الخميس 8 أكتوبر 2020 / 15:15

ستيف ماكوين يفتتح مهرجان لندن "برسالة حب" للسود

بعد خمسين عاماً من الأحداث، يسترجع المخرج البريطاني ستيف ماكوين في فيلمه "مانغروف" الذي افتتح مهرجان لندن السينمائي، ذكريات تظاهرات لندن في السبعينات متطرقاً إلى اللامساواة العرقية في "رسالة حبّ موجهة إلى نضال السود".

ويشكّل هذا العمل الجزء الأول من سلسلة من خمسة أفلام طويلة بعنوان "سمول أكس" "الفأس الصغيرة" للمخرج الملتزم بقضايا السود والفائز بوسكار أفضل فيلم عن "تويلف ييرز إيه سليف" لحساب "بي بي سي".

ويستعيد "مانغروف" القصة الحقيقية لمجموعة نشطاء سود تعرف باسم "مانغروف 9" انتفضت في سبعينات القرن العشرين، ضدّ المضايقات العنصرية من شرطة لندن، وتواجهت مع عناصرها في تظاهرة كبيرة وأودت تلك المواجهات إلى محاكمة لقيت تغطية إعلامية واسعة.

وشكّلت تبرئة أعضاء المجموعة منعطفاً تاريخياً في النضال ضد الأنماط التمييزية بعدما أقرّ القضاء البريطاني للمرة الأولى بأن سلوك بعض الشرطيين مشحون بالعنصرية، لكن تلك الحادثة لم تصبح ذائعة.

وأراد ستيف ماكوين الغرف منها لتتحول هذه السلسلة إلى "احتفاء بكلّ ما أنجزه مجتمع السود خلافا لكلّ التوقعات".

وقال قبل افتتاح الدورة الرابعة والستين من المهرجان: "إنها رسالة حب موجهة إلى نضال السود والنصر والأمل والموسيقى والفرح والمحبّة والصداقة والعائلة".

وخلافاً للمهرجانات السينمائية الأكثر نخبوية مثل كان، والبندقية، يحرص مهرجان لندن، على عرض طائفة واسعة من الأفلام من حول العالم لجمهوره العريض، مقدما في دورته هذه "أفلام خيال ووثائقيات وأعمالاً قصيرة من أكثر من 40 بلداً"، أغلبها بنسق العرض المنزلي بسبب الجائحة.

وتختتم دورته الرابعة والستون في 18 أكتوبر (تشرين الأول) بفيلم "أمونايت" للبريطاني فرنسيس لي الذي يروي علاقة حب من القرن التاسع عشر بين عالمة الإحاثة ماري انينغ، كايت وينسلت، والشابة المريضة التي تكلّف برعايتها، سرشا رونان.

ويعرض "مانغروف" لستيف ماكوين في وقت تثار فيه أسئلة كثيرة في بريطانيا حول إرثها الاستعماري وممارساتها مع المتحدرين من موجات الهجرة، في أعقاب بروز حركة "بلاك لايفز ماتر" حياة السود مهمّة.

وقالت ليتيسيا رايت التي تؤدّي دور زعيمة حركة "بلاك بانثرز" في الفيلم: "نعلم الكثير عن نضال الأميركيين من أصول إفريقية، لكن كثيرين لا يعرفون ما قاسيناه هنا في بريطانيا".

وتهدف سلسلة "سمول أكس" التي استغرق إنتاجها 11 عاماً، والتي استلهم اسمها من مثل شعبي كاريبي مفاده أن في الاتحاد قوّة "إذا كنت الشجرة الكبيرة، فنحن الفأس الصغيرة" بتسليط الضوء على قصص السود ونضالهم.

والقصص التي يرويها ستيف ماكوين مستوحاة من أحداث واقعية أثراها بتجربته "للتمييز العنصري  في السبعينات والثمانينات" في بريطانيا، على حد قوله.