الأحد 10 يناير 2021 / 15:50

هذا ما حققته الإمارات في دعم وتطوير لقاح ضد كورونا

24 - رند أبو عوض

منذ بداية أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حرصت دولة الإمارات على تقديم كل ما تستطيع من مساعدات طبية وعلمية في سبيل المساهمة لتجاوز هذه المحنة التي حلت على العالم أجمع، إذ عملت جاهدة لدعم تطوير اللقاحات والمشاركة في تجاربها، سعياً منها للوصول إلى علاج آمن وفعال يحمي ويقي من فيروس كورونا.

ومع تسابق الدول ومراكز البحوث لإيجاد لقاح فعال وآمن في فترة زمنية قصيرة للحد من انتشار "كوفيد-19"، وحماية أكبر عدد من الأشخاص من الإصابة به، أعلنت الجهات الصحية في الإمارات مشاركتها في تجارب لقاحين عالميين أحدهما لشركة "سينوفارم" الصينية وآخر مطور من قبل معهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة ووزارة الصحة في جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك حرصاً منها على المساعدة والمساهمة للوصول إلى لقاح يساعد على تجاوز الأزمة التي تسبب بها كورونا، وتأكيداً على التزامها التام والدائم في تقديم المساعدة والدعم اللازم خاصة في الأزمات والظروف الاستثنائية.

لقاح سينوفارم
ووقعت الجهات الصحية في الإمارات اتفاقية تعاون بين شركة "تشاينا ناشونال بايوتك غروب" الصينية، ومجموعة "جي 42" الإماراتية، بهدف تسريع عملية تطوير لقاح آمن وفعال للسيطرة على فيروس كورونا، وعليه استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي، المرحلة الثالثة من التجربة الأولى عالمياً للقاح فيروس "كوفيد-19" غير النشط في الدولة، ولهذا الغرض أطلقت الدولة أول موقع إلكتروني متخصص تحت عنوان" لأجل الإنسانية" لتسجيل المتطوعين الراغبين بالمشاركة في التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لمكافحة جائحة كورونا، ونجحت الحملة في استقطاب 31 ألف متطوع من 125 جنسية في دولة الإمارات.

اللقاح الروسي
وتحت إشراف دائرة الصحة أبوظبي، شاركت الدولة كذلك في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الروسي المضاد لفيروس "كوفيد-19"، والقائم على الفيروسات الغدية، الذي طوره معهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة ووزارة الصحة في جمهورية روسيا الاتحادية، وتعد هذه التجارب التي تجري في الإمارات جزءاً من التجارب التي تجرى حالياً في روسيا ودول أخرى من العالم.

سجل الأبحاث الوطني لمكافحة كورونا
وأطلقت دائرة الصحة في أبوظبي، بالتنسيق مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، "سجل الأبحاث الوطني" ليكون منصة موحدة لدعم الأبحاث العلمية المبذولة لمواجهة "كوفيد-19"، وفهم الجائحة وطبيعة الفيروس، وتحديد أفضل السبل لتخفيف الأعراض الجانبية الناجمة عن المرض وعلاجاته، فضلاً عن دعم إجراء الأبحاث المشتركة بين مختلف القطاعات، بما يسهم في إثراء مجال الأبحاث وتوفير الوقت والجهد، وبيانات ذات أهمية بالغة لإدارة الجائحة.

أول تسلسل لجينوم كورونا
وتمكن فريق بحثي من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، في أبريل (نيسان) 2020، بتسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا المستجد، في كشفٍ طبي هو الأول من نوعه في دولة الإمارات، وتم تسجيل هذا التسلسل للفيروس بنجاح من مريض في دبي، إذ يساعد الكشف عن تسلسل الجينوم في فيروس كوفيد-19، في تتبع أصل العدوى في المرضى، وانتقال الوباء وكيفية تطوره وانتشاره من شخص لآخر، كما يفيد في تطوير العلاجات واللقاحات والاستراتيجيات والإجراءات لمكافحته.

علاج بالخلايا الجذعية
ونجحت دولة الإمارات في تطوير علاج داعم لالتهابات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بواسطة الخلايا الجذعية، يتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها، ويكمن التأثير العلاجي بالخلايا الجذعية على تجديد خلايا الرئة، وتعديل استجابتها المناعية لمنعها من المبالغة في رد الفعل على عدوى كوفيد-19، والتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة.

تمويل أبحاث الأمراض والأوبئة
كما أطلقت حكومة دبي مُمثلة بمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي، وبالشراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، مبادرة الوقف الوطني لتمويل أبحاث الأمراض والأوبئة، بهدف الإسهام في مواجهة تحدي كورونا، ودعم الدراسات والأبحاث في مجال الصحة والأمراض المُعدية والأوبئة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، بما يعزز استعداد دولة الإمارات للتعامل مع الأمراض المُعدية المستجدة والمتكررة، وكذلك دراسة مقاومة مضادات الميكروبات، والعمل على بحث ودراسة قاعدة بيانات ضخمة للأوبئة بهدف إيجاد سبل للتعامل مع مختلف السيناريوهات المتوقعة.

وافتتحت الإمارات بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد، "مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية"، أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في دولة الإمارات، بقيمة إجمالية قدرها 300 مليون درهم. ويعتبر المركز جزء من مؤسسة الجليلة، وسيعنى بأبحاث الأمراض السائدة في الدولة إلى جانب أبحاث طبية حول كوفيد–19، ويهدف إلى إعداد جيل جديد من الباحثين المؤهلين في التخصصات الصحية المتنوعة، والمساهمة في رسم خارطة صحية شاملة، ورفد المجتمع البحثي المحلي والإقليمي والعالمي ببحوث علمية طبية تخصصية.

ويرسخ المركز مكانة دبي ودولة الإمارات في طليعة الابتكار الطبي إقليمياً في المجالات الطبية والصحية ويشكل منصة للباحثين والمتخصصين لتبادل المعارف والخبرات والمستجد من المعطيات والمعلومات العلمية المتعلقة بقطاع الصحة وكذلك المستجدات ذات الصلة بالأمراض والأوبئة حول العالم.

تخزين وتوزيع اللقاح
ولم يقتصر الدور الإماراتي في تطوير صناعة اللقاح وحسب، بل عملت على توفير حلول لتخزين وتوزيع اللقاح، إذ توفر موانئ أبوظبي قدرات لوجستية متطورة لتخزين وتوزيع أكثر من 70 مليون جرعة لقاح "كوفيد-19"، كما شهدت العاصمة أبوظبي انطلاق "ائتلاف الأمل" الذي يضم أبرز الجهات والمؤسسات المحلية والعالمية ضمن سلسلة التوريد في إمارة أبوظبي وحول العالم الذي يهدف لدعم الجهود العالمية لتوزيع لقاحات فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم.

ومن جهتها، تشارك شركة "الإمارات للشحن الجوي" في نقل اللقاح المضاد لفيروس كورونا لجميع أنحاء العالم، كما شكلت الشركة فريقاً مخصصاً للاستجابة السريعة لتنسيق الطلبات من مختلف الجهات والهيئات المشاركة في النظام الدولي لتوزيع اللقاحات وتلبية الناقلة لطلبات نقل اللقاحات.

ويجدر الذكر، أنه في إطار جهودها لتعزيز وقاية أفراد المجتمع من جائحة كورونا المستجد في الدولة والمحافظة على سلامتهم وصحتهم، ودعماً لمنظومة القطاع الصحي، سجلت دولة الإمارات لقاح "سينوفارم" إضافة إلى اللقاح الخاص بشركة " فايزر- بيونتيك".