الخميس 19 نوفمبر 2020 / 19:30

حسين الحمادي: الإمارات حريصة على الاهتمام بالطفولة المبكرة

أكد وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أهم المراحل العمرية التي توليها الوزارة الاهتمام والدعم والرعاية، لكونها بداية تكوين الطفل مهارياً واجتماعياً وسلوكياً ونفسياً، والمدخل لتحقيق مفهوم التعلم مدى الحياة.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير حسين الحمادي في ندوة رعاية الطفولة المبكرة التي نظمها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بعنوان "أفضل الممارسات والتوجهات المستقبلية"، بمشاركة منظمة اليونسكو، والبنك الدولي، واليونسيف، وعدد من الخبراء الدوليين في مجال الطفولة المبكرة، وممثلين من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي.

وناقشت الندوة جودة رعاية الطفولة المبكرة والتعليم، ونظام وسياسة رعاية الطفولة المبكرة، والتعليم والتأثير بعيد المدى على الجودة العالية لرعاية الطفولة المبكرة، والتعليم على الصعيد الأكاديمي والاجتماعي والاقتصادي، وتأثير جائحة "كوفيد-19" على رعاية الطفولة المبكرة، والتعليم وأفضل الممارسات العالمية، والاتجاهات المستقبلية لبرامج رعاية الطفولة المبكرة.

وأوضح وزير التربية والتعليم أن الاهتمام بملف التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، يحقق مجموعة كبيرة من الأهداف للمجتمعات، منها على سبيل المثال، تسهيل سبل المعرفة، وتنمية المهارات العقلية لدى الطفل عبر تحسين القدرات اللغوية والمعلومات المنوعة، وتحفيز قدرات الابتكار لديه عبر الاستثمار المبكر في السعة المعرفية وأنماط التفكير، وتبني منظومة فكرية لإنتاج إنسان مشارك وفاعل مجتمعيا، يكون بمثابة معول للبناء لا الهدم، مشيراً إلى أن الندوة تأتي انطلاقاً من أهمية هذا الملف في تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة، والاستثمار المستقبلي الأمثل في البرامج الموجهة لهذه الفئة تحديداً.

وقال: "علمياً الإنسان ومنذ ولادته يمتلك ما بين 80 إلى 100 مليار "خلية عصبية"، وهي التي بدورها تحدد هويته الشخصية، والأنماط التي تشكل ما يفكر ويدور في عقل الإنسان وبعض الدراسات، تؤكد أن هذا العدد من الخلايا يتناقص تدريجياً مع مرور الزمن في حال عدم الاستخدام، لذا فإن الاهتمام بالتعليم في مراحل الطفولة المبكرة، هو أفضل استثمار كونه يسهم في تحقيق نطاق كبير من التشابكات العصبية لعدد أكبر من تلك الخلايا، ما ينعكس بشكل إيجابي على عمليات التعليم والتعلم".

وأضاف: "حرصت دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة، على الاهتمام بالطفولة المبكرة، ووضع الاستراتيجيات للسنوات الخمسين القادمة في قطاع التعليم، وتستحوذ الطفولة المبكرة على نصيب كبير من الاهتمام ضمن التصورات والمرئيات المستقبلية، وثمة عمل كبير وجهود واضحة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وخاصة ما يرتبط منها بهذه المرحلة، إذ قامت الدولة بسن التشريعات والسياسات واللوائح حول الأسرة والطفل، مثل السياسة الوطنية للأسرة وقانون حماية الطفل، وأنشأت العديد من المؤسسات الحكومية التي توفر الخدمات الأسرية والاجتماعية والصحية والاقتصادية الداعمة للأسرة والطفل، إلى جانب اطلاق مجلس الوزراء الحملة الوطنية - أسرتنا متماسكة 2021 - والتي تهدف إلى تثقيف الأسر وتوعيتها بأهمية التلاحم الأسري، حيث تطبق الحملة أساليب مبتكرة لإشراك الآباء والأبناء ومختلف فئات المجتمع، ووضعت المعايير الرقابية على مؤسسات تعليم الطفولة المبكرة لضمان امتثالها للسياسات والإجراءات".

من جانبها، قالت مدير عام المركز الاقليمي للتخطيط التربوي مهرة المطيوعي، إن "تنظيم هذه الندوة يأتي في سياق تبادل الخبرات حول المكون الأهم في حياتنا ومستقبل بلادنا ورفاهنا المتمثل في أطفالنا، وحول أهم محاور تطوير التعليم، وهو الطفولة المبكرة والتي تعتبر من أهم مراحل البناء النفسي و الاجتماعي للإنسان، حيث إن السنوات المبكرة من عمر الطفل هي سنوات نمو من الناحية الاجتماعية والنفسية والعقلية واللغوية، وأثبتت الدراسات المختلفة بأن 80 % من دماغ الطفل يكتمل عند بلوغه 3 سنوات و75% من كل وجبة يأكلها الطفل تذهب لبناء دماغه".

واستعرضت مدير مكتب الشؤون التنفيذية في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الدكتورة حصة علي راشد الكعبي، أفضل الممارسات الوطنية، واستراتيجية الهيئة والجهود التي تبذلها من أجل الارتقاء بواقع الطفولة المبكرة في الدولة بالتعاون مع العديد من المؤسسات المعنية، بما يقدم نموذجاً مشرفاً لكيفية رعاية هذه الفئة ورفدها بكافة مقومات تميزها في مختلف مراحلها العمرية اللاحقة، مبينة أن تهيئة الأجواء المناسبة واختبار آليات التعامل مع الطفل وإمكانياته الإدراكية والمعرفية تعتبر أساساً لتطويره والاستثمار فيه، وتهيئته للمراحل العمرية والتعليمية اللاحقة.

وأكد المشاركون بالندوة أن الاستثمار في فئة الطفولة المبكرة سيكون له انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية والقيمية في المستقبل، وهو ما يحقق مفهوم الرفاه والتعلم مدى الحياة إذا ما تم مخاطبة الطفل بما يثير حواسه ويلهم مخيلته، مشددين على أهمية تأهيل العاملين مع هذه الفئة من معلمين ومرشدين، إذ سيكون لهم بالغ الأثر في تطوير مواهب الأطفال وتطويرها والارتقاء بها وفق أسس علمية ومنهجية مدروسة.