الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 / 13:09

الإمارات تشارك سلطنة عمان احتفالاتها باليوم الوطني الـ50

تشارك دولة الإمارات، غداً الأربعاء، سلطنة عمان الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الخمسين، في تأكيد على مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين.

ويأتي الاحتفال تحت شعار "عمان منا، ونحن منهم"، إذ تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء باليوبيل الذهبي والذكرى الخمسين للنهضة المباركة لسلطنة عمان الشقيقة التي تصادف 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم العماني وفعاليات احتفالية في معابر الدولة البرية واستقبال الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية.

ويتزامن احتفال الإمارات باليوم الوطني العماني هذا العام مع استئناف التنقل عبر المنافذ البرية بين البلدين بعد توقف دام لأكثر من 8 شهور بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهي المنافذ التي تشهد عبور ملايين المسافرين من كلا البلدين سنوياً نظراً لطبيعة العلاقات المميزة بين شعبيهما الذي تجمعهما روابط الدم والنسب والتاريخ والعادات والتقاليد المشتركة.

وتواصل العلاقات الإماراتية العمانية نموها السريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.

ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تصريح سابق قال فيه: "عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم".

بدوره جسد تصريح ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال تقديمه واجب العزاء في المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، إذ قال إن "العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة كانت ولا تزال وستظل، بإذن الله تعالى، وإرادة قيادتيهما، قوية وراسخة لأن ما يجمع شعبي البلدين من روابط أخوية يضرب جذوره في أعماق التاريخ، ويستند إلى أسس متينة من الجوار الجغرافي والقيم والعادات والتقاليد المشتركة وعلاقات القربى والمصاهرة والعمق الاستراتيجي، وغيرها من العوامل التي تكسب علاقات البلدين خصوصيتها وتميزها".

علاقات اجتماعية ثقافية
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاءً تاريخياً في العام 1968.

وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، إذ تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وفي السياق ذاته، شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، التي تم على إثرها تم تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة، إضافة إلى التنسيق والتعاون في مختلف المجالات الأمنية والتعليمية والعسكرية والإعلامية.

وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الدولة لشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إذ تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القيادتين.

ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.

وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.