السبت 6 فبراير 2021 / 19:35

الفريق العلمي لـ"مسبار الأمل": معارف جديدة غير مسبوقة عن المريخ قريباً

24- صفوان إبراهيم

أكد أعضاء الفريق العلمي لمسبار الأمل، الذي يستعد لدخول مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، أن اللحظات الحاسمة من عمر المهمة المريخية لبدء مهامه العلمية سوف تبدأ بعد 3 أيام حين يباشر المسبار من تلقاء نفسه عملية إبطاء سرعته الهائلة في الفضاء العميق من 121 ألف كيلومتر/ساعة إلى 18 ألف كيلومتر/ساعة، في فرصة وحيدة لدخول مداره العلمي بنجاح.

ومن المرتقب أن يدخل مسبار الأمل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ عند الساعة 7:42 بتوقيت الإمارات من مساء يوم الثلاثاء 9 فبراير (شباط) 2021 تتويجاً لجهود 7 سنوات من التحضيرات والاستعدادات التي أنجزها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وتمهيداً للمرحلة الأخيرة من رحلته وهي المرحلة العلمية.

وأكد الفريق العلمي، خلال الإحاطة الإعلامية الثالثة والأخيرة التي نظمها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، وبحضور وسائل الإعلام والصحف والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية، أن "الجميع مستعد لبدء تلقي وتخزين وتحليل البيانات العلمية فور دخول المسبار إلى مدار الالتقاط بنجاح".

وتحدث في الإحاطة العلمية التي جرت بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات كل من نائب مدير المشروع لشؤون العمليات المهندسة حصة المطروشي، وقائد فريق مركز البيانات العلمية المهندس عمران أحمد الحمادي، ومهندس أجهزة علمية المقياس الطيفي للأشعة تحت الحمراء خالد محمد بدري، ومحلل بيانات علمية نورة سعيد المهيري.

تلقي البيانات
وأجمع كافة أعضاء الفريق العلمي للمسبار على أنه بكامل جاهزيته لبدء تلقي البيانات العلمية فور نجاح المسبار في محاولته المصيرية لدخول مداره حول الكوكب الأحمر، وذلك من خلال ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة، يحملها المسبار على متنه هي: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، وتستطيع هذه الأجهزة نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، كونه أكثر كواكب المجموعة الشمسية شبهاً بالأرض.

آلاف الاختبارات
وقالت المهندسة حصة المطروشي: "آمال كبيرة يعلقها المجتمع العلمي العربي والعلماء والجامعات والمراكز العلمية والأكاديمية والبحثية حول العالم على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لأن مسبار الأمل سيكون نافذة علمية مفتوحة للعالم على معلومات علمية حيوية غير مسبوقة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ".

وأضافت "بنجاح المسبار بدخول مدار الالتقاط سيبدأ مهامه العلمية في رصد كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا للكوكب، ومراقبة الظواهر الجوية على سطحه. وبذلك يقدم أول صورة شاملة للغلاف الجوي للمريخ".

وأملت المطروشي أن تتكلل الرحلة التاريخية للمسبار التي امتدت حوالي 7 أشهر بالنجاح لأنها ستعود على المعرفة البشرية عن الكوكب الأحمر والفضاء بشكل عام بفوائد علمية مشهودة.

في خدمة العِلم
من جانبه، قال المهندس عمران أحمد الحمادي، إن "اللحظات التي تسبق نجاح المسبار في دخول مدار الالتقاط ستكون حاسمة جداً في مسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ التي امتدت لحوالي 7 أعوام حاسمة جداً، لأن أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات سيجمعها المسبار بعد دخول مداره العلمي وبدء مهامه العلمية ليضعها في خدمة المجتمع العلمي العالمي".

ولفت الحمادي إلى أن "المسبار سيحلل الظواهر الجوية على الكوكب الأحمر مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، إلى جانب دراسة تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، فضلاً عن تحليل أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب".

وأكد الحمادي أن "فريق مركز البيانات العلمية لمسبار الأمل على أتم الاستعداد لبدء تلقي وتحليل وتخزين المعلومات والبيانات العلمية فور مباشرة المسبار لمهامه العلمية بمجرد دخوله مداره حول الكوكب الأحمر".

أجهزة متطورة
وقال خالد محمد بدري: "يقوم جهاز المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS بدراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاقات الأشعة تحت الحمراء، وتوفير معلومات من الغلاف الجوي السفلي إلى العلوي بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية".

وعرض لمهام الجهاز الثالث على متن المسبار وهو المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS الذي يكشف الطول الموجي للأشعة فوق البنفسجية، ويحدد مدى وفرة وتنوع أول أكسيد الكربون والأكسجين في الغلاف الحراري على نطاقات زمنية شبه موسمية، ويحسب التركيب ثلاثي الأبعاد والنسب المتغيرة للأكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي، ويقيس نسب التغير في الغلاف الحراري.

وأضاف المهندس خالد بدري أن "المسبار سيتكمن، حال دخوله مدار الالتقاط، من بدء تكوين فهم أفضل لدى العلماء حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر ومكوناته وفصوله، إضافة إلى تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسيجين، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء، الذي هو أساس مقومات وجود الحياة على أي كوكب".

فهم المكونات
بدورها، قالت نورة سعيد المهيري، إن "ما يميز مسبار الأمل عن المهام الفضائية السابقة التي قامت بدارسة مناخ المريخ هو مدارة العلمي الفريد، فهو قريب جدا من خط الإستواء للكوكب الأحمر مما يعني أنه سيكون في أقرب نقطة من الكوكب على بعد 20 ألف كم وأبعد نقطة على بعد 43 ألف كم. وسيمكننا من التقاط التضاريس الكاملة للمريخ".

وأوضحت المهيري أن "مهام جهاز كاميرا الاستكشاف الرقمية هي دراسة الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر بشكل مرئي، والتقاط صور عالية الدقة للمريخ، وقياس العمق البصري للماء المتجمد في الغلاف الجوي، وقياس مدى وفرة الأوزون، وتقديم صور مرئية للمريخ ملتقطة عبر الغلاف الجوي".

حضور علمي عربي
ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" محط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، لإحداث حراك شامل في مختلف قطاعات صناعة واستكشاف الفضاء في العالم العربي، حيث ستكون دولة الإمارات حال وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها الطموح الذي يسجل حضوراً علمياً وبحثياً عربياً مشرفاً في مجال استكشاف الفضاء.

وسيقدم المسبار أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة حال وصوله إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير (شباط) 2021، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.