الأحد 8 نوفمبر 2020 / 18:46

محمد بن راشد يعلن وصول مسبار الأمل إلى مداره حول المريخ 9 فبراير 2021

أعلن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن موعد وصول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ وذلك في التاسع من فبراير (شباط) 2021.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه الرسمي على تويتر: "بعد مرور 111 يوماً على انطلاق رحلة مسبار الأمل نحو المريخ والتي قطعت 290 مليون كم.. أجرى مسبار الأمل اليوم آخر تعديل في مساره ونعلن اليوم تاريخ الوصول الدقيق للكوكب الأحمر 9 فبراير (شباط) 2021 بإذن الله في تمام الساعة 7:42 مساء، سيكون لنا عيداً وللعرب".

وعقب الإعلان، أكد ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، أن "المسبار يواصل بنجاح رحلته التاريخية إلى الكوكب الأحمر، مسجلاً بذلك محطة جديدة في سجل إنجازات دولة الإمارات الممتد من الأرض إلى الفضاء".

وقال الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، إن "مهمة مسبار الأمل الذي سيصل إلى مداره حول الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير (شباط) 2021 تتوج رحلة امتدت لخمسين عاماً من التأسيس والبناء والتمكين والإنجازات المتراكمة للإمارات منذ إعلان الاتحاد عام 1971، وتعد أيضاً بداية لخمسين عاماً أخرى من الإنجازات النوعية القائمة على العلم والمعرفة والابتكار في مجالات جديدة نتحدى فيها المستحيل ونتخطاه ونحوله إلى فرص، فدولتنا لا تعرف المستحيل، وقيادتنا لا ترضى لنفسها ولا لشعبها إلا بالمركز الأول".

وتابع حمدان بن محمد: "وصول مسبار الأمل إلى المريخ بالتزامن مع احتفال الدولة بيوبيلها الذهبي مجرد بداية للخمسين عاماً المقبلة فهناك مشاريع طموحة في المجالات كافة، وذلك بعد أن أصبح لدينا كوادر وطنية مؤهلة قادرة على تحقيق رؤية وطموح القيادة في القطاع الفضائي الذي يتوسع وينمو بشكل مستدام، وغيره من القطاعات الواعدة".

وأضاف أن "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" نجح قبل أن يصل المسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر في غرس ثقافة جديدة في نفوس ووجدان أبناء وبنات الوطن مفادها أن العلم هو المستقبل وأن طموح دولتنا لا سقف له بعدما اخترق الفضاء، وأصبحنا أول دولة عربية تنجح في استكشاف الكواكب، كما أصبحت دولتنا عضوة في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط".

وأكد أن "وصول الإمارات إلى المريخ كرابع دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي يلقي مسؤولية كبيرة على الأجيال القادمة لمواصلة مسيرة التقدم".

وثمن ولي عهد دبي جهود فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، قائلاً: " أشكركم على جهدكم ودأبكم ومثابرتكم وتفانيكم، بعدما وضعتم نجاح هذا المشروع في مقدمة أولوياتكم رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، وأنجزتم هذه المهمة حتى الآن بنجاح فاق التوقعات، وسوف نحتفل معاً -إن شاء الله- في التاسع من فبراير المقبل بوصول المسبار إلى مداره".

المناورة الثالثة
وأنجز فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف الأمل "مسبار الأمل" اليوم بنجاح المناورة الثالثة لتوجيه مسار "مسبار الأمل" والتي تمت من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وتندرج هذه المناورة تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتُشكل محطات رئيسية ومهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر، ذلك بعد أن قطع 60% من المسافة، ما يعادل 290 مليون كيلومتر منذ إطلاقه يوم 20 يوليو (تموز) الماضي وحتى اليوم، أي خلال 111 يوماً، ويتبقى له 189 مليون كيلو متر حتى وصوله إلى مداره المقرر حول المريخ.وبعد نجاح المناورة تم تحديد وصول "مسبار الأمل" إلى مداره حول المريخ في التاسع من فبراير (شباط) 2021، عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات.

15 ألف ساعة عمل
ومنذ إطلاق مسبار الأمل بنجاح من قاعدة تانيغاشيما الفضائية في اليابان يوم 20 يوليو (تموز) الماضي، يواصل فريق العمل متابعة المسبار بدقة، وقضوا أكثر من 15 ألف ساعة عمل حتى اليوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وطوال هذه الفترة الممتدة نحو 111 يوماً منذ الإطلاق، قام فريق عمليات التحكم في المحطة الأرضية بالتواصل مع المسبار مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً في مرحلة العمليات الاعتيادية من رحلة إلى المريخ حيث استغرق كل اتصال من 6 إلى 8 ساعات، علماً بأن الفريق عاد الآن إلى التواصل مع المسبار على مدى 24 ساعة في اليوم استعداداً لعمليات الوصول إلى مدار المريخ.

وتعد هذه مرحلة ثالث مراحل المهمة التاريخية للمسبار والبالغة ست مراحل حتى الوصول إلى مداره العلمي حول الكوكب الأحمر، وأكمل المسبار بالفعل مرحلتين مختلفتين عقب عملية الإطلاق الناجحة في 20 يوليو (تموز) الماضي، وهما مرحلتا الإطلاق والعمليات المبكرة، وتعد مرحلة العمليات المبكرة من أهم مراحل المهام الفضائية، وتبدأ عند انتهاء مرحلة الإطلاق، وتستمر نحو 45 يوماً، وقد اكتملت بنجاح، وخضع المسبار خلال مرحلة العمليات المبكرة إلى المراقبة عبر الاتصال المستمر مع المحطة الأرضية 24 ساعة يومياً من قبل فريق العمليات لضمان عمل المركبة الفضائية وجميع مكوناتها وأنظمتها بالشكل الأمثل.

مرحلة الرحلة إلى المريخ
ويمر المسبار حالياً بمرحلة الرحلة إلى المريخ، إذ يقوم فريق العمليات في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، بمتابعة حالة المسبار بشكل دوري، وتعد هذه المرحلة مرحلة العمليات الاعتيادية حيث يتم الاتصال مع المركبة الفضائية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، للعمل على الخطط الموضوعة مسبقاً، وتأكد من صحة المركبة، وتتضمن هذه المرحلة كذلك متابعة مسار رحلة المسبار عبر إجراء سلسلة مناورات توجيه المسار. وقد أجرى فريق المشروع مناورتين ناجحتين في أوقات سابقة، وتضاف إليهما المناورة الأخيرة التي تعد الثالثة في رحلة المسبار إلى المريخ.

الدخول إلى المدار
وعقب انتهاء مرحلة الرحلة إلى المريخ التي يمر بها "مسبار الأمل" حالياً، ستبدأ مرحلة الدخول لمدار المريخ يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث سيركز فريق العمل في هذه المرحلة على تجهيز جميع أنضمة المسبار وإجراء المناورات الأخيرة استعداداً لإدخال المسبار في مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بشكل آمن في التاسع من فبراير (شباط)، وسيتم استخدام حوالي نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات مسبار الأمل لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وستستمر عملية حرق الوقود لمدة 30 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة.

ونظراً لبعد المسافة بين كوكبي المريخ والأرض والتي يترتب عليها تأخر وصول الاتصالات والإشارات من مدار الكوكب الأحمر (عادة ما تستغرق الإشارات اللاسلكية ما بين 13 إلى 26 دقيقة للوصول من مدار المريخ إلى المحطة الأرضية ) لن يتمكن الفريق من التدخل والتواصل مع المسبار بشكل لحظي، مما يؤدي إلى أن تكون مهمة المسبار في هذه المرحلة مستقلة وذاتية بنسبة 100 % .

الانتقال إلى المدار العلمي
ولاحقاً، وبعد الانتهاء من مرحلة الدخول لمدار المريخ بنجاح والتأكد من دخول المسبار في مدار الالتقاط، تبدأ مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي المناسب حتى يتمكن المسبار من أداء مهامه العلمية الأساسية، وتستمر هذه المرحلة إلى عدة أسابيع.

وفي هذه المرحلة، يقترب مدار المسبار إلى نحو 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ (على شكل مدار إهليلجي)، ويتراوح ارتفاع هذا المدار ما بين 1000 كيلومتر إلى 49380 كيلومتراً. وفي هذه المرحلة سيتم التقاط الصورة الأولى للمريخ وإرسالها مرة أخرى إلى مركز التحكم. وخلال هذه المرحلة أيضاً، تتم الاستعدادات للعمليات العلمية الأولية.

ويستمر المسبار في المدار العلمي لمدة عام مريخي كامل (687 يوماً أرضياً) ويواصل فيها تجميع البيانات المتطلبة للإجابة عن الأسئلة العلمية حول المناخ الجوي لكوكب المريخ وإرسالها إلى المحطة الأرضية.