الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 / 16:08

المجلس البيئي الاقتصادي يناقش تحفيز الاستثمار في التحول للاقتصاد الأخضر

بحثت وزارة التغير المناخي والبيئة فرص تعزيز الاستدامة البيئية في قطاع الأعمال المحلي عبر تحفيز قدرات ودور الشركات الصغيرة والمتوسطة لخلق فرص استثمارية صديقة للبيئة، بما يساهم في تعزيز توجه دولة الإمارات للتحول نحو الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري.

جاء ذلك، وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع المجلس البيئي الاقتصادي الذي استضافته وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع وزارة الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل، ومؤسسة دبي للمستقبل، ومؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، ومجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار.

وشارك في الاجتماع للمرة الأولى مجموعة واسعة من رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي مثل دورها في دفع وتعزيز توجهات التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاستثمار صديق البيئة ركيزة النقاشات في الاجتماع، واتيحت الفرصة لممثلي هذه الشركات لاستعراض حلولهم المبتكرة أمام مجموعة من المستثمرين المحتملين.

ومن جهتها، قالت الرئيس التنفيذي ومؤسس تحالف من أجل الاستدامة العالمية الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان : "بصفتي عضواً مخلصاً في مجتمع الاستدامة، يشرفني أن أشارك في اجتماع المجلس البيئي الاقتصادي للعب دور فعال في الجمع بين الجهات الحكومية والشركات الصغيرة والمتوسطة، والمستثمرين للمساهمة في تحفيز الحركة الاستثمارية في الحلول التكنولوجية المبتكرة التي تعزز من تحقيق الاستدامة على مستوى كافة القطاعات"، مشيرة إلى أن الوقت الحالي يفرض ضرورة لتعزيز تعاون كافة المنظمات والجهات في دولة الإمارات، للعمل معاً لضمان تحفيز وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر والدائري.

وأضافت: "يتمحور هذا المجلس حول ركيزتين مهمتين للغاية: دور التكنولوجيا في مواجهة التحديات البيئية الرئيسية، والآلية التي يمكن بها للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تكون قوة دافعة في بناء اقتصاد أكثر استدامة".

ومن جهته، قال وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي: "للمرة الأولى عبر هذه المنصة الفعالة، قمنا بجمع الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين للمشاركة عن قرب في تحفيز وخلق فرص استثمار بناءة، تعزز من توجه دولة الإمارات نحو اقتصاد أخضر أكثر صداقة للبيئة وتطبيق معايير الاقتصاد الدائري".

وأضاف: "نستهدف عبر هذا التجمع إلى إيجاد منظومة وشبكة متكاملة تسهل وتحفز الاستثمار المستدام، وتمكن رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة من تطبيق حلولها الابتكارية وتنفيذ مشاريعها الموجهة نحو البيئة"، مشيراً إلى أنه "استناداً إلى نتائج الاجتماع نسعى إلى إنشاء سلسلة دورية من الفعاليات التي تتيح التواصل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، لضمان استمراريتها ومساهمتها في دعم مسيرة اقتصادنا المتنامي".

وفي معرض تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجال الاستدامة ، أكد و زير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عمر سلطان العلماء، أن تهيئة بيئة حاضنة للشركات الناشئة المتخصصة في مجالات الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية يمثل توجهاً أساسياً لحكومة دولة الإمارات، وعاملاً مهماً في تعزيز ريادتها عالميا في مجالات الاقتصاد المعرفي المستقبلي.

وقال إن "حكومة دولة الإمارات حريصة على الاستثمار في الأفكار والمشاريع المستقبلية والمبادرات الهادفة لتوظيف الابتكار والتكنولوجيا الحديثة والأفكار النوعية، لإحداث تأثير إيجابي ملموس في جهود الدولة للحفاظ على البيئة واستدامتها".

وأشار إلى أن تعزيز قطاع الاقتصاد الأخضر يتطلب توفير بنية تحتية متكاملة تدعم المشاريع البيئية المبتكرة بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، وبالأخص تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في الحفاظ على استدامة البيئة عبر تقليل البصمة الكربونية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان جمعة بلهول، أهمية استشراف الفرص المستقبلية في مجال الاستدامة البيئية ودراستها والبناء عليها، وتعزيز الاستثمار في الشركات الناشئة نظراً لدورها المهم في دعم مسيرة تقدم الاقتصاد، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي.

وقال بلهول إن "مؤسسة دبي للمستقبل توفر منصة وبيئة حاضنة للشركات الناشئة في مختلف المجالات، من خلال منطقة 2071، وغيرها من مبادرات وبرامج حاضنات ومسرعات الأعمال، في إطار جهودها لترجمة توجيهات القيادة ببناء قدرات المواهب الوطنية واستقطاب العقول والخبرات العالمية والشركات الناشئة ورواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعمهم في توظيف التكنولوجيا المتقدمة في ابتكار حلول جديدة تلبي متطلبات مختلف القطاعات"، مؤكداً أهمية تعزيز الشراكات الحكومية والخاصة لاحتضان الأفكار المبتكرة، وتوفير الدعم اللازم لتحقيق إنجازات نوعية تسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة على مستوى المنطقة والعالم في مجال الاقتصاد المستدام. 

وقال نائب رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر المهندس وليد سلمان: "في ظل توجه الإمارات نحو الاقتصاد الأخضر، فإن تحفيز ممارسات الأعمال المستدامة من شأنه تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على النمو ضمن منظومة الاقتصاد المحلي".

وأضاف "تهدف المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بصفتها مضيفا لشبكة (جلوبال كومباكت) العالمية في الإمارات إلى تحفيز القطاع الخاص على تعزيز شراكته، ومواءمته لأهداف التنمية المستدامة عبر دمج أفضل الممارسات الاجتماعية والبيئية في استراتيجيات أعماله".

وأشار إلى أن المنظمة نتطلع إلى النتائج المستقبلية لسلسلة اجتماعات المجلس البيئي الاقتصادي، ومجالس الأعمال المشابهة للمساهمة في تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.