علم لتنظيم داعش يحترق (أرشيف)
علم لتنظيم داعش يحترق (أرشيف)
الأحد 22 نوفمبر 2020 / 20:30

حداد وتساؤلات عقب هجوم جديد لداعش شمال بغداد

أعلنت محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية، الحداد لثلاثة أيام بعد مقتل عشرة أشخاص في هجوم إرهابي فيما استنكر البعض عجز القوات العراقية عن القضاء على الخلايا السرية لتنظيم داعش.

وقتل ستة من أفراد قوات الأمن وأربعة مدنيين مساء السبت في كمين نصبه إرهابيون قرب سلسلة جبال مكحول الواقعة على بعد بعد مئتي كيلومتر شمال بغداد، بحسب مصادر في الشرطة.

وانفجرت قنبلة على جانب الطريق لدى مرور سيارة كانت تقل مدنيين. وعندما حضر عناصر الشرطة وأفراد من الحشد الشعبي - تحالف قوات شبه عسكرية مندمج الآن في الدولة - لإنقاذهم، تعرضوا لإطلاق نار من الإرهابيين.

وتبنى تنظيم داعش الهجوم الذي يأتي بعد هجوم إرهابي آخر قبل عشرة أيام بقنبلة يدوية على نقطة عسكرية في منطقة الرضوانية ، ذات الغالبية السنية، الواقعة إلى الغرب من بغداد، قتل فيه 11 شخصاً بينهم مقاتلون من الحشد الشعبي.

وعلى الرغم من عدم سيطرة الإرهابيين على أراض، تشن خلايا نائمة من عناصر التنظيم الذي أعلنت هزيمته عسكرياً قبل ثلاث سنوات، هجمات كر وفر ضد بنى تحتية لداعش، خصوصاً في مناطق مفتوحة تمتد إلى الشمال من بغداد.

وتفيد دراسة نشرت هذا الشهر "للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب" في لاهاي، أن نشاط تنظيم داعش في العراق "تسارع بشكل كبير من فبراير (شباط) 2020 فصاعداً"، حيث وصل إلى مستويات "تقترب من القلق" من تلك التي سبقت اجتياحه لثلث العراق في 2014.

لكن على الرغم من ذلك، ما زالت أعداد القتلى منخفضة.

ولفتت الدراسة الانتباه إلى أنه"يبدو أن تنظيم داعش في العراق وبشكل عام، ينتقل من مرحلة (إعادة) بناء إلى أخرى تتميز بهجمات جريئة على غرار حرب العصابات".

تزامنت الهجمات مع حملة جديدة لقوات الأمن العراقية لاعتقال الإرهابيين المختبئين في أرض وعرة في شمال وغرب البلاد. وقبل يوم من وقوع الهجوم، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط خلال مقابلة مع الوكالة الرسمية للأخبار، السيطرة على جبل مكحول.

وقال حينها "نجحنا في تأمين جبل مكحول بشكل كامل وباشرنا بمسك الأمن ونصب كاميرات متطورة لتأمينه"، مشيراً إلى أن "الحوادث في بعض المناطق النائية التي ينفذها داعش وباتت الآن حالات فردية وتحت السيطرة".

وأثار الهجوم غضب شخصيات محلية بارزة.

وكتب النائب السني مشعان الجبوري، أحد ممثلي محافظة صلاح الدين في البرلمان، في تغريدة بعد الهجوم الذي وقع ليلة السبت "قوات الآمن أكدت لنا تواً بأن هذه المنطقة تم تطهيرها".

وقال السياسي السني جمال الضاري، في تغريدة أيضاً، إن "الجريمة البشعة في قرية المسحك تكشف عن الفشل المتكرر بخطط محاربة الإرهاب".

وأضاف "على حكومة مصطفى الكاظمي أن تكون جادة بوضع استراتيجية وطنية للقضاء على الخلايا الإرهابية من خلال التعاون الحقيقي وتفعيل الجهد الاستخباراتي وألا تكتفي بتشكيل لجان التحقيق الصورية".

ويقابل العراقيون تشكيل اللجان التحقيقية مراراً من قبل الحكومة بسخرية عبر مواقع التواصل الأجتماعي، لعدم توصلها لأية نتائج.

وتأتي هذه الهجمات تزامناً مع قيام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بخفض عدد قواته التي ساندت العراق في محاربة تنظيم داعش منذ 2014.

وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي، بأنها ستسحب قريباً 500 جندي من قواتها في العراق بحلول منتصف يناير (كانون الثاني)، ليبقى بذلك 2500 فقط في هذا البلد، وقال مسؤولون عراقيون بأنه يمثل المرحلة الرابعة والأخيرة من سحب قوات التحالف.

قال القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي إن التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية في السنوات الأخيرة سمح بانسحاب القوات الأمريكية.

وستتركز مهمة القوات المتبقية في العراق على تدريب القوات الأمنية وتنفيذ ضربات جوية لدعم عملياتها وتسيير ومراقبة الطائرات المسيرة فوق البلاد.

وصوت البرلمان العراقي في يناير (كانون الثاني)، بعد 48 ساعة من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد، على وجوب مغادرة 5200 جندي أمريكي العراق.

من جهتها، تدعو الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يُنظر لحكومته على أنها تميل إلى الولايات المتحدة، إلى إمهال الأمريكيين "ثلاثة أعوام" للانسحاب.

وهذا ما دفع الفصائل الموالية لإيران إلى تنظيم سلسلة مسيرات خلال الأشهر الأخيرة، لمطالبة الكاظمي بتنفيذ القرار.

وكتب على واحدة من اللافتات التي رفعت خلال تلك الاحتجاجات "إذا لم تغادر لوحدك ، فإن صواريخنا ستجبرك على الخروج!"، في إشارة إلى عشرات الهجمات الصاروخية التي استهدفت منذ أكتوبر (تشرين الأول) مقار دبلوماسية وعسكرية غربية ما دفع الولايات المتحدة للتهديد بإغلاق سفارتها في بغداد في حال لم تتوقف تلك الهجمات.