الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 / 10:05

قرقاش: الإمارات اتخذت الخطوات الفعالة لمواجهة كورونا

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أن قيادة دولة الإمارات الرشيدة اتخذت الخطوات الفعالة لمواجهة وباء كورونا المستجد، لحماية الصحة العامة، وتخفيف الآثار السلبية للجائحة على الاقتصاد.

وأضاف أن "دولة الإمارات شاركت بشكل فاعل في الجهود الدولية في هذه الأزمة، وقدمت مساعدات طبية عاجلة إلى 118 دولة، استفاد منها أكثر من 1.5 مليون شخص من العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء"، مؤكداً أن الإمارات لم تنظر أبداً في الاعتبارات السياسية عند تقديم مساعداتها الإنسانية، ومن هذا المنطلق لم تتردد في مدّ العون إلى إيران عندما احتاجت إليها.

الاستعداد للمستقبل
وأوضح قرقاش في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات افتراضياً، أن الإمارات مع اقتراب الذكرى الخمسين لتأسيسها تواصل الابتكار وفتح آفاق جديدة والاستعداد للمستقبل، إذ أن أهم التطورات التكنولوجية والسياسية التي شهدها العالم العربي في هذا العام كانت من نصيبها، من إطلاق مسبار الأمل في رحلته إلى المريخ، مروراً بتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية، ووصولاً إلى الاتفاق الإبراهيمي للسلام مع دولة إسرائيل.

وفيما يخص الشؤون الدولية، أكد أن الإمارات متمسكة بالتزامها بالتعددية ومكافحة التطرف، واحترام السيادة الوطنية والحل السلمي للنزاعات، والحكم الرشيد، والتنمية المستدامة، مضيفاً أن "الدولة بصفتها مرشحة لشغل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي في 2022-2023، تنوي استغلال هذه الفرصة للمساهمة في تعزيز الثقة في النظام متعدد الأطراف، واستخدام مقاربة منضبطة متجذرة في ميثاق الأمم المتحدة".

التدخلات الخارجية
وعن الشؤون الإقليمية، قال قرقاش إن "إيران وتركيا زادتا استخدام التدخل الخارجي لتحقيق مشاريعهما التوسعية في المنطقة، ففي الوقت الذي يستمر دعم إيران للمليشيات لزعزعة الاستقرار في دول عربية مختلفة، ومواصلة تدفق أسلحتها إلى اليمن، تدعم تركيا الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا، وزادت خطر استغلال المليشيات المتطرفة والمرتزقة للفراغ الأمني في البلاد".

وشدد على أن دولة الإمارات لا يمكن أن تقبل بالسياسات الإيرانية والتركية المزعزعة للاستقرار، لكنها أيضاً لا تسعى إلى المواجهة، وأن دولة الإمارات تعمل دائماً مع أصدقائها وحلفائها لتشجيع الحوار البناء والدبلوماسية الإيجابية.

وشدد على أن الإمارات ملتزمة بالسعي لتحقيق الحل السلمي للأزمات، ومواصلة دعم التحالف العربي في اليمن، وستسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار، الذي يُمهّد الطريق نحو حلٍّ سياسي دائم.

وفي الشأن الليبي، ذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الإمارات رحبت باتفاق وقف إطلاق النار الدائم وإطلاق الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، وهي تدعم جهود البعثة الأممية في ليبيا.

وأضاف "الإمارات تنظر بقلق شديد إلى أعمال العنف البشعة التي شهدتها بعض المدن الأوروبية مؤخراً"، مؤكداً أن الحركات المتطرفة العابرة للحدود لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال"، ودعا في هذا الصدد إلى التمييز بين استخدام الإسلام أداةً سياسية وبين الإسلام ديناً عالمياً.

الاتفاق الإبراهيمي
وعن الاتفاق الإبراهيمي للسلام، قال أنور قرقاش، إن "الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل كان قراراً سيادياً وطنياً، ولم يكن موجهاً ضد أي دولة أخرى، وهو قرار يعزز التسامح والانفتاح والرغبة في خَفض الاستقطاب في المنطقة، وبُني على رغبة صادقة في تحقيق تحوّل استراتيجي، ورؤية عملية، وتطلب الكثير من الشجاعة من قيادتنا لأن الحفاظ على الوضع الراهن لم يعد الخيار الأفضل".

وتابع أن "الاتفاق لا يقلل بأي حال من اهتمام الإمارات بالقضية الفلسطينية، ومِن دعمها للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ترى أنه لابد من تحقيق السلام الشامل والعادل، لكنها تدرك أيضاً أن الفلسطينيين والإسرائيليين هم الذين عليهم إقرار المضي في هذا السلام، وأن دولة الإمارات مستعدة لدعمه بأي طريقة كانت.

وهنأ قرقاش الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على فوزه بالانتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أن الإمارات تتطلع إلى التعاون معه لتعميق العلاقات بين البلدين، وهي علاقة مبنية على الصداقة والمصالح والقيم المشتركة، وتتخطى الأحزاب والإدارات المختلفة، مضيفاً أن "التفاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها يظل أمراً لا غنى عنه في الشرق الأوسط، وأن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعكس إجماعاً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا على دعم هذا الاتفاق، الذي يسرت إدارة ترامب تحقيقه، ودعمهُ أيضاً الرئيس المنتخب جو بايدن".

تحديد ملالمح المستقبل
وبدورها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي في افتتاح الملتقى، إن "عام 2020 كشف النقابَ عن خطوط صدع وصدامات جديدة، وفي الوقت نفسه أماط اللثام عن إمكانات عالمية وإقليمية جديدة"، مضيفةً أن "جائحة كورونا، وانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتوقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام، كلها عوامل أدت إلى خلق ديناميكيات جديدة سيكون لها الدور الحاسم في تحديد ملامح مستقبل النظامين العالمي والإقليمي".

وذكرت الكتبي أن تراجع النظام العالمي أحادي القطبية، أدى إلى عودة التنافس بين القوى الكبرى ضمن سياقات ومعطيات جديدة، في حين أن المؤسسات العالمية عانت من التردد في اتخاذ القرار، وانعدام الرؤية للصورة الكبرى.

وأضافت أن "الانتخابات الأمريكية، أكدت أن العالم لا يزال مرتبطاً بالتحولات داخل الولايات المتحدة، وكشفت هذه الانتخابات الاستقطاب الحاد والانقسامات الأيديولوجية والإثنية في المجتمع الأمريكي".

وأشارت الكتبي إلى أن الإمارات أدركت أن عليها أن تتخذ قراراً شجاعاً مبنياً على عقلانية سياسية لتجاوز الجمود الذي تمر به كل صراعات المنطقة المزمنة، بتقديم نموذج جديد لإمكانية بناء جسور بين قوى المنطقة بمنظور جديد، فكان الاتفاق الإبراهيمي للسلام الذي أبرمته مع دولة إسرائيل، موضحة أن هذا الاتفاق أكد أن المرونة والحيوية عنصران مهمان للاستجابة للتحديات، وأن التغلب على هذه التحديات وإيجاد حلول للصراعات المستحكمة في دول الشرق الأوسط تتطلب رؤية إبداعية وشجاعةً سياسية وأخلاقية تعمل على بناء السلام والاستقرار والازدهار والأمل لشعوب المنطقة.

يذكر أن ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع ينعقد هذا العام افتراضياً على مدى ثلاثة أيام وفي ثماني جلسات، بمشاركة أكثر من عشرين خبيراً استراتيجياً وباحثاً وصانع سياسات من مختلف أنحاء العالم.