الخميس 19 نوفمبر 2020 / 16:09

ريم الهاشمي: "الاتفاق الإبراهيمي" خطوة نوعية لإحلال السلام في المنطقة

أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يُشكّل خطوة نوعية مهمة لإحلال السلام في المنطقة، وهو نهج مختلف في التعامل مع القضية العربية الإسرائيلية عبر تغليب ثقافة الحوار والتسامح، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية تحظى بمكانة وأهمية كبيرتين لدى العرب جميعاً.

بان كي مون: الإمارات وإسرائيل قوى عالمية كبرى في مجالي التكنولوجيا والابتكار

جاء ذلك خلال لقاء افتراضي نظمته جمعية الصداقة الإماراتية - البريطانية تحت عنوان "الاتفاق الإبراهيمي للسلام - تعزيز أواصر التعاون"، بغرض التعرف على دور الاتفاق في بناء الروابط وأثره الاستراتيجي على تطوير العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، فضلاً عن أثره على المستوى الإقليمي وبين المسلمين واليهود، وذلك بمشاركة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والحاخام الأكبر لبريطانيا إفرايم ميرفيس، فيما أدار اللقاء وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السابق، رئيس جمعية الصداقة الإماراتية - البريطانية أليستر برت.

وأشارت خلال مشاركتها في اللقاء إلى أهمية الاتفاق الإبراهيمي للسلام ودوره في قيادة التغيير في المنطقة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل للشعوب ولأجيال المستقبل، مؤكدة ضرورة الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها الاتفاق لدولة الإمارات ودولة إسرائيل بشكل خاص، وللمنطقة بشكل عام في مختلف القطاعات بما يشمل الاقتصاد والعلوم المتقدمة والبحث العلمي، والذي من شأنه توفير فرص أفضل، وتأسيس قنوات ومنصات جديدة لتعزيز التكامل والتعاون المشترك.

وأكدت أن الاتفاق يمهد الطريق للمزيد من التعاون البناء والتكامل بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل ويعمل على تعزيز قدرة البلدين في العديد من المجالات، لاسيما مع تنامي الحاجة خلال الفترة الماضية لعقد المزيد من الشراكات المؤثرة، والقادرة على تطوير حلول لمواجهة التحديات الراهنة التي يشهدها العالم.

ونوهت إلى أهمية الاتفاق الإبراهيمي في إرساء دعائم السلام في المنطقة وفتح طاقات أمل وفرص لا حدود لها للشباب وللأجيال المستقبلية، لاسيما وأن المنطقة تحظى بنسبة مرتفعة من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً لتصل إلى نحو 60% من السكان، وهو ما يتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لتوفير الحياة الكريمة لهم.

دور محوري
وأشارت إلى أن الرغبة الأكيدة لإحلال السلام وتحقيق التقدم والرخاء لشعب دولة الإمارات وشعوب المنطقة شكّلا أكبر الدوافع لتوقيع الاتفاق الإبراهيمي، لافتةً إلى أن دولة الإمارات طالما لعبت دوراً محورياً في المنطقة، فضلاً عن تأثيرها الإيجابي وهو ما يعود إلى السمات والخصائص المميزة للشخصية الإماراتية التي لا تتوقف أبداً في السعي نحو الأفضل والبحث عن المزيد من الفرص وأسباب الرقي.

وأوضحت أن دولة الإمارات احتضنت منذ فترة طويلة جنسيات من مختلف الأديان والعقائد، مشيرة إلى أن نسيج مجتمع الإمارات يقوم على مبادئ وقيم التسامح واحترام الآخر، ورفض التعصب في الوقت الذي تنتشر فيه في المنطقة والعالم أفكار متشددة وعدائية.

وأضافت أن "نهج دولة الإمارات القائم على التسامح وإعلاء القيم الإنسانية مستمر، لاسيما في هذا الوقت المهم الذي تستعد فيه الدولة للاحتفال باليوبيل الذهبي، ومرور 50 عاماً على تأسيسها في حين تتأهب لدخول الأعوام الـ 50 المقبلة بقوة تتجدد معها عهود الولاء والالتزام بالقيم السامية التي قام عليها الاتحاد".

إكسبو 2020
وأشارت معاليها إلى أن إكسبو 2020 دبي سيكون منصة محورية لمناقشة مجموعة كبيرة من المحاور المهمة حول التوجه المستقبلي لدولة الإمارات ولدول العالم جميعاً، بما يسهم في تحديد طريقة التعامل مع مجموعة كبيرة من التحديات العالمية الصعبة، مثل البطالة، والتغير المناخي، ومدى قدرة التقنيات المتطورة على دعم المجتمعات والدول في مساعيها وخططها المستقبلية.

نهج إنساني ثابت
واعتبرت أن الجائحة التي ألمت بالعالم أبرزت للجميع مدى التشابه الإنساني، فالخوف من المرض، والتفكير في الحصول على العلاج، والأمل في الانتهاء من هذه المرحلة الحرجة، أمور إنسانية يتشارك بها البشر في شتى أرجاء العالم، مؤكدة أن النهج الإماراتي الإنساني ثابت لم يتغير، بل على العكس، بذلت دولة الإمارات جهوداً مضاعفة لدعم الدول على تجاوز هذه الظروف الصعبة، وانطلقت طائرات الإغاثة تحمل الغذاء والمستلزمات الطبية لتقديم يد العون للجميع دون تمييز.

 فرص التعاون 
ومن جانبه، صرح الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، بأن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعد تغيراً كبيراً وجذرياً، من شأنه أن يؤثر بالإيجاب على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، كونه يشكل فضاءً واسعاً يحمل الكثير من فرص التعاون بين القادة والشعوب على حد سواء، لاسيما وأن دولة الإمارات ودولة إسرائيل قوى عالمية كبرى في مجال التكنولوجيا الحديثة والابتكار.

وأوضح كي مون أن الاتفاق جاء في وقت يشهد فيه العالم الكثير من التوترات، وبات الخوف على السلام والأمن العالميين يؤرق المجتمع الدولي، وذلك فضلاً عن الوباء وأثره على المجتمعات والاقتصادات العالمية، وفي وسط هذه الظروف ما يزال الأمل كبيراً، إذ ما التزم الجميع بحل الخلافات بالطرق السلمية، والعودة نحو الوسائل والطرق الدبلوماسية التي تعلي من شأن التسامح والتعاون البناء.

ويرى كي مون أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعد تطوراً كبيراً في سياق العلاقات العربية الإسرائيلية على المستويين الدبلوماسي والأمني، معتبراً أن الاتفاق قرار جريء وشجاع، ويساعد في بناء جسور الثقة.

وعبر كي مون عن أمله في أن يمهد الاتفاق الإبراهيمي الطريق لتسريع مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ودفعها لتناول النقاط والقضايا المهمة، داعياً مختلف الشركاء الدوليين بما يشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة إلى دعم الاتفاق.

مثال يحتذي به 
وبدوره، أكد الحاخام الأكبر لبريطانيا إفرايم ميرفيس، أنه شهد على مدار حياته العديد من الأحداث التي مسته وأثرت به بشكل كبير، معتبراً أن توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل واحد من هذه الأحداث المهمة، والأيام التاريخية التي لن ينساها، لأنه قرار شجاع.

وأضاف ميرفس أن "قيادة دولة الإمارات ضربت مثالاً يحتذي به فيما يمكن أن تحققه القيادة المتميزة من إنجازات"، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة لدور القيادة الشجاعة في اتخاذ قرارات جريئة ومؤثرة مثل توقيع الاتفاق الإبراهيمي.

وأكد ميرفس أن الإمكانات التي يوفرها الاتفاق غير محدودة، لافتاً إلى ضرورة التحلي بالصبر وتبني ثقافة الحوار البناء لاسيما بين الأديان كونها تزرع التفاهم في نفوس البشر وتنهي التعصب، مؤكداً في ذات الوقت أنه لا يمكن أن يقوم سلام بين الدول إذ لم يتواجد السلام بين الأديان.

ووجه ميرفيس دعوة للجميع بالتحلي بالتسامح والاعتماد على الحوار وسيلة للتواصل الإنساني وحل الخلافات، والعمل سوياً على إيجاد حلول وطرق سلمية لتكسير الجمود والحواجز النمطية.

وعقب انتهاء مداخلات الضيوف طرح الحضور مجموعة من الأسئلة تناولت أبعاد الاتفاق الإبراهيمي بوصفه نقطة محورية في العلاقات الشرق أوسطية، ودراسة آثاره وتحليلها على كافة المستويات بما يشمل العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك في محاولة لفهم الدوافع الرئيسية من وراء الاتفاق الذي ينظر إليه كخطوة غير مسبوقة وجريئة من شأنها تغيير الديناميكيات الإقليمية التي ظلت لعقود في الإطار المحدد والمهمين على العلاقات والسياسات في المنطقة.

كما تم التطرق إلى دراسة التأثير الأوسع للاتفاق على المستوى الدولي عبر قراءة مستقبلية لما يمكن أن تؤول إليه العلاقات مع أطراف عالمية مهمة ومؤثرة بما يشمل المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على المنظمات والمؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة، وذلك على المديين القصير والطويل.

وقدم اللقاء بشكل تفصيلي أبعاداً أرحب وتصورات متكاملة حول النتائج الإيجابية للاتفاق الإبراهيمي للسلام، وما يمكن أن يحرزه من تقدم وتطور على الصعيدين الإقليمي والعالمي وعلى العلاقات بين المسلمين واليهود بشكل عام، علاوة على التحليل والتركيز على المكاسب الواعدة في مجالات عدة مثل التجارة والاستثمار والتعاون الدولي.