الأحد 22 نوفمبر 2020 / 21:15

محمد بن راشد يشارك في اليوم الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين

شارك نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وعدد من الوزراء أعضاء وفد الإمارات المشارك في القمة، في أعمال الجلسة الختامية لقمة قادة مجموعة العشرين "G20" الافتراضية، والتي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على مدار يومين وحملت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" بحضور قادة المجموعة.

وبمناسبة ختام قمة الرياض، التي شاركت فيها الإمارات بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون، والتي عُقدت أعمالها افتراضياً عبر تقنيات الاتصال المرئي، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين على التنظيم المتميز الذي جاءت عليه هذه القمة الافتراضية، مشيداً بالجهد الواضح وراء هذا التنظيم الذي جاء على درجة عالية من الإحكام، رغم الظرف الاستثنائي العالمي الذي عُقدت في سياقه.

دور محوري 
وأكد في هذه المناسبة أهمية الإسهام السعودي وأثره في معالجة أهم وأبرز القضايا التي تعنى بمستقبل المنطقة والعالم، منوهاً بالدور المحوري للسعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومتابعة ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في تحفيز الجهود الدولية لمواجهة مجمل التحديات القائمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذلك دور المملكة في تعظيم فرص التنمية في المنطقة وفتح آفاق جديدة للتطوير بما يعود بالنفع والخير على مجتمعات المنطقة والعالم.

وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجهود السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة ولي عهده الأمين ضمن رؤية المملكة 2030 والتي تتسق مع الأهداف الرئيسة لمجموعة العشرين، المتمثلة في تحقيق استقرار الاقتصاد الكُلِّي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، ورأس المال البشري المعزَّز، وزيادة التدفقات التجارية والاستثمارية.

وأثنى على الاختيار الدقيق للموضوعات التي دارت حولها نقاشات القمة وتركزت على آفاق تعزيز العمل الجماعي المشترك، وتوحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات الراهنة التي يواجهها العالم وفي مقدمتها جائحة كوفيد-19، واكتشاف السبل التي من شأنها تعظيم الفرص في حياة أفضل من خلال تعاون أعضاء مجموعة العشرين لإيجاد البدائل والحلول الناجعة التي تتيح مزيدا من فرص التطوير والتنمية في مرحلة ما بعد الجائحة.

العمل المشترك
وشدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ضرورة تكثيف العمل المشترك من أجل تأكيد تكامل الجهود وتضافرها لإحداث الأثر الإيجابي المنشود، لافتاً إلى أن "العالم اليوم يواجه تحديات جمة تستدعي استنفار الجهود وتأكيد تكاملها بما يمكِّن من الحفاظ على كوكب الأرض وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة سواء للأجيال الحالية أو القادمة".

وأشار إلى أن العمل العالمي المشترك هو السبيل الأمثل لتخطي التحديات الراهنة وتجاوز تداعياتها السلبية، وقال إن "هذه القمة تعتبر دليلاً على الحكمة التي وصلت لها البشرية خلال قرون طويلة عبر تاريخها، وهي الحكمة التي تقول إن مصلحتنا جميعاً في التعاون.. وإن قوّتنا في التكاتف.. وإن مصيرنا جميعاً واحد".

ودعا إلى توحيد العزائم والإرادات لتمكين المجتمعات، لاسيما الأقل حظاً حول العالم، من تجاوز تلك التحديات وتخطيها لمواصلة عمليات التنمية وتلبية المتطلبات الأساسية التي تضمن أبسط أشكال الحياة الكريمة للإنسان، وقال إن "قضايانا العالمية المشتركة مثل تعزيز دور المرأة، وتوفير الرعاية الصحية، والتغير المناخي، وتوفير تعليم منخفض التكلفة، ومواجهة قضايا الأمن الغذائي والمائي وغيرها، لا يمكن علاجها دون أن نعمل كيدٍ واحدة، وبعزيمة واحدة، وإرادة دولية موحَّدة".

ومع اختتام قمة قادة مجموعة العشرين أعمالها، أكد نائب رئيس الدولة أن "مواقف الإمارات ستبقى واضحة وثابتة ومستمرة في دعم كافة الجهود الدولية للتغلب على هذه التحديات، وأن توجهات الدولة ستظل راسخة حيال ما يتم بذله عالمياً من جهود غايتها تخطي التحديات الراهنة وتفادي المستقبلي منها، انطلاقاً من التزام الإمارات الكامل تجاه مساندة كل جهد هدفه تحقيق مصلحة الإنسان أينما كان، ومعاونة البشرية على العبور إلى مرحلة جديدة عامرة بالأمل في أعقاب التغلب على جائحة تسببت في عرقلة جهود التنمية العالمية".

إكسبو دبي
وأعرب عن تطلع الإمارات للترحيب بقادة مجموعة العشرين خلال معرض "إكسبو 2020 دبي" المُزمع افتتاحه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل، والذي سيحظى بمشاركة دولية واسعة، تحت شعار "تواصل العقول وصُنع المستقبل"، ضمن ثلاث مواضيع هي "التنقل، والفرص، والاستدامة"، إذ سيشكل الحدث العالمي الكبير تجسيداً حقيقياً، وفريداً، للتعاون البنّاء العابر للحدود الذي تنشده مجموعة العشرين.

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ألقى كلمة خلال اليوم الافتتاحي للقمة أمس السبت، أكد خلالها أهمية الدور الذي تضطلع به مجموعة العشرين كونها تشكل المنصة الاقتصادية الأكبر عالمياً التي يتوحد حولها العالم للتصدي للتحديات المشتركة وتجاوزها، منوهاً إلى أن "الإمارات ستظل داعمة للمبادرات الدولية المشتركة، وكافة السياسات والمشاريع التي تضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة".

يُشار إلى أن قمة الرياض كانت قد تطرقت على مدار يومين إلى مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة بتعزيز التعاون الدولي من أجل تشكيل عالم أفضل عبر سلسلة من التدابير في مقدمتها استعادة النمو وتعزيز التعافي القوي والشمولي، ودارت نقاشات القمة في نطاق ثلاثة محاور أساسية عبر عنها الشعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"؛ وشملت تمكين الإنسان، من خلال تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع خاصة النساء والشباب من العيش والعمل وتحقيق الازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية، وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.

وإلى جانب قادة مجموعة العشرين والدول المدعوة، شارك في أعمال القمة ممثلو عدد من المنظمات والجهات الدولية وشملت: منظمة العمل الدولية، وصندوق النقد المالي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي.