الخميس 4 فبراير 2021 / 20:47

فريق "الإمارات لاستكشاف المريخ": مسبار الأمل وصل المرحلة الحاسمة في رحلته

24- صفوان إبراهيم

أجمع أعضاء الفريق الهندسي لعمليات مسبار الأمل الذي يستعد لدخول مدار كوكب المريخ، الثلاثاء المقبل، في الـ 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، على أن رحلة المسبار التي استغرقت 7 أشهر، ومسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ التي امتدت حوالي 7 أعوام، بلغت أدق مرحلة مؤكدين أن الأيام القليلة المتبقية قبل الوصول، حاسمة.

جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي اليوم الخميس، وبحضور مكثف من ممثلي وسائل الإعلام والصحف والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية، الذين حاوروا الفريق الهندسي لمسبار الأمل عن آخر الاستعدادات لدخوله مدار الكوكب الأحمر، تتويجاً لرحلته التي انطلقت في 20 يوليو(تموز) الماضي.

وتحدث في الإحاطة العلمية التي نظمت بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، نائب مدير المشروع لشؤون عمليات المسبار المهندس زكريا الشامسي، وقائد فريق تطوير الأنظمة الأرضية المهندس محمود الناصر، والمسؤول عن عمليات التحكم المهندس أحمد ولي، ومهندس برمجيات الأنظمة الأرضية المهندس حمد الحزامي.

واعتبر الفريق أن أصعب مراحل مهمة مسبار الأمل عقب الإنجاز الناجح للملاحة في الفضاء هي دخول المسبار إلى مداره العلمي المحدد حول المريخ، والتي ستستمر 27 دقيقة، وتعد الأخطر لأنها تتضمن خفضاً مفاجئاً لسرعة المسبار من 121 ألف كم/ ساعة إلى 18 ألف كم/ساعة، بشكل ذاتي ومستقل، دون قدرة على التواصل الفوري مع محطة التحكم الأرضية فيه من مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.

ذكرى خالدة
وقال نائب مدير المشروع لشؤون عمليات المسبار المهندس زكريا الشامسي: "نترقب الأيام القليلة القادمة التي تمثل العد التنازلي لوصول مسبار الأمل إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ، لأن وصول المسبار إلى مداره الصحيح يعني نجاح جهود مضنية امتدت أكثر من 5.5 ملايين ساعة منذ انطلاق المشروع في 2014".

وأضاف الشامسي أن المخاطر التي تواجهها كبيرة وعديدة في هذه المرحلة الحساسة جداً، معرباً عن أمله في تجاوزها ودخول المسبار مداره بنجاح، مؤكداً أن تجاوز هذه المرحلة سيتوّج جهود جميع فرق العمل والمهندسين والعلماء والمتخصصين في قطاع على مدى سنوات منذ انطلاق المشروع في 2014.

وأكد الشامسي أن مشروع بناء مسبار الأمل في 6 سنوات فقط، فيما احتاجت دول أخرى عريقة في مجال استكشاف الفضاء حوالي 10 سنوات لإنجاز مشروع مماثل، يؤكد رسالة دولة الإمارات أن لا شيء مستحيل إذا توفرت العزيمة والإرادة والتعاون والشراكة، داعياً الجميع لمتابعة اللحظة التاريخية ووصول المسبار إلى مدار كوكب المريخ عند الـ 7:42 من مساء يوم الثلاثاء المقبل.

وختم الشامسي بالقول: "سنحفظ تاريخ 9 فبراير 2021 ذكرى عزيزة وخالدة في قلب كل إماراتي وعربي تطلع إلى الفضاء وتمنى صعودنا إلى كواكبه لاستكشافها ودراستها، واستشراف المستقبل في قطاع الفضاء".

الاختبار الحقيقي
بدوره، قال قائد فريق تطوير الأنظمة الأرضية ضمن مشروع مسبار الأمل المهندس محمود الناصر إن "الإطلاق الناجح للمسبار نحو الفضاء الخارجي في 20 يوليو (تموز) الماضي نحو الفضاء الخارجي كان محطة تاريخية نطمح لاستكمالها، رغم كل الصعوبات والتحديات، بوصول المسبار إلى مداره العلمي في 9 فبراير(شباط) 2021".

واعتبر الناصر أن تطوير أنظمة مجربة ومدروسة أسهم في وصول مسبار الأمل إلى المرحلة الأخيرة في رحلته التاريخية الأولى عربياً بين الكواكب، لكنه لا يمنع قائمة طويلة من المخاطر المحتملة على مهمة المسبار، وأبرزها تعطل أنظمة المسبار، أو التيه في الفضاء العميق، أو الفشل في دخول المدار حول المريخ".

ثمرة الاختبارات
من جهته، رأى مسؤول عمليات التحكم المهندس أحمد ولي، أن هناك سيناريوهات لا حصر لها تهدد بفقدان التحكم في المسبار وضياعه في الفضاء العميق، لكن التفاؤل يبقى سيد الموقف بين فريق عمل مسبار الأمل الذي أنجز على مدى سنوات ساعات اختبار طويلة في العمل لتجريب وتحسين وتطوير أنظمة التحكم في المسبار استعداداً لهذه اللحظة التاريخية.

وأكد أن الوصول إلى هذه المرحلة كان إنجازاً استثنائياً بكل المقاييس، لكن الطموح هو أن تصبح دولة الإمارات خامس دولة في العالم تدخل بنجاح مدار كوكب المريخ، لتسهم في إثراء المعرفة البشرية عن الكوكب الأحمر، جار الأرض.

إرسال معقد
أما مهندس برمجيات الأنظمة الأرضية المهندس حمد الحزامي، فاعتبر أن إرسال أوامر التحكم في المسبار في هذه المرحلة تستغرق وقتاً طويلاً لبعد المسافة عن الأرض، لافتاً إلى أن سنوات من العمل على برمجيات الأنظمة خاصة الأرضية لمشروع مسبار الأمل معرضة للاختبار الحقيقي عند دخول المسبار إلى مداره، بالنظر إلى طول زمن الاتصال مع المسبار الذي يدخل منطقة عمياء تماماً لمدة 27 دقيقة، قرب مدار المريخ قبل متابعة رحلته لدخول مداره.

وأمل الحزامي أن تثمر آمال الملايين من متابعي الرحلة العلمية لمسبار الأمل، بوصوله إلى مداره، وتحقيق علامة النجاح الكاملة ليبدأ مهامه العلمية بدراسة الغلاف الجوي للمريخ بشكل شامل غير مسبوق في المجتمع العلمي العالمي، مؤكداً في الوقت نفسه أن المشروع الوطني قد حقق معظم أهدافها بتأهيل كوادر مواطنة، وكفاءات في قطاع الفضاء الإماراتي، وألهم الشباب لمتابعة تخصصات علمية تؤهلهم لدخوله.

المرحلة الأصعب
وبعد إنهاء مسبار الأمل ثلاث مراحل من رحلته العلمية نحو كوكب المريخ، منذ انطلاقه من مركز "تانيغاشيما" للفضاء في اليابان على متن الصاروخ "إتش 2 إيه" في 20 يوليو (تموز) الماضي، وهي مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، يشكل دخوله المدار العلمي التي يترقبه الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم المرحلة الأصعب حتى الآن لما تحمله من سيناريوهات.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" الأول من نوعه عربياً ومحط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، كمشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وإثراء المجتمع العلمي العالمي وتوفير بيانات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر بحجم 1000 غيغابايت في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية في الوطن العربي والعالم لمستقبل البشرية في قطاع استكشاف الفضاء.

وستكون دولة الإمارات حال وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ، لتجسد شعارها المرفوع في مشاريعها الوطنية والاستراتيجية، "كل شيء ممكن" بتوفر العزيمة والإرادة والكفاءة، وروح التعاون والعمل كفريق واحد، وأن لا شيء مستحيلاً.