الإثنين 12 أكتوبر 2020 / 16:47

إطلاق مبادرة 50×50 لإشراك طلاب المدارس في تصميم أفكار لـ50 عاماً المقبلة

في إطار الجهود الوطنية لتنفيذ مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، الذي أطلقه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعلنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع لجنة الاستعداد للخمسين عن إطلاق مبادرة 50×50 لإشراك طلاب مدارس الدولة في تصميم محاور ومكونات الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة.

ويهدف مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات الذي تشرف عليه لجنة الاستعداد للخمسين، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إلى إشراك جميع فئات وأفراد المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة للإمارات التي تحدد ملامح الخمسين عاماً المقبلة للدولة وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.

وتركز مبادرة 50×50 على إشراك الطلبة في الجهود الوطنية لإعداد خطة الاستعداد للخمسين، والتعرف على آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم ومقترحاتهم التطويرية في مواضيع حيوية تسهم في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ويشارك 50 ألف طالب وطالبة يمثلون جميع المراحل الدراسية، من أكثر من 1200 مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الدولة، ضمن 1000 ورشة تفاعلية افتراضية "عن بعد" بواقع 50 طالباً في الورشة الواحدة.

تعزيز الشراكة
وأكدت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل أمين عام لجنة الاستعداد للخمسين عهود بنت خلفان الرومي، أن "حكومة الإمارات تتبنى تعزيز الشراكة مع كافة فئات المجتمع، لتطوير الرؤى والاستراتيجيات التي تجسد توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رسم وتصميم التوجهات المستقبلية والخطة التنموية الشاملة للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة".

وأشارت إلى أن "مبادرة 50×50 تترجم أهداف مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة من خلال تعزيز الاستفادة من الأفكار الطموحة والرؤى المبتكرة التي يمتلكها طلاب المدرسة الإماراتية، الذين يمثلون الركيزة الأساسية للمستقبل، في عملية صنع القرار وتهيئتهم لقيادة مستقبل الإمارات، عبر وضع مقترحات جديدة تهدف إلى تطوير المرحلة المقبلة من مسيرة التنمية الشاملة للدولة".

وأضافت عهود الرومي أن "حكومة الإمارات تهدف إلى تنمية روح المسؤولية الوطنية لدى 50 ألف طالب بأهمية المشاركة في رسم مستقبل الدولة، من خلال خلق بيئة حاضنة للأفكار والمبادرات النوعية ضمن سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي تعمل على صقل شخصياتهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم القيادية وإدراك تطلعاتهم وتوقعاتهم ورؤيتهم ليصبحوا مؤثرين وفاعلين في مختلف المجالات".

رؤية عميقة
من جهته، أكد وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، أن "مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نابع من رؤية عميقة، تؤكد أهمية العمل بروح الفريق الواحد وإشراك أفراد المجتمع في رسم ملامح قطاعات الدولة، وفي مقدمتها التعليم سعياً نحو نهضة وطنية مستدامة".

وأوضح الحمادي أن "هذا المشروع متكامل من حيث أوجهه وأهدافه وآليات العمل"، لافتاً إلى أن مبادرة 50×50 ستشكل لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، مدخلاً مهماً للتفاعل مع قضايا الوطن للتغلب على التحديات، والتطوير المستمر، وهذه المبادرة أيضاً أداه مهمة لبلورة رؤية عصرية تخدم أجندة الدولة الخاصة في مسار التعليم، مشيراً إلى أنها "عبارة عن مجموعة من الورش الرقمية التي تستهدف أخذ آراء الطلبة وأفكارهم ورؤيتهم وتطلعاتهم في مواضيع حيوية ستطرح على طاولة النقاش والحوار، للوصول إلى أفضل صيغة تطويرية".

من ناحيتها أكدت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام جميلة بنت سالم مصبح المهيري، أن "الإمارات ماضية بخطى حثيثة في استشراف المستقبل، وهي تضع الممكنات والأدوات والموارد المادية والبشرية، لبلوغ أهداف مئوية الإمارات 2071، ويعد مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، خطوة استباقية تضعنا على الطريق الصحيح، وهو مشروع يؤكد أهمية إشراك المجتمع من خلال عصف ذهني يستثمر في أفكار عناصره".

دراسات ونقاشات
وعمل الفريق الوطني لخطة الاستعداد للخمسين على إجراء مجموعة من الدراسات والنقاشات مع المعنيين وأفراد المجتمع لتحديد مجموعة من المحاور التي يجب أن يتم التطرق إليها والاستعانة بها في مبادرة ورش 50×50 التفاعلية التي تعقد بمشاركة واسعة من طلبة المدارس للخروج بتصورات مبتكرة تساهم في تطوير الخطة التنموية للدولة للخمسين عاماً المقبلة، وذلك ضمن أربعة محاور هي "أسلوب الحياة في المستقبل" و"الاستدامة ومستقبل البيئة" و"مستقبل القيم الإماراتية" و"الوظائف ومواهب المستقبل".

ويتناول محور "أسلوب الحياة في المستقبل" نمط الحياة المستقبلي وتحديات الأساليب الجديدة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة مع تزايد شعبية الرياضات والألعاب الإلكترونية من قبل الجيل الجديد والقادم ما سيقلل من الاهتمام بالرياضات البدنية، ما يؤثر على الصحة النفسية والبدنية للجيل الجديد، كما يناقش إمكانية الدمج بين الرياضة الإلكترونية والبدنية والفرص والحلول المتاحة لتوفير البيئة المحفزة لاستدامة نمط حياة صحي ومتوازن.

ويركز المشاركون ضمن محور "الاستدامة ومستقبل البيئة" على التغيرات العالمية المتسارعة والحاجة المتزايدة للطاقة والتحديات الكبيرة نتيجة كثرة الضغوط على الموارد الطبيعية في ظل أساليب الاستهلاك الحالية، والفرص المتاحة لتنويع مصادر الطاقة والحلول المبتكرة لتقليل النفايات وتحفيز الاستهلاك الإيجابي لأفراد المجتمع للمحافظة على البيئة.

كما يبحث المشاركون ضمن محور "مستقبل القيم الإماراتية"، الأنماط الحياتية والمجتمعية الجديدة التي قد تظهر في المستقبل وتؤثر على منظومة القيم الإماراتية نتيجة تزايد حجم التأثير التكنولوجي على الحياة اليومية، ويتطرقون إلى أثر ظهور المجتمعات الرقمية والانفتاح على الثقافات المختلفة وكيفية المحافظة على قيم المجتمع الإماراتي والتكيف مع المتغيرات المتسارعة وإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في وضع حلول فعالة لهذا التحديات.

وفي محور "الوظائف ومواهب المستقبل" يناقش الطلاب المتغيرات العالمية في مختلف القطاعات، والتطور التكنولوجي الذي سيؤثر على الوظائف ويغيرها، والنماذج التعليمية الجديدة التي ترتكز على مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة، وأبرز التحديات التي قد تواجه الطلبة في تنمية مواهبهم في المستقبل في ظل الأساليب التعليمية التقليدية، ووظائف المستقبل المبنية على المواهب، وإمكانية تصميم نماذج تعليمية مبنية على المواهب بما يخدم وظائف المستقبل.

ويتضمن مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة للإمارات العديد من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع، للعمل بشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات ورسم ملامح المستقبل في كافة القطاعات والمجالات، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم اللجنة العليا لعام الاستعداد للخمسين بالإشراف عليها مثل الحلقات النقاشية وورش العمل وجلسات التصميم.

وتم اختيار مجموعة من المواضيع الحيوية والمهمة التي يمكن الاستعانة بها في تصميم الأفكار والمقترحات للخروج بتصورات مبتكرة تساهم في تطوير الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة هي، التعليم وبناء المهارات، ومستقبل الرياضات الإلكترونية، والابتكارات والأبحاث الطبية، والبطالة والفجوة بين التخصصات ومتطلبات سوق العمل، والإنتاج الثقافي الإبداعي والرقمي، والمواهب الثقافية والإبداعية والفنية والأدبية، والأمن والسلامة، والموروث القيمي والهوية الوطنية، والحفاظ على الاستقرار الأسري والمجتمعي، والرياضة المجتمعية والتنافسية، والجاهزية للطوارئ والأزمات والأوبئة.

كما تتضمن المواضيع مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر، والصناعة والتصنيع، والسياحة، وقطاع الاتصالات، والترابط المجتمعي، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والسلامة الغذائية وأنماط الحياة الصحية، والصحة العامة والنفسية للشباب، والصحة العامة والطب الوقائي، والتطبيب عن بعد، ومهارات المستقبل والتسامح والتعايش، والمدن والتخطيط الحضري.

ويمثل النهج التشاركي بين الحكومة والمجتمع عنصرا محوريا في مرحلة إعداد خطة الاستعداد للخمسين، ويهدف لتحقيق "الإثراء بالأفكار" من خلال استطلاع آراء وأفكار مختلف فئات المجتمع، ومن ثم تحديد التحديات التي تواجهها في مختلف المجالات، كما تهدف هذه الشراكة إلى توسيع المعرفة بالاستعانة بالمجتمع، بما يسهم في تلبية التوقعات المجتمعية من خطة الشاملة الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة.