الأربعاء 3 فبراير 2021 / 17:00

"مسبار الأمل " .. رحلة التحدي والإنجاز تلهم الشباب العربي

شكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" نموذجاً رائداً في التحدي والإنجاز والقدرة على إلهام الشباب العربي، فعلى مدار مسيرته التي امتدت إلى نحو 6 سنوات نجح المشروع في تحقيق حزمة من الأهداف الوطنية والاستراتيجية ومن أهمها المساهمة في إعداد الكوادر الشابة، وبناء قدراتهم في قطاع الفضاء وتعزيز شغفهم بالعلوم والمعرفة، بما يؤدي إلى دعم الجهود الوطنية نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة.

وأكد خبراء ومسؤولون في قطاع الفضاء أن "مسبار الأمل" نجح في تحقيق أحد أهم أهدافه وهو المساهمة في بناء قاعدة من الكوادر الوطنية وإعداد كوكبة من المهندسين والعلماء القادرين إلى قيادة مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.

وذكروا أن المكاسب التي تم تحقيقها من المشروع عديدة وملموسة على أرض الواقع، مشيرين إلى أن تعزيز التعاون العربي في قطاع الفضاء، بل وإنشاء وكالة فضاء عربية، بات اليوم هدفاً يمكن تحقيقه خاصة مع إنشاء المجموعة العربية للتعاون الفضائي.

وقالت  قائد الفريق العلمي لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل - في مركز محمد بن راشد للفضاء المهندسة حصة المطروشي - خلال ندوة عقدت اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي حول مشروع مسبار الأمل وانعكاساته المهمة على ازدهار ونمو القطاع الفضائي العربي - إن "بناء قدرات الكوادر الوطنية شكل أحد أهم أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ونجح المشروع على مدار مسيرته في بناء قدرات الكوادر الوطنية في قطاع الفضاء والمساهمة في إعداد كوكبة من العلماء والباحثين، لقيادة دفة مشاريع المهمات الفضائية في المستقبل.

وقالت إنه "يفصلنا أيام قليلة على موعد وصول مسبار الأمل إلى مدار حول المريخ والمقرر 9 فبراير المقبل في تمام الساعة 7.42 مساء، ونتطلع إلى اجتياز هذه المرحلة الهامة والحرجة من المشروع بنجاح، والانتقال إلى مرحلة الدخول إلى المدار العلمي".

ورداً على سؤال حول مسيرة المسبار وأبرز الإنجازات التي حققها، أوضحت أن الأرقام تتحدث عن نجاح مسبار الأمل في تحقيق هدفه الهام في بناء القدرات الوطنية، فمنذ الإعلان عن المشروع حرصنا على أن يتم بناء المسبار بشكل كامل وعدم شرائه من أجل ثقل خبرات الكوادر الوطنية العاملة في هذا المشروع، كما نجح فريق العمل في تصنيع 66 قطعة من المسبار في الإمارات، بالإضافة إلى ابتكار 200 تقنية جديدة للمسبار، ومشاركة أكثر من 60 الف من طلبة المدارس والجامعات في برامج علمية وتعليمية بالمشروع.

وأكدت أن "التواجد في فريق عمل مسبار الأمل مصدر فخر واعتزاز لنا فالجميع تضافرت جهوده وتكاملت من أجل المضي قدماً في مراحل المشروع المختلفة وصولاً إلى المرحلة الحالية"، مشيرة إلى أن الجميع كان لديه شغف طوال مدة العمل بالمشروع وتعززت خبراتهم بشكل كبير على مدار 6 سنوات.

من جانبه، عبر رئيس قطاع العمليات وبرامج الفضاء في الهيئة السعودية للفضاء المهندس ماجد العنزي - خلال الندوة -عن تمنياته لدولة الإمارات بالنجاح والتوفيق في هذه المهمة العلمية، ووصول مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر ليحتفل الجميع بهذا الإنجاز العربي.

وقال إنه "يجب على الجميع النظر إلى المكاسب العديدة التي تم تحقيقها من هذا المشروع التي امتد على مدار 6 سنوات، ومن أبرزها بناء القدرات الوطنية في قطاع الفضاء وكذلك تعزيز شغف الشباب العربي بالعلوم والمعرفة.

وأوضح أن المملكة العربية السعودية كانت سباقة في ريادة الفضاء على المستوى العربي مع صعود الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى الفضاء في عام 1985 كأول رائد فضاء عربي.

وأشار إلى أن "هذه الرحلة كانت مصدر إلهام لنا جميعا في المملكة العربية السعودية، وتبنت المملكة خططاً استراتيجية لتطوير صناعة الفضاء وفق مسارين هما تأهيل الكوادر البشرية، والثاني توفير البنية التحتية اللازمة لصناعة الفضاء، كما تم ابتعاث العديد من الشباب لدراسة تخصصات الفضاء".

وأضاف أنه "عقب القيام بإعداد الكوادر البشرية وتوفير بنية تحتية ومراكز أبحاث ومختبرات لبناء الأقمار الصناعية والنجاح في إطلاق العديد من الأقمار الصناعية كان من الضروري إيجاد جهاز في الدولة ينظم هذه الصناعات فتم استحداث الهيئة"، مشيراً إلى "أننا نمتلك استراتيجية طموحة تتضمن العديد من الأنشطة الفضائية خلال الـ 15 عاماً المقبلة".

وأكد على دور مشاريع الفضاء العربية في تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا القطاع، وأهمية وجود تحالف عربي في قطاع الفضاء، وضرورة تفعيل دور المجموعة العربية للتعاون الفضائي، والعمل على إيجاد مشاريع فضائية تخدم الدول الأعضاء.

وأكد أن أنشاء وكالة فضاء عربية هو حلم لكل مهتم بمجال الفضاء في الوطن العربي على غرار الاتحاد الأوروبي الذي أسس وكالة الفضاء الأوربية، مضيفاً أن المجموعة العربية ستكون نواة لوكالة فضاء عربية متى توفرت الإمكانات اللازمة.

من جانبه، قال رئيس المشاريع الفضائية بوكالة الإمارات للفضاء المهندس عبدالله خليفة المرر: "إننا جميعاً فخورون بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ولدينا مسؤولة في الاستمرار في العطاء بقطاع الفضاء الوطني وتحقيق الأهداف المرجوة التي ستعود بالفائدة على الوطن العربي"،مشيراً إلى أن المشاريع الفضائية تسهم في دعم جهود الدولة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

وأكد أن "مسبار الأمل" مشروع وطني يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.

يذكر أن "مسبار الأمل" هو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، ويحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.