسين التي تم تنظيمها تحت شعار "التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن"، على محور التكوين وناقشت من خلاله موضوعات الأسرة، والنظام التعليمي، والمجتمع ضمن محاور الاستعداد للمرحلة المقبلة.

واستضافت الجلسة وزيرة دولة لشؤون التعليم العام جميلة بنت سالم مصبح المهيري، ووزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بو حميد، ورئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي الدكتور مغير خميس الخييلي، ونائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المري، وأدارتها مدير قسم الشراكات والعلاقات الحكومية في المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات فاطمة البناي.

وناقش المتحدثون الأدوار التي تؤديها المرأة في الأسرة، ودورها المستقبلي في ظل المتغيرات العالمية، ودور النظام التعليمي في بناء وتكوين المرأة الإماراتية بأدوارها المختلفة، إضافة إلى دور المجتمع والإعلام في تطوير وتعزيز منظومة الأسرة الإماراتية التي تمكن المرأة.

رسالة الإمارات
وتقدمت جميلة المهيري بالشكر للشيخة فاطمة بنت مبارك على جهودها لدعم وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، ودورها المجتمعي، واصفة تلك الجهود بالثمرة التي نقطف نتاجها اليوم خاصة أن المرأة الإماراتية كانت ولا تزال شريكة حقيقية في التغيير والتطلع نحو المستقبل مثلما أراد لها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه منذ بدايات تأسيس اتحاد الدولة.

وقالت إن "الحديث عن دعم المرأة للمرأة ودعم الدولة للمرأة، هو بحد ذاته رسالة تحوي الكثير من المفردات الإيجابية، ومن خلال هذا الحدث نرسم للخمسين سنة القادمة التي ستحدد مسيرة التطور للمرأة الإماراتية كشريكة في صناعة المستقبل ومدافعة عن تقاليد مجتمعنا وموروثنا الحضاري من خلال أدوارها العديدة ضمن المجتمع".

وأكدت أنه "عند الحديث عن مرحلة تكوين المرأة، فنحن نتكلم أولاً عن التربية ضمن العائلة والمجتمع، وثانياً عن النظام التعليمي، بيد أن للنظام التعليمي دوراً أكبر لأنه يؤثر على تكوين وثقافة العائلة والمجتمع في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن الكثير من الدول لا تزال هناك قضايا تؤرقها مرتبطة بتعليم المرأة أو التوازن في أعداد الطالبات، ولكن ولله الحمد بفضل دعم القيادة الرشيدة اجتزنا هذه الأمور".

وذكرت أن "نسبة محو الأمية ضمن الإناث بالدولة هي من الأعلى دولياً و95% من طالبات الثانوية العامة يتممن تعليمهن الجامعي، وما نركز عليه حالياً ما بعد الدراسة الجامعية أننا نحتاج إلى رفع نسب الانجاب والحفاظ على حياة أسرية مستقرة وسعيدة بجانب زيادة مساهمة المرأة في سوق العمل".

وأشارت إلى أن "القيادة تولي اهتماماً كبيراً بالتعليم منذ قيام الاتحاد، وجاءت مبادرة خطة الخمسين فرصة حتى نصمم التوجهات المستقبلية للنظام التعليمي وأي تطوير في النظام التعليمي ككل يعني تطويرا لتعلم المرأة وتمكينها في المجتمع، ومن خلال خطة الخمسين سيتم التركيز على تعزيز مهارات المستقبل المطلوبة في سوق العمل، ومفاهيم المواطنة العالمية وجودة الحياة".

الحفاظ على الأسرة
من جهتها، قالت حصة بوحميد إن "الإمارات تمكنت خلال الخمسين عاما الماضية من تحقيق إنجازات عديدة في القطاعات الحيوية، من خلال التركيز على الأسرة التي تعد مرآة للمجتمع وإن قيادة الدولة جعلت الحفاظ على الأسرة الإماراتية وكيانها أولوية قصوى للمستقبل، لتصبح طاقة محركة، ومعادلة أساسية تضمن جودة حياة المجتمع".

وأكدت أن "الإمارات استثمرت 100% في طاقات المرأة لتصبح الشريك الحقيقي للرجل، وقوة ناعمة للدولة، وسنداً للوطن"، مثمنة دعم الشيخة فاطمة بنت مبارك المتواصل وجهودها الكبيرة في تمكين المرأة لتشارك في مختلف المجالات إلى جانب الرجل.

وأوضحت وزيرة تنمية المجتمع أن "الوزارة تركز في مبادراتها على دعم المرأة لتتميز وتبدع، وتشارك في تطوير الاقتصاد الوطني عبر تمكين الأسر المنتجة التي وصل عددها إلى 4000 أسرة، تشكل المرأة عنصراً أساسياً فيها كما أطلقت الوزارة مبادرة خاصة بأصحاب الهمم "مشاغل"، لدعمهم في بدء مشروعاتهم الخاصة وتوفير منصة لعرض منتجاتهم في الدولة".

تكوين المرأة الإماراتية
وأكد الدكتور مغير خميس الخييلي في كلمته خلال الجلسة أهمية تمكين وتكوين المرأة الإماراتية والحرص على تنميتها، وقال: " نحن نبعث اليوم رسالة لكل الجهات والمسؤولين بأن تنمية الأسرة والمرأة هي مسؤولية لا تقع فقط على عاتق جهة أو مؤسسة بعينها بل هو مجهود تكاملي مشترك، ويجب علينا الوقوف على جميع التحديات التي تواجه المرأة والأسرة لضمان تمكينها وتكوينها بالشكل الأمثل، ليكون لها دور فعال ومنتج في بناء المجتمع".

وأضاف "يمثل الاستثمار بالبيانات وإدارتها فرصة كبيرة للتمكن من الرصد المستمر لقضايا الأسرة ومتابعة الظواهر السلوكية والاجتماعية التي تؤثر على المديين القصير والبعيد، و في هذا السياق حرصت دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي على إطلاق استبيانات في عدد من المجالات الاجتماعية والحياتية ومن ضمنها المرأة التي تشكل عنصراً أساسياً في الأسرة وفي المجتمع، يتم مقارنة النتائج مع عدد من الدول العالمية والتي تتخذ جودة الحياة ركيزة أساسية في مسيرة النمو والتطور، وللتعرف على أفضل الممارسات وأفضل التجارب في المجالات الاجتماعية الهامة وحجز مكانة متقدمة ضمن المؤشرات التنافسية العالمية، وأظهرت نتائج استبيان جودة الحياة أن نسبة 55% تمثل جودة الوقت الذي تقضية الأسرة مع بعضها، و79% راضون على حياتهم الأسرية الحالية".

وأوضح أن "ذلك يسهم في الجمع بين الصورة النمطية أو الحياة الحديثة وقيم المجتمع وثقافته، وتحقيق الانسجام والتناسق بين المجتمع وكافة قطاعات العمل، حيث ستدعم هذه النتائج الملامح الرئيسية لجودة الحياة، الأمر الذي سيسهم بدوره في تطوير أساليب دعم تقدم المجتمع من كافة الجهات بشكل أكثر نجاحا وفاعلية عبر تلبية رغبات المجتمع".

تعزيز مشاركة المرأة في الإعلام
وأكدت منى غانم المري الدور المؤثر للإعلام والمجتمع في تكوين وتعزيز دور المرأة الإماراتية ضمن منظومة الأسرة في خطة الخمسين، من خلال تسليط الضوء على قدراتها وإنجازاتها طوال الخمسين عاماً الماضية ومنحها مزيداً من الثقة في استمرار مسؤولياتها ودورها في مختلف مجالات التنمية خلال الخمسين المقبلة مع دورها الهام في تنشئة وإعداد أجيال تقود مستقبل الدولة.

وأضافت أن "الإعلام يمكنه أن يلعب دوراً مؤثراً في تعزيز وعي المجتمع بأهمية الدور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة وتشجيعها على تعزيز تواجدها في مجالات التعليم التخصصية، إضافة إلى التأكيد على أهمية تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية للمرأة ودعمها والتعريف بالتشريعات والمبادرات التي تساعد على ذلك مع التأكيد على الدور الأسري للمرأة وأهمية ذلك في استقرار الأسرة كنواة لمجتمع مستقر ومتلاحم".

وقالت إن "تعزيز مشاركة المرأة في الإعلام يخلق تنوعا في الرأي وإثراء المعرفة مشيرة إلى أن المرأة ممثلة في الوقت الحالي بشكل جيد في قطاع الإعلام بجميع مجالاته في الدولة ولفتت إلى أهمية الإعلام في التصدي للأفكار المتطرفة والهدامة التي تؤثر على الشباب وجمهور المتلقين بصفة عامة".

تمكين المرأة الإماراتية
واستضافت الجلسة الثالثة وزيرة الثقافة والشباب  نورة بنت محمد الكعبي، ووزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، ووكيل دائرة الصحة في أبوظبي بالإنابة الدكتور جمال محمد الكعبي، ورائد أعمال إماراتي ممثلا عن شريحة الشباب أحمد الهاشمي، وأدارها الإعلامي سعيد الشعيبي من شركة أبوظبي للإعلام.

وركزت الجلسة على أبرز مبادرات وخطط تمكين المرأة الإماراتية بمهارات وعلوم المستقبل لتعزيز دورها المستقبلي في مجالات الاقتصاد والتنافسية وريادة الأعمال والصناعات الإبداعية والقطاع الصحي، واستعرضت أبرز السياسات التي يمكن تطويرها وتنفيذها لتعزيز دور المرأة خلال الخمسين عاما المقبلة.

وأكد المشاركون في الجلسة جاهزية المرأة الإماراتية للعب دور ريادي في مختلف القطاعات العلمية والاقتصادية والثقافية والصحية والارقاء بها لتعزيز مكانة دولة الإمارات العالمية.

توظيف الإنجازات
وتوجهت نورة الكعبي بالشكر للشيخة فاطمة بنت مبارك لدعمها المتواصل لتعزيز دور المرأة في مختلف القطاعات الحيوية بالدولة، مشيرة إلى نجاح المرأة الإماراتية بفضل دعم القيادة في تحقيق إنجازات بارزة وتبوءا مناصب قيادية في القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء.

واستعرضت مجموعة من المبادرات الحكومية في الإمارات التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجال الثقافي والإبداعي وريادة الأعمال، وقالت: " المرحلة المقبلة تتطلب توظيف المهارات والخبرات التي اكتسبتها المرأة الإماراتية خلال الفترة الماضية في كافة القطاعات الاستراتيجية والمستقبلية وترسيخ مفهوم الريادة والتميز في مناحي العمل كافة".

الإمارات تعول على المرأة
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي إن "الإمارات تجاوزت مرحلة تمكين المرأة، وباتت تعول على المرأة اليوم في دفع مسيرة التمكين الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي خلال الأعوام المقبلة التي ستدخل فيها دولتنا حقبة جديدة من الريادة والتقدم والنماء".

وأضاف أن "المرأة الإمارتية اليوم على أتم الجاهزية للقيام بدور مؤثر في رسم ملامح التنمية الاقتصادية خلال الأعوام الخمسين المقبلة، مسلحة بالعلم والمعرفة والابتكار، ومدعومة باستراتيجية وطنية شاملة للتمكين والتطوير ودفع إنجازات بنات الإمارات اللواتي يواصلن تمثيل الدولة خير تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية".

مواجهة كورونا
وقال الدكتور جمال محمد الكعبي إن "ما شهدناه خلال الفترة الماضية من تحديات وجهود كبيرة في مواجهة انتشار فيروس كوفيد 19، برهن لنا الدور الفعال الذي تؤديه المرأة خلال هذه الجائحة في القطاع الصحي حيث عملت جنبا إلى جانب مع أخيها الرجل في التصدي للجائحة مسطرة بذلك معان في التضحية والتفاني في العمل، فالمرأة في دائرة الصحة عملت كمخططة ومتابعة لمنظومة الصحة العامة وتعزيز جودة القطاع الصحي ، ووجدناها في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة تمارس مهامها طبيبة وممرضة وفنية وإدارية لتكون في خط الدفاع الأول لمواجهة الوباء محققة بذلك انجازات نفخر به جميعاً".

ولفت إلى أن "المرأة بفضل دعم قيادتنا الرشيدة وجهود الشيخة فاطمة بنت مبارك تخطت مرحلة التمكين، فاليوم نرى المرأة ممكنة في عدة مجالات وقطاعات حيوية، وشغلت مناصب قيادية ناجحة".

وأضاف "ما نحتاجه في المرحلة القادمة في القطاع الصحي هو دفع توجه المرأة الاماراتية نحو تخصصات طبية معينة وفي مجال التمريض بما يسهم في استمرارية تعزيز صحة وسلامة المجتمع".

ريادة الأعمال
وقال رائد الأعمال الشاب أحمد الهاشمي الحاصل مشروعه على علامة "بمجهود الشباب" من المؤسسة الاتحادية للشباب إن المرأة الإماراتية تجاوزت مرحلة المطالبة بالتمكين وتوفير أساسيات الحياة والمساواة وغيرها بمراحل عديدة فأخواتي وزميلاتي يتطلعن لمختلف مجالات المستقبل والريادة فيها تماشيا مع توجه المجتمع الإماراتي ككل ووفق ما تطمح له قيادتنا الرشيدة، وهو المكان الطبيعي للمرأة في المجتمع.

وأضاف "فخور بالتواجد الدائم لعديد من رائدات الأعمال الإماراتيات في مختلف المناسبات الإقليمية والدولية، وحتى في ظل هذه الظروف وتفشي فيروس كورونا، نجد منتجات رائدات الأعمال الإماراتيات لا تزال تصدر وتتواجد في الدول المجاورة".

وأكد أن "المستقبل يتطلب المواكبة، والتجديد والاستعداد لما بعده دائماً"، وقال: "حكومتنا وفرت لنا البيئة الخصبة لذلك، وقامت بالاستثمار في شبابها وبناتها، وقد حان الوقت لرد هذا الاستثمار و ترجمته على أرض الواقع، وتقديم الحوافز الحكومية كمحرك أساسي لدعم قطاع ريادة الأعمال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لما لها من تأثير في دعم هذا القطاع وتسهيل توسع نشاطه إقليمياً وعالمياً".

دور محوري للمرأة
وركزت الجلسة النقاشية الرابعة "التخطيط للخمسين... المرأة سند الوطن ـ مرحلة التمكين"، على التمكين السياسي والدبلوماسي للمرأة والقوانين والتشريعات والسياسات الداعمة لها في هذا المجال، وتناولت مدى جاهزيتها للعب دور ريادي في الخمسين عاما القادمة في المجال السياسي والدبلوماسي، والأدوار التي يمكن أن تلعبها مستقبلا لتعزيز الحضور الدولي للإمارات، والسياسات والممكنات القانونية والتشريعية التي يمكن أن تعمل على تمكين المرأة سياسيا ودبلوماسيا.

وشارك في الجلسة وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي طارق هلال لوتاه، وعضو المجلس الوطني الاتحادي مريم ماجد بن ثنية، والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" الدكتورة نوال الحوسني، والمدير التنفيذي لمكتب الشؤون القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء الدكتور عبيد علي آل علي، وأدارها الإعلامي مروان الحل من مؤسسة دبي للإعلام.

ركيزة رئيسية
وأكد طارق هلال لوتاه أن "مسيرة التمكين في الإمارات مستمرة ومتواصلة للارتقاء بقدرات جميع أبنائها وتزويدهم بجميع الإمكانات التي تمكنهم من النجاح والارتقاء في جميع القطاعات التي يعملون بها، بل وتحقيق أفضل المراكز على المستوى العالمي".

وقال: "مسيرة التمكين بدأت منذ تأسيس دولة الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على هذا الهدي القيادة لتصبح الإمارات وخلال الخمسين عاماً الماضية واحدة من أهم الدول ونموذجا يحتذى في التطور والازدهار".

وأضاف "حظيت المرأة بدعم منقطع النظير خلال عمر دولة الإمارات الذي يصل اليوم إلى نحو نصف قرن، وهذا ما مكنها من أن تترك بصمات واضحة في هذه المسيرة وأن تدخل جميع القطاعات والمجالات، بل و تمكنت من الوصول إلى أعلى المراتب والمناصب، وهذا يعد من أحد المقومات الرئيسية للخمسين عاماً المقبلة، التي تسعى من خلالها الإمارات إلى تحقيق رؤيتها في الريادة والتميز عالميا، لأن المرأة نصف المجتمع وتمكينها هو غاية وهدف رئيس لأي مجتمع يسعى إلى التميز والنجاح".

وأشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد النسائي العام في تقديم جميع أنواع الدعم للمرأة، متوجها بالشكر للقائمين عل تنفيذ مبادرة الجلسات الحوارية وأكد الأهمية الكبيرة للموضوعات التي تتم مناقشتها ودورها الفاعل في بناء تصورات عملية للخمسين عاما المقبلة، والتي تتطلب مشاركة وتفاعلا والعمل بأقصى جهد ومسؤولية من جميع أبناء الإمارات لتحقيق طموحات ورؤى القيادة.

وقالت مريم بن ثنية: "تجلت رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخة فاطمة بنت مبارك بتعزيز مكانة المرأة وتمكينها لأنهما آمنا بأن تمكين المرأة أساس تقدم المجتمعات".

وأضافت "نتاج هذه الرؤية يتجلى اليوم في ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من مكانة رفيعة على الأصعدة المحلية والدولية اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ما عزز تمثيلها في جميع المحافل وجعلها نموذجا حيا يعكس كل التشريعات والقرارات والمبادرات التي دأبت القيادة على إصدارها وتحديثها لتمكينها، ولذا فإن التمكين لم يعد ضمن برامج و مبادرات لكن أصبح واقعا ملموسا يتجسد في تقلد المرأة لمناسبة قيادية إدارية وسياسية، تعيين 9 وزيرات واقع، تمثيلها العالي في السلك الدبلوماسي، التواجد الدائم في المحافل الدولية واقع أيضاً وتقلدها لمنصب قاضي واقع، وتخصيص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي الـ17 الحالي للمرأة هو واقع شاهد على التمكين".

القطاع السياسي والدبلوماسي
وأكدت الدكتورة نوال الحوسني، أن "إسهامات القيادة الإماراتية في مسيرة التمكين السياسي للمرأة الإماراتية حاضرة منذ تأسيس الإتحاد وفق رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمتابعة الدائمة من "أم الإمارات" في إطار ترسيخ القوانين والتشريعات والسياسات الداعمة لتمكين المرأة الإماراتية من المهام السياسية والدبلوماسية".

وقالت الحوسني: "تتميز الإمارات على مستوى العالم في الحضور النسائي اللافت في نطاقي العمل السياسي والدبلوماسي، حيث تم تاريخيا تكليف العديد من السيدات برئاسة البعثات الدبلوماسية إلى مجموعة من الدول والمنظمات الدولية، كما كانت الإمارات أول دولة عربية ترأس برلمانها سيدة ونصف المجلس الوطني الاتحادي يتكون اليوم من السيدات وهناك العديد من المشاهد الأخرى التي تؤكد حجم التطور الذي وصلت إليه المرأة الإماراتية على صعيد المساهمة في وضع السياسات والقوانين والتشريعات".

وأكدت أن "الإمارات تمتلك قيادة رشيدة تتميز بقدرتها على استشراف المستقبل الأمر الذي يسهم بتطوير آليات العمل الدبلوماسي بشكل لافت موضحة أنه وفي ظل الظروف الناشئة عن جائحة كوفيد-19 باتت هناك ضرورة لإعادة النظر في مسألة تمكين عائلات المسؤولين الدبلوماسيين من العمل عن بعد عوضاً عن كونهم مجرد مرافقين فقط لأولئك المسؤولين، موضحة أن ذلك سيسهم في تعزيز الاستقرار العائلي وتمكين المرأة الإماراتية بشكل أكبر من تنفيذ المهام الموكلة لها خارج البلاد لتقدم تمثيلا دبلوماسيا أكثر تميزا في ظل توفير التوازن المطلوب بين العائلة والعمل والحفاظ على الروابط الأسرية".

قفزات إماراتية كبيرة
وقال الدكتور عبيد علي عبيد آل علي، إنه "تماشياً مع توجهات الحكومة في "عام الاستعداد للخمسين"، في ما يتعلق بملف تمكين المرأة الإماراتية لاستشراف احتياجاتها المستقبلية، نرى أن ملف تمكين المرأة الإماراتية أصبح يحقق قفزات بارزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث تؤكد مؤشرات التنافسية أن الإمارات حققت المراتب الأولى و الصدارة إقليميا في العديد من التقارير الدولية، بفضل حرص القيادة ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الامارات"، حيث تؤكد مؤشرات التنافسية العالمية لدولة الامارات لعام 2020 أن الإمارات حققت تقدماً بمقدار 12 مرتبة على التصنيف العام للمؤشر على مدى السنوات الخمس الماضية كما قفزت 23 مركزاً لتصل إلى المرتبة 26 عالمياً بتقرير المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، واحتلت المركز الأول عربياً".

وأوضح أنه "في الجانب السياسي، حصلت المرأة الإماراتية على مكاسب وحقوق غير مسبوقة حيث تشغل حالياً 9 مناصب وزارية، وتمكنت من الحصول على 20 مقعداً في المجلس الوطني الاتحادي بنسبة 50% من إجمالي أعضاء المجلس، كما دخلت في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي.