ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد (24)
ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد (24)
الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 / 10:14

شخصيات فرنسية تُشيد برفض الإمارات لتبرير الإرهاب

باريس – 24 – عبدالناصر نهار

أشادت شخصيات سياسية وإعلامية في فرنسا، بموقف ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرافض لخطاب الكراهية ولتبرير الإجرام والإرهاب الذي دأبت دول في المنطقة على استخدامه لغايات سياسية، وذلك خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد.

وأبرزت وسائل الإعلام الفرنسية وفي مُقدّمتها شبكة BFM، إدانة الشيخ محمد بن زايد للاعتداءات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، وتشديده على تنافيها مع تعاليم ومبادئ الأديان السماوية.

واهتمت الصحافة الفرنسية بهذه المناسبة، بالتعاون القوي بين أبوظبي وباريس في المجالات العسكرية والثقافية والتجارية، مُشيدة بتطور العلاقات بين الجانبين من بوابة الاحترام المتبادل.

وأكدت صحيفة "لاكروا" أن أبوظبي "مُحقة تماماً" بالقول إن "الإخوان المسلمين وراء الدعوة لمقاطعة البضائع الفرنسية"، في حين حذرت مجلة "ماريان" في مقال بإمضاء ايزابيل لاسير إن "الإرهاب الإسلاموي يستهدف فرنسا منذ زمن بعيد".

وتساءل فرانز اوليفييه جيسبير في مجلة "لوبوان" من جهته: "هل يمكن لرجب طيب أردوغان أسلمة فرنسا؟"، فيما دعا لوك دو باروشيه في المجلة ذاتها إلى التصدي لهجمة الإسلام السياسي على فرنسا.

واعتبر جاك هوبير رودييه أن تحذيرات القيادة الإماراتية منذ فترة، أثبتت صوابها بعد الهجمات المتكررة في فرنسا، ودول أخرى، معتبراً أن تركيا، بالتحالف الوثيق مع قطر والإخوان المسلمين، أطلقت العنان لسياسة بث الفوضى لتحقيق مآربها.

ومن جهتها، أبرزت "أورينتال" حديث ولي عهد أبوظبي مع الرئيس ماكرون، بعنوان لافت في إطار تغطية خصصتها لخطر "الإسلام السياسي"، فعنونت "محمد بن زايد: سلام وتسامح ومحبة وقداسة النفس البشرية"، مُبرزة إدانة الشيخ محمد بن زايد الواضحةو القوية للهجمات الإرهابية ورفضه المطلق لأي تبرير لها.

وأشادت "ليزيكو" اليومية الاقتصادية، واسعة الانتشار، بالموقف الإماراتي الصارم، قائلةً إن الإمارات تقف اليوم سداً منيعاً في وجه المشروع السياسي الهدام الذي ترعاه جهات دولية بعينها، مستشهدةً بحوار مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، مع مجلة "لوبوان" قال فيه إن "تركيا بالاتفاق مع قطر والإخوان المسلمين، قررت زرع الفوضى في العالم العربي، تحت غطاء نسخة عدائية ومشوهة من الإسلام".

من جهته قال نائب رئيس بلدية فرساي في العاصمة الفرنسية أوليفر ديلابورت، في تصريحات خاصة لـ 24 إنّ "ما حصل أخيراً في مدينة نيس يكشف مرة أخرى الخطر الإرهابي في بلدنا"، مؤكداً أنّ فرنسا كلها أصيبت بجرح عميق مرة أخرى، وأن فرنسا نفسها، وقيمها، هي المستهدفة بالجنون القاتل للإرهاب والإسلام الراديكالي.

ورأى السياسي المعروف، أن مواجهة هذه الأعمال الإرهابية التي تتغذى على الخطب المتطرفة في بعض البلدان الأجنبية، مثل تركيا، تفرض على فرنسا إعادة تنظيم نفسها بما يسمح لها بمواجه هذا الإرهاب والقتال ضده دون هوادة، وبأقصى تصميم.

وأضاف "ببقائنا متحدين، سنكسب هذه المعركة ضد هذا الشر الذي يقضم مجتمعنا، والذي لن ينتصر، هذه القيم الأساسية التي تركها لنا تاريخنا المميز ستبقى قوية للغاية".

وبدوره، استغرب المستشار السياسي الدولي فلورنس بونيل، عضو مجلس أمناء منظمة فرساي لتقارب الثقافتين العربية والفرنسية، التحريض ضد الخطاب العقلاني في فرنسا أو في الإمارات ودعوتهما الدائمة للتسامح والسلام، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي لم يُسئ للإسلام أبداً، وأن تصريحاته ترجمت بشكل خاطئ عمداً للتحريض والتجييش، بعد أن أكد تصميمه على التصدي لإرهاب الإسلام السياسي والجماعات المُتشدّدة، لا الإسلام الديانة التي تعد جزءاً من المشترك الثقافي لفرنسا.

بدورها أعربت الأكاديمية الفرنسية كلارا سيمو، عن تقديرها لما جاء في المحادثة بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باعتباره إدانةً واضحة وصريحة لاستخدام الدين في الصراع السياسي والدفاع عن الدولة المدنية، وإدانة التحريض وخطاب الكراهية وسفك الدماء والدفاع عن الإنسان والحضارة البشرية.