الأربعاء 6 يناير 2021 / 15:15

أردوغان-الزنداني... شراكة لإنتاج المتطرّفين في اليمن

كشف موقع "مونيتور نورديك" السويدي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استثمر في شبكة "الإخوان المسلمين" في اليمن لكسب نفوذها، والترويج لخلافته على المسلمين بصفته "المهدي المنتظر".

أقام الزنداني علاقات مع الإسلاميين في تركيا، خاصّة مع الراحل نجم الدين أربكان، معلم الرئيس أردوغان والأب المؤسس للإسلام السياسي في تركيا

وأفادت وثيقة تركية مسرّبة نشرها الموقع أن أردوغان، وفي نطاق برنامجه لإختراق دول الجوار العربية اعتماداً على أسلمة الدين ومن خلال تنظيم وشبكات "الإخوان"، أرسل فريقاً برئاسة عدنان تانريفردي، رئيس مجموعة "سادات"، للقاء رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني، أحد مؤسسي حركة "الإخوان المسلمين" في اليمن، المُدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية.

لقاء سرّي مع الزنداني
وتعمل مجموعة "سادات"، بغطاء إسلاموي، كمركز تدريب ولوجستي للمنظمات المتحالفة مع تركيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والتقى الوفد التركي الزنداني في مكان غير محدد في صنعاء بين الـ 19 و الـ20 من فبراير (شباط) 2014 بحضور 10 أشخاص من الجانبين.
وبحسب محضر اللقاء، الذي غطى محادثة جزئية فقط وحصل عليه الموقع، فإن وفد "سادات" أخبر الزنداني أن تركيا بقيادة أردوغان ستقود العالم الإسلامي قريباً، وأن أردوغان يقوم بالفعل بتطهير ساحة المعركة، ويُعِد لعملية كبرى في المستقبل.

واعترف تانريفردي، في مقابلة بعد استقالته من منصب كبير المستشارين العسكريين لأردوغان في يناير (كانون الثاني) 2020، أنه التقى شخصياً بعبد المجيد الزنداني وناقش موضوع "المهدي المنتظر". وفي حديث لقناة "Akit TV " التركية في الـ 23 من ديسمبر (كانون الثاني) 2019، قال تانريفيردي إن منظمته تعمل على تمهيد الطريق لعودة "المهدي". كما كشف في مناسبة أخرى أن الزنداني طلب من تركيا في أكتوبر (تشرين الثاني) 2013 رفع علم الخلافة وتوحيد الأمة الإسلامية.

علاقات مع الإسلاميين
وأقام الزنداني علاقات مع الإسلاميين في تركيا، خاصّة مع الراحل نجم الدين أربكان، معلم الرئيس أردوغان والأب المؤسس للإسلام السياسي في تركيا. كما ساعده أربكان مادياً عندما أسّس جامعة الإيمان في صنعاء.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الروابط المالية للزنداني بالإسلاميين الأتراك، ووصفت الجامعة بأنها "مصنع لإنتاج المتطرفين الإسلاميين" التي استقطبت مئات الطلاب غير اليمنيين. كما ظهر الزنداني بشكل متكرر في وسائل الإعلام المُوالية لأردوغان في تركيا، وقال في مقابلة في مايو (ايار) 2013، إنه كان يُصلّي من أجل أردوغان. كما جادل الزنداني بأنه "عندما تمّ إلغاء الخلافة في تركيا، بدأ الإنحطاط في العالم الإسلامي".

واعتبر الموقع أن الزنداني "وجد فرصة للإخوان المسلمين للترويج لأجندتها في الثورات العربية عام 2011، حيث حشدت حكومة أردوغان، المتجذرة في أيديولوجية إسلامية مماثلة، الموارد لدعم الإخوان في تونس وليبيا ومصر وسوريا. حيث دعا الزنداني إلى الجهاد في سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد، وهو هدف سعى إليه الرئيس أردوغان ايضاً".

الترويج لـ"الإخوان"
وعلى الرغم من انتقال عبد المجيد إلى تركيا في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، إلا أن أفراد أسرته وأتباعه المُخلصين أقاموا في تركيا منذ فترة طويلة، وعملوا عن كثب مع حكومة أردوغان للترويج لجماعة "الإخوان المسلمين" وشبكات جهادية أخرى. وبين الحين والآخر، تُغطي وسائل الإعلام التركية تحرّكات نجله عبد الله الزنداني.

وأشار الموقع إلى شائعات تناولت أنهم (أتباع الزنداني) كانوا يُمهّدون الطريق لإتخاذ خطوات في الصراع اليمني عندما تُتاح لهم الفرصة.

نشر التطرّف
وفي 24 فبراير (شباط) 2004، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية عبد المجيد الزنداني على لائحة الإرهاب، وقدّمت اسمه إلى لجنة عقوبات "القاعدة" التابعة لمجلس الأمن الدولي. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنه "كان قادراً على التأثير ودعم العديد من القضايا الإرهابية، بما في ذلك التجنيد النشط لمعسكرات تدريب القاعدة، ولعب دوراً رئيسياً في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة وإرهابيين آخرين".

وتبيّن أنه على علاقة بجماعة "أنصار الإسلام"، وهي منظمة إرهابية مقرّها العراق ومُرتبطة بـ "القاعدة"، وهي مدرجة أيضاً على قائمة لجنة عقوبات "القاعدة" التابعة للأمم المتحدة. كما تناولت الحكومة الأمريكية دور "جامعة الإيمان" التابعة للزنداني في نشر التطرّف لدى الشباب. ويُشتبه في أن طلبة "الإيمان" مسؤولون عن الهجمات الإرهابية الأخيرة، بما في ذلك اغتيال ثلاثة مُبشّرين أميركيين واغتيال القيادي الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر.