الإثنين 9 نوفمبر 2020 / 17:37

أول رحلة هايبرلوب للركاب.. إنجاز لاستثمارات الإمارات بالذكاء الاصطناعي

آمنت دولة الإمارات بأهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها الإيجابي في إحداث طفرة تطويرية على كل الأصعدة لا محلياً فقط، وإنما عالمياً، واستحدثت مناصب وزارية جديدة شملت وزير دولة للذكاء الاصطناعي ووزير دولة للتعامل مع ملف العلوم المتقدمة ضمن حكومة المستقبل عام 2017.

وفي مسيرتها لتحقيق مستقبل أكثر تطوراً، أطلقت الدولة استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، ومجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة بحثية للدراسات العليا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لتحقيق التقدم، ويمثل هذا القطاع إحدى القاطرات الرئيسة للمضي ببناء دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

شراكة وتعاون
ووقعت "فيرجن هايبرلوب"- التي تستحوذ "موانئ دبي العالمية" على النصيب الأكبر من الاستثمارات فيها -  شراكة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الصناعي في أبوظبي - أول جامعة على مستوى العالم للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي -  لدعم تطوير تقنية هايبرلوب والنقل المستدام من خلال أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدم، كما تواصل شركة فيرجن هايبرلوب نشاطها في منطقة الخليج العربي بالتعاون مع المملكة العربية السعودية التي تقوم بإجراء دراسة وطنية حول تقنية هايبرلوب لتقييم أثره ومنافعه الاقتصادية. 
 
وبموجب اتفاقية الشراكة سيقوم الطرفان بتخصيص ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي من فريقيهما للعمل على تحقيق ثلاثة أهداف هي : البحوث الأساسية المشتركة في مساقات رئيسية للذكاء الاصطناعي مثل الرؤية الحاسوبية، والمبادرات الضخمة في مجال الحوسبة السحابية، ومجموعة من المشاريع التجارية الموجهة نحو إيجاد الحلول في قطاع المواصلات الذكية، وذلك انطلاقاً من حرص قيادة الإمارات على بناء وتعزيز القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، وبالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تعمل "فيرجن هايبرلوب على تسريع وتيرة تطوير تقنية هايبرلوب عالمياً للوصول إلى الطرح التجاري لواحد من أكثر سبل النقل الجماعي استدامة في القرن الحادي والعشرين".

إنجاز تاريخي
وبدعم من شركة موانئ دبي العالمية، المزوِّد العالمي للخدمات اللوجستية الذكية، مع كونها أبرز المساهمين باستثمارات ضخمة ، حققت شركة "ڤيرجن هايبرلوب" اليوم الإثنين إنجازاً تاريخياً اليوم مع نجاح أول تجربة لنقل الركاب في كبسولة "هايبرلوب"، المشروع المستقبلي الواعد الذي سيشكل مع اكتماله نقلة غير مسبوقة في مجال النقل والمواصلات على مستوى العالم أجمع. 

وأجرت الشركة أول اختبار لنقل الركاب في لاس فيجاس بولاية نيفادا الأمريكية، وخاض كل من الرئيس التقني والشريك المؤسس جوش جيجل،  ومدير تجربة الركاب  في فيرجن هايبرلوب سارة لوشيان، أول تجربة وسيلة النقل الجديدة، وأجري الاختبار في موقع "ديڤلووب" للاختبارات التي أجرتها الشركة لمسافة 500 متر في لاس فيجاس بولاية نيفادا، وذلك بعد أن أجرت الشركة في السابق أكثر من 400 اختبار بدون ركاب.

وقام الراكبان برحلتهما الأولى على متن "مركبة XP-2" التي تم الكشف عنها مؤخراً، والتي صممتها مجموعة بيارك آنجلز، ورُوعي في تصميمها كافة الضمانات التي تكفل سلامة الركاب وراحتهموالمركبة التجريبية ذات المقعدين صممت لإثبات أن الركاب يمكنهم فعلياً التنقّل بأمان في مركبة هايبرلوب، في حين أن المركبات في مرحلة الإنتاج ستكون أكبر لتتسع لعدد 28 راكباً.

وأشرفت شركة "سيرتيفر" المتخصصة في تقييم مزايا السلامة في قطاع النقل، على مرحلة الاختبار منذ يومها الأول وحتى تجربتها المكتملة والناجحة اليوم، وخضعت "مركبة XP-2" لاختبارات أمان صارمة وشاملة، أثبتت أنها تتمتع بالعديد من أنظمة السلامة الحيوية التي سوف تتوفر في الإصدار التجاري من نظام هايبرلوب، وستكون مجهزة بأحدث نظام للتحكم يُمكّنها من اكتشاف المشكلات غير المتوقعة والقيام بالاستجابة المناسبة والسريعة في حالة الطوارئ.

وشهد رئيس مجلس إدارة شركة ڤيرجن هايبرلوب ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم، أول اختبار لنقل الركاب في لاس ڤيجاس بولاية نيڤادا الأمريكية، وقال: "يسعدنا أن نسهم في صنع تاريخ جديد مع أول ظهور لنمط جديد للنقل الجماعي منذ أكثر من 100 عام، استثمارنا في هذه التكنولوجيا الجديدة إنما ارتكز على ثقة تامة في قدرات فريق ڤيرجن هايبرلوب لتحويلها من فكرة مستقبلية إلى نظام آمن، وقد نجحنا بتضافر الجهود في تحقيق ذلك من خلال تجربة اليوم، لنقترب خطوة أخرى نحو عصر جديد في عالم النقل المستدام وفائق السرعة للأشخاص والبضائع".

وأضاف: "اقترن اسم إمارة دبي منذ عقود بكونها مركزاً محورياً للتكنولوجيا في المنطقة، واليوم تؤكد دبي من خلال موانئ دبي العالمية ريادتها في طليعة الابتكار التكنولوجي في مجال النقل والخدمات اللوجستية، ونظراً للتغيرات الكثيرة التي يشهدها عالمنا اليوم، أردنا المشاركة في دعم هذا الشكل الجديد من أشكال النقل والذي يسمح بربط الأسواق والاقتصادات، ويضمن المحافظة على تدفق التبادلات التجارية والمساعدة في التأسيس لمرحلة جديدة من مراحل نمو الاقتصاد العالمي وتسريع معدلات انجازها".

ويمهد هذا الانجاز التاريخي مع المراحل المتقدمة التي تمت في مركز هايبرلوب للاعتماد، الطريق أمام تبنّي أنظمة هايبرلوب حول العالم، ما يمثل خطوة جوهرية نحو تطبيق المشاريع في المنطقة، لاسيما في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

هايبرلوب أبوظبي- دبي
وستشهد دولة الإمارات إنشاء أول نظام هايبرلوب تجاري في العالم، ويتخذ المشروع موقعه في أرض مملوكة من قبل شركة "الدار" بمنطقة سيح السديرة في أبوظبي، بالقرب من مشروع "الغدير السكني" التابع للدار العقارية، بين إمارتي دبي وأبوظبي، بالقرب من موقع تنظيم معرض "إكسبو 2020" ومطار آل مكتوم الدولي.

وتشرف على المشروع شركة هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز، وفي حال نجاح هذا المشروع الضخم الذي يستهدف تغطية مسافة 150 كيلو متراً بين إمارتي أبوظبي ودبي، فإنه من الممكن لسكان الإمارات الانتقال من دبي الى أبوظبي في 12 دقيقة فقط، وبالتالي إذا تم تعميم ذلك المشروع على منطقة الخليج العربي فيمكن لسكان المنطقة السفر بين عدد من دول الخليج في وقت مختصر جداً، إذ إن الرحلة ستسغرق بين دبي ومسقط 27 دقيقة، وبين دبي والرياض 48 دقيقة.

ويعد هذا المشروع الذي تعمل على تطويره شركة هايبرلوب، إجازاً ثورياً في وسائل النقل فائقة السرعة، فهو يعمل على انتقال حجيرات القطار في ظروف شبه مفرغة من الهواء، وذات احتكاك ضعيف أو معدوم لزيادة سرعتها التي قد تصل إلى 1100 كيلومتر بالساعة، وتستطيع كل كبسولة حمل نحو 20 راكباً، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد دون أي مشكلة أو خطر لاصطدام الكبسولات ببعضها أو خروجها عن المسار، كما توجد مسافة أمان بين كل كبسولة وأخرى تبلغ خمسة أميال.

ماهية النظام
ونظام الهايبرلوب يعمل بشكل مبسط، فشكله الخارجي يشبه كبسولة تطلق كرصاصة داخل أنبوب مفرغ من الهواء، تصل فيه درجة الجاذبية الأرضية إلى أدنى مستوياتها، لتتحرك الكبسولة بداخله بفعل قوة دفع كهرومغناطيسية، تستطيع حملها للانتقال من نقطة إلى أخرى بسرعة تصل إلى 1700 كيلومتر في الساعة.

وتندفع الكبسولة بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة، لا تحتك بجدران الأنبوب، بفعل حقل مغناطيسي يولده مولد كهربائي، يستمد قوته من الطاقة الشمسية، وتحمل كل كبسولة اثنين أو أكثر من بطاريات الليثيوم آيون، بغرض ضمان وصول الكبسولة إلى وجهتها، ويمكن ربط الهايبرلوب بين المراكز السكنية الرئيسة في العالم، برحلات تستغرق وقتاً أقل، حيث يمكن الانتقال بين الولايات المتحدة والصين في رحلة تستغرق ساعتين فقط.

فكرة وتصميم الهايبرلوب أطلقهما المهندس الأميركي إيلون ماسك، الذي توقع بناء الأنبوب الواحد بنحو 10% من كلفة القطار فائق السرعة، وربع كلفة الطرق البرية الممهدة.